منذُ نعومةِ أظفاره عاش في ملاعبِ كرة السلّة أكثر من منزله، أعطى لكرة السلّة الجزراوية الكثيرَ لعباً وتدريباً، وشعر أنّ إرثَ كرةَ السلّةِ الحسكاوية له منه نصيب، ولا بدّ من ردّ الدينِ وإنقاذِ اللعبة من النسيان.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 6 أيلول 2019 التقت الكابتن "أيهم عزو" ليحدثنا عن تجربته في كرة السلة لاعباً ومدرباً فقال: «كان من الطبيعي أن يكونَ تعلقي بالرياضة في بداياتي عبر كرة القدم لأنّها اللعبةُ الشعبيةُ الأولى بالعالم عامة و"الحسكة" خاصة، لكنني لم أجد نفسي فيها وكانت أنظاري تتجهُ إلى كرة السلّة وكان للكابتن المرحوم "يوسف لوقا" بالغُ الفضلِ والأثرِ في عشقي للعبة ومزاولتها فبدأت اللعب من القواعد حتى وصلت إلى فئة الرجال فشربت اللعبة من أدناها إلى أعلاها واستحوذت على فكري وفيها تحدد مستقبلي، شاركت مع نادي "الجزيرة" في كلّ البطولات وعلى المستويات والدرجات كافة، وكانت من أجمل سنين عمري عشت فيها الألم والأمل والفرحة والحزن، وكانت سبباً في صقل موهبتي واكتساب خبرات أحصدها الآن خلال عملي».

زاملت الكابتن "أيهم عزو" عشرين عاماً، وقد كان لاعب ارتكاز متميزاً يعطي في المباراة جهداً ولا يبخل بقطرة عرق واحدة ويمنح الحماس لكل رفاقه في الملعب وكنا نشكل معاً ثنائياً متميزاً أما على صعيد التدريب فبات الكابتن "أيهم" من المدربين الأكْفاء في صناعة اللاعبين واكتشاف المواهب على صعيد القطر

يضيف "العزو": «عام 1999 كان مفصلياً في حياتي، فجأة هاجر أفراد الفريق الذي كنت ألعب معه وكذلك المدربون وباتت كرة السلة في خطر ولم يعد فيها مرجعق علميٌّ أو تدريبيٌّ وحتى لاعبين إلا فيما ندر، وتحت ضغط زملائي الرياضيين اتجهت إلى التدريب وكانت رحلة أخرى في عالم كرة السلة واكتشفت أنّ التدريب أصعب بمراحل من اللعب وقررت تأهيل نفسي بالعلم والخبرة كي أستطيع حمل راية كرة السلة في "الحسكة" بعد جيل أسس كرة السلة من أمثال "خليل حنتوش" "عمر الجدعان" "الياس داراوي" "يوسف لوقا" وحصلت على شهادة تدريب مع المدرب الروسي "نيكولاي بالكاتشيف" وشهادة تدريب لكرة السلة لمدربي غرب "آسيا"، وهذا ما جعل الفرق التي أشرف على تدريبها تتبوأ مراكز متقدمة على صعيد القطر في كل بطولة أشارك بها منذ 1999 ولتاريخه».

في إحدى المباريات

ويقول أيضاً: «في فترة الأزمة توقفت كرة السلة في "الحسكة" من عام 2011 ولغاية 2014 وذلك لأسباب يعلمها الجميع كالوضع الأمني والاقتصادي وقلّة الموارد ورغم كل الصعاب قررت العودة للتدريب وتحمّل المسؤولية وبدأت أدرب جميع الفئات من الأشبال إلى الرجال وتكللت جهودنا عام 2019 بالحصول على مركز متقدم على مستوى الأشبال».

أما عن مستقبل كرة السلة الجزراوية يقول "العزو": «لا يوجد خوف على كرة السلة الحسكاوية فهي خزان للمواهب وضمن قياسات عالمية ولا تحتاج إلا لرعاية الموهبة ورفدها بالإمكانيات المادية وتأمين كلّ المستلزمات، وهذا حال كرة السلة السورية، إضافة الى تطبيق نظام احتراف حقيقي للاعب والمدرب والإداري وتأمين مدربين أكفاء من دول متقدمة في كرة السلة يساهمون في ارتقاء مستوى كرة السلة عربياً وإقليمياً وحتى عالمياً».

مع الفريق

يقول عنه اللاعب والمدرب "محمد فاعور" زميله لعباً وتدريباً: «زاملت الكابتن "أيهم عزو" عشرين عاماً، وقد كان لاعب ارتكاز متميزاً يعطي في المباراة جهداً ولا يبخل بقطرة عرق واحدة ويمنح الحماس لكل رفاقه في الملعب وكنا نشكل معاً ثنائياً متميزاً أما على صعيد التدريب فبات الكابتن "أيهم" من المدربين الأكْفاء في صناعة اللاعبين واكتشاف المواهب على صعيد القطر».

يذكر أنّ الكابتن "أيهم عزو" من مواليد "الحسكة" عام 1973 وهو خريج معهد التربية الرياضية في "الحسكة" متزوج ولديه ثلاثة أولاد.

محمد فاعور