سخّرت موهبتها الرياضيّة، وعشقها لساحات الملاعب للتتويج العالمي، لتتعدد المجالات الرياضيّة التي مارستها، أمّا التحكيم فكانت المهنة التي عملت بها بكل الحب وورثتها عن والدها وانطلقت بها في أوروبا.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 18 كانون الأول 2015، تواصلت مع البطلة الرياضيّة "جيلان طاهر" في مقر إقامتها في "السويد"؛ التي تحدثت عن ارتباطها بالألعاب الرياضيّة، تقول: «أثناء مرحلة الطفولة، وخلال وجودي في مدينة "القامشلي" كان اهتمامي كبيراً بممارسة أي لعبة رياضيّة مهما يكن نوعها، حتّى في ساحات الأحياء الترابيّة، وفي المدرسة كان التميّز واضحاً عليّ، وهو ما بيّنه المعنيون بحصص التربيّة الرياضيّة، ونصحوني كثيراً وشجعوني على المتابعة والاستمرار، وأولى ثمار الاهتمام والعشق للملاعب، انضمامي إلى منتخبات المدارس على مستوى المدينة والمحافظة في المرحلة الابتدائيّة، وفي أكثر من لعبة، وعندما وصل عمري إلى 12 عاماً كانت رحلة الغربة والاغتراب إلى دولة "السويد"، ومع وصولي تابعت ممارسة الألعاب الرياضيّة، وانضممت إلى الفرق الصغيرة بكرة القدم لمدّة أربع سنوات، وبعد ذلك إلى نادٍ رسمي بكرة القدم خاص بالسيدات في مدينة "هلسينك بورغ"، وكان مركزي في خط الهجوم، وكثيرة هي المرّات التي كنت أحرز أهدافاً رائعة، تعجب المدربون والمتابعون، وبعد مدة من ممارسة الكرة ضمن الفريق تعرضت لإصابة بليغة وتطلب مني إجراء عملية جراحيّة للركبة».

إنجاز حقيقي، ويتباهى به كل رياضي خاصة على مستوى "سورية"، وأنا مقرب جداً من والدها، وعلى علم بمدى حرصه وعشقه للرياضة والملاعب، ولذلك من نتاجاته وثماره هذا التتويج العالمي لابنته، وحتّى اليوم هي تتابع وتستمر للحصول على الأكثر والأكثر في المجالات الرياضية العديدة

وعن التدريب تتابع: «بعد العمل الجراحي انقطعت عن اللعب لمدة سنة كاملة، فكان التوجّه نحو مهنة التدريب لفريق البنات، وحينها كان والدي مدرباً وحكماً وشجعني وساعدني كثيراً، وبعد دراسة في معهد تدريب كرة القدم لمدة عامين، حصلت على الشهادة التدريبية تحت اسم مدرب أساسي، وهي شهادة معترف بها عالمياً، وأشرفت على فرق للسيدات في تلك اللعبة، إضافة إلى ذلك التحقت بدورات تدريبيّة في مجال ألعاب القوى، وحصلت على شهادة مدرب خاص لألعاب القوى، ومارست المهنة مدة من الزمن، وأشرفت على تدريب نخبة من الفتيات في "السويد"، تلك المحطات المهمة لم أكن لأجنيها لولا الجدّ والاجتهاد والنشاط، وفي كل موقع كنت أعطي الصورة المثالية للرياضي السوري.

"جيلان" تحمل الراية في مباراة رسمية دولية

كما اتبعت دورة في مجال المعالجة الفيزيائيّة، وحصلت على شهادة في ذلك الاختصاص، وحتّى تاريخه أمارس العمل في ذلك الجانب الرياضي الطبي، أمّا في مجال مهنة التحكيم، فقد كان الهدف والطموح الأسمى وبدأت رحلتي مع مهنة التحكيم منذ عام 2001.

وعن مشوار التحكيم تضيف: «لأبي فضل كبير عليّ في هذا المجال، لكونه كان حكماً، وقبل أن أختص في المجال المذكور كنت أقوم بالتحكيم لبعض المباريات بين الحين والآخر، وبدأ التخصص عام 2009، وحصلت على شهادة تحكيم المرتبة الثالثة من مجموع المراتب الأربع في "السويد" بنسبة 95%، وفي البداية كنت حكم الساحة الأساسي، لكن رغبتي في ممارسة التحكيم كانت بأن أكون حكماً للراية، وعام 2013 خصصت نفسي لذلك بناء على طلبي وحبي لحكم الراية، وعام 2014 بدأت التحكيم كحكم للراية؛ وهي أعلى درجة في "السويد" بالنسبة لفئة السيدات.

مع فريقها النسوي بكرة القدم

وفي عام 2015 دخلت المرحلة الرابعة والأخيرة للتحكيم باختصاص حكم للراية لفئة السيدات، وبعد عدة مباريات تحضيرية واختبارات وفحوصات على مستوى عالٍ أصبحت حكمة عالميّة، ووكلت بتحكيم مباراتين في "شامبويون سليك" لأندية أوروبية، والإشادات كانت كبيرة خاصة أنّ المباريات كانت مهمة وحساسة للغاية، والمراقبون أبدوا كامل الإعجاب والرضا، أمّا الأهم فهو تدوين رقم سوري على الساحة العالمية، علماً أنني من أوائل من يقود التحكيم من "سورية" في الساحات العالمية».

وفي لقاء مع "فؤاد القس" أحد الخبرات الرياضية في "القامشلي" أشار إلى أهمية الإنجاز الذي تحققه "جيلان"، ويقول: «إنجاز حقيقي، ويتباهى به كل رياضي خاصة على مستوى "سورية"، وأنا مقرب جداً من والدها، وعلى علم بمدى حرصه وعشقه للرياضة والملاعب، ولذلك من نتاجاته وثماره هذا التتويج العالمي لابنته، وحتّى اليوم هي تتابع وتستمر للحصول على الأكثر والأكثر في المجالات الرياضية العديدة».

يذكر أن "جيلان طاهر" من مواليد "القامشلي"، عام 1985.