طفولته كانت على الملاعب الترابية حبّاً وعشقاً للمستديرة، وترقبه وتلهفه كانا صوب جدران نادي "الجهاد" ليكون اسماً من أسمائه، فحقق المراد وبات من ألمع أسمائه الكروية.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 6 تشرين الثاني 2014، التقت اللاعب "أحمد السيخ" في إحدى الحصص التدريبيّة لنادي "الجهاد" الذي وهبه الحب والوفاء، وقلّب لنا عن سيرته الرياضيّة مع كرة القدم منذ بداياتها، من خلال الكلام التالي: «كانت ولادتي في عائلة رياضيّة وجميع إخوتي يجدون المتعة والهدوء في ملاعب كرة القدم، وجلّهم مرتبطون وملتزمون بمهمات فنيّة وإدارية مع الفرق الشعبيّة، ولذلك كان نهجي وتوجهي نحو الملاعب منذ الصغر بدءاً من ملاعب المدارس، وقد وجد المعنيون على منتخبات المدارس تميّزي وموهبتي في كرة القدم؛ فتم استدعائي لمنتخب مدينة "القامشلي" المدرسي، ومن ثم كان اسمي ضمن منتخب المحافظة، وفي المرحلتين الابتدائيّة والإعداديّة.

هادئ في التمارين والمباريات ويلعب بثقة كبيرة خاصة عندما يكون الفريق متأخراً بالنتيجة، يتميز بصفة القيادة ويعرف كيف يدير اللقاء وفي جميع الحالات، وهو من أكثر اللاعبين انضباطاً والتزاماً، لا يبحث عن الأمور المالية بقدر ما هو حريص على إظهار صورة ناديه بالصورة المناسبة، يحترم الجميع حتّى من يصغره سناً من اللاعبين

وبعد تلك الرحلة الطيبة والبداية الناجحة كان التوجّه الأهم نحو نادي "الجهاد" الرياضي، وقد انتسبت لفئة الأشبال كخطوة أولى، وبعد عامين كان تمثيلي لفئة الناشئين، وبعد عامين كان تمثيلي لفئة الشباب، وفي الموسم الأول مع تلك الفئة حققنا البطولة على مستوى القطر لأندية الدرجة الثانيّة، ولأن موهبتي ونجوميتي كانت في تطوّر مستمر وظهر ذلك جلياً خاصة مع فئات النادي، لاحظ المعنيون على النادي ذلك فطالبوني بتمثيل رجال النادي وأنا بعمر فئة الشباب، علماً أنني كنتُ أمثل فئة الشباب في الدوري يوم الثلاثاء، وفي يوم الجمعة كنت أمثل رجال النادي وفي الدوري أيضاً وهذا عام 2002، وأعطت هذه الثقة جرعة كبيرة لي للحفاظ على احترام الفنيين والجماهير لتألقي».

السيخ يجد المتعة في ملعب الجهاد

وعن رحلته مع نادي "الجهاد" تابع الكابتن "أحمد السيخ": «كان الاستقرار مع رجال نادي "الجهاد" منذ عام 2003 وحتّى يومنا هذا، وخلال تلك السنوات دونت ذاكرتي ومشوار النادي الكثير من المحطات واللحظات، أهمها أنني كنتُ مع الفريق في مرتين خلال هذه الفترة عندما صعد بها لمصاف أندية الدرجة الأولى، ووجدنا الكثير من الصعوبات حتّى كان الوصول لتلك المرحلة في دوري الأضواء، خاصة عندما كنّا في الدرجة الثالثة وانتقلنا بعدها للثانية وبعدها مباشرة للدرجة الأولى.

ولكن المباراة الأغلى والأحلى في مسيرتي مع نادي "الجهاد" كانت في موسم 2004-2005 وتحديداً ضد نادي "حطين" وفي مدينة "اللاذقية"، وحينها كان فريقنا متأخراً بهدفين دون رد، وحولنا الخسارة في آخر عشرين دقيقة من اللقاء إلى فوز وبأربعة أهداف مقابل هدفين؛ وهي الدقائق التي زجني بها المدرب فأحرزتُ هدفاً وصنعت آخر، وتبقى للأسماء العديدة التي أشرفت على تدريبي من فئة الأشبال وحتّى فئة الرجال الكثير من التقدير والوفاء؛ لأنهم ساهموا بتنمية موهبتي وصقلها للوصول إلى هذه النجومية والتميّز».

رجال نادي الجهاد

ويختتم "السيخ" حديثه بالكلمات الآتية: «عشرات السنين وهبتها لنادي "الجهاد" ورفضتُ كل العروض والإغراءات من أجل الاحتراف والانتقال إلى أندية أخرى، وأنا اللاعب الوحيد الذي مثل النادي وهو في الدرجات الثلاث الأولى والثانية والثالثة، وأكون في قمّة النشوة والسعادة عندما أقدم نتيجة طيبة أو مركزاً متقدماً لجماهير النادي، وما أكثرها على مساحة القطر وخارج حدود الوطن».

الكابتن "مصطفى الأحمد" أحد مدربي رجال نادي "الجهاد"، يتحدّث عن "أحمد السيخ" قائلاً: «هادئ في التمارين والمباريات ويلعب بثقة كبيرة خاصة عندما يكون الفريق متأخراً بالنتيجة، يتميز بصفة القيادة ويعرف كيف يدير اللقاء وفي جميع الحالات، وهو من أكثر اللاعبين انضباطاً والتزاماً، لا يبحث عن الأمور المالية بقدر ما هو حريص على إظهار صورة ناديه بالصورة المناسبة، يحترم الجميع حتّى من يصغره سناً من اللاعبين».