رحلة طيبة ومشوار طويل في ملاعب كرة القدم، أعطى الحصة الأكبر لنادي "الجهاد" الرياضي بكل فئاته، ورسم الكثير من اللحظات الكروية الجميلة في دفاتره وأذهان الرياضيين.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 7 تموز 2014، تواصلت مع أحد أبرز لاعبي نادي "الجهاد" الرياضي في التسعينيات؛ الكابتن "رشيد فرحان" وهو في دولة "الدانمارك"، الذي يحمل في صفحاته الكروية وعلى سطورها الكثير من الوقائع والذكريات الجميلة، وقد بدأ تصفّحها لنا ومنذ البدايات من خلال الآتي: «أنا مثل أغلب اللاعبين؛ بداياتي كانت من خلال الفرق والأحياء الشعبيّة، وكان الطموح منذ الصغر صوب ديار نادي "الجهاد" وقد تحقق، فبعد التميّز ولفت الأنظار من قبل المعنيين على الفئات العمرية بالنادي، استدعيتُ لفئة الأشبال وتحديداً عام 1984، وكانت البداية رائعة لأنني تدربت تحت قيادة أحد أهم الخبرات الكروية في المدينة الكابتن "جورج خزوم".

غيرته كبيرة للقميص الذي يرتديه ويمثله، كان من المهاجمين الرائعين في اقتناص الفرص وتسجيلها، كثير الحركة في الملعب، وكان من اللاعبين ذوي البنية القوية والفكر الكروي المميز، تنفيذه لتعليمات المدرب وتقيده بخطة اللعب، والتزامه بالتمارين وحرصه على التميز والتألق، وعشقه للمستديرة، كلها كانت من علامات نجاحه في الملاعب

وبعد موسم واحد تم انضمامي لفئة الناشئين على الرغم من صغر عمري، وعاصرت أسماء لامعة في تلك الفئة أمثال: "خالد برجس، وليد محمود، مروان شمعون"، وبقيادة المدرب "عجيل الأحمد"، ولمدّة ثلاث سنوات لعبت مع فئة الناشئين ولذلك عاصرتُ أكثر من جيل كروي مميز في نادي "الجهاد"، ومن الذين عاصرتهم بتلك الفئة: "قذافي عصمت، عماد يوسف، رفيق حاجي"، والموسم الثالث مع الناشئين كان مدربنا المرحوم "إسماعيل عيسى" ومع تلك الفئة حققنا نتائج مهمة ومنافسة دائمة على مركز الصدارة، ومن يتصفح الأسماء يجد أنهم باتوا أعمدة النادي لاحقاً من اللاعبين والمدربين، ولذلك كانت فائدتي كبيرة جداً، وخاصة أنها كانت في البدايات».

رشيد فرحان مع مدرب الجهاد الكابتن جومرد موسى

رحلته مع نادي "الجهاد" مستمرة، تابع عنها: «عام 1988 كان انتسابي لفئة الشباب بالنادي وتابعنا مشوار التألق والمنافسة، وتطوّر مستواي كثيراً وأصبحت لاعباً مهماً في صفوف الفريق والنادي بشكل عام، حتّى إن شارة الكابتن لم تفارقني في آخر موسم مع الناشئين وفي موسمين مع الشباب، وكانت لقيادة الكابتن "إبراهيم السيد" في التدريب فائدة إضافيّة، وبعد رحلة ناجحة ولموسمين مع الشباب كان التمثيل لفئة الرجال وهي الفئة الأهم، والفريق حينها كان في الدرجة الثانية.

وخلال ذلك الموسم وتحديداً عام 1990 تعرضت بعثة الفريق لحادث مروري خلال التوجه لتأدية المهمة في المسابقة المحلية، وكنتُ من بين اللاعبين الذين نجوا من الموت، ولكننا خسرنا حينها عدداً من كوادرنا لاتزال أسماؤهم وصورهم في الذاكرة، وبعد الحادث تابعنا مشوار المنافسة الكروية وكان الفريق يضم جيلاً كروياً ذهبياً منهم: "رياض نعوم، زانا حاجو، غاندي اسكندر، غسان دريعي، حسن جاجان، لطفي نعمة، شوكت حسين، سليمان اليوسف"، وحافظت على وجودي مع رجال النادي حتّى عام 1995».

من المباريات التي تحفظها ذاكرته في القامشلي ضد فريق حطين

رحلة التغرّب عن ناديه الأم "الجهاد" كانت لموسم واحد، تحدّث عنها: «عام 1996 كانت وجهتي صوب العاصمة "دمشق" ومثلت فريق "بردى" وحينها كان من أبرز الفرق في الدرجة الأولى بإشراف المدرب "جوزيف إبراهيم"، وقدمنا مباريات كبيرة، أبرزها ضد نادي "الاتحاد" حيث انتهت المباراة بالتعادل بعد الهدف الذي أحرزته، وتزامناً مع ذلك كنتُ من بين لاعبي المنتخب العسكري الذي كان يضم نخبة من أبرز لاعبي القطر، أمثال: "عبد المعطي المغربل، هاني شاكر، أنس صاري، عبد الباسط خاني، سامر البيطار، وليد الكردي، فواز التوكل، سليمان اليوسف".

وبعد رحلتي القصيرة في العاصمة كانت العودة إلى من ربّاني نادي "الجهاد"، وأشرف حينها على تدريبنا الكابتن "موسى الشمّاس، ومحي الدين تمّو"، وفي ذلك الموسم نافسنا بقوة للدخول في المربع الذهبي، وقدمنا مباريات كبيرة، أجملها بالنسبة لي ضد فريق "تشرين" بمدينة "القامشلي" التي انتهت بفوزنا بثلاثة أهداف مقابل هدفين، كان الهدف الثالث من حصتي، ومع نهاية ذلك الموسم انتهى مشواري الكروي، ومن شدة عشقي للمستديرة ولنادي "الجهاد" عملت قبل عدة سنوات إدارياً لفريق الرجال، وتركته لتكون الغربة والاغتراب عن الوطن، وكثيرة هي الدول التي زرتها وعديدة هي الأندية والمنتخبات العالمية التي شاهدتها عن قرب فلم أجد أغلى وأجمل من وطني، والعودة إليه محتمة، ولن أحن إلى أي ناد أكثر من نادي "الجهاد"؛ فهو معي في غربتي وفي كل الدول التي أزورها».

السيد "جورج خزوم" أحد الخبرات الرياضية في نادي "الجهاد" تحدّث عن الكابتن "رشيد فرحان" أحد اللاعبين الذين دربهم بالقول: «غيرته كبيرة للقميص الذي يرتديه ويمثله، كان من المهاجمين الرائعين في اقتناص الفرص وتسجيلها، كثير الحركة في الملعب، وكان من اللاعبين ذوي البنية القوية والفكر الكروي المميز، تنفيذه لتعليمات المدرب وتقيده بخطة اللعب، والتزامه بالتمارين وحرصه على التميز والتألق، وعشقه للمستديرة، كلها كانت من علامات نجاحه في الملاعب».