حقق "سوق الغنم" الجديد في قرية "قلعة الهادي" الكثير من الأهداف والنتائج، أهمها تقريب المسافات وتواصل أبناء عشرات القرى في منطقة "اليعربية" بعضهم مع بعض؛ حتى أصبح ملتقى اقتصادياً واجتماعياً يحظى برضا الناس.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 22 نيسان 2016، وخلال وجودها في قرية "قلعة الهادي" التي تبعد 65كم عن مدينة "القامشلي"، زارت "سوق الغنم" الذي افتتح مؤخراً، والتقت الحاج "حسين المحمود" الذي تحدث عن أهميته بالقول: «يهتم أهالي المنطقة بتربية الأغنام، وكل منزل لديه عدد منها من أجل المناسبات أو التجارة أو المؤونة، وخلال السنوات الطويلة الماضية كنّا نأتي إلى سوق "القامشلي" بهدف البيع والشراء، والتعرف إلى الأسعار، وصاحب الأغنام يفضل أن يحضر يومياً في سوق الغنم، لأنه قد يحظى بطلبه وبسعر مناسب في أي وقت كان، وبما أنّ أسعار المواصلات ارتفعت، فالوصول إلى مدينة "القامشلي" يتطلب مبلغاً يتجاوز 800 ليرة سورية في الذهاب والإياب، فكان الاتفاق بين عدد من كبار السن بعد التشاور أن يؤسسوا سوقاً ضمن قريتنا، والمؤهلات المناسبة متوفرة، خاصة المساحة الكبيرة من الأرض الجرداء البعيدة عن الدور السكنية، وخلال أيام قليلة كان أغلب أبناء المنطقة قد تعرفوا إليه، وهناك مئات الأشخاص من أهل المهنة والصنعة يتوافدون إليه يومياً، خاصة من قرى "اليعربية"، وكل طقوس وأدوات السوق متوفرة، حتّى إن الكثيرين من كبار السن يحضرون إلى هنا في سبيل الترفيه وقضاء الوقت مع أمثالهم من كبار السن لسرد القصص والذكريات المشتركة، وقد ظهرت الفائدة في أكثر من جانب مع افتتاح السوق».

بين الحين والآخر تكون لنا زيارة إلى القرية لقضاء عدد من الأيام عند الأهل والأصدقاء، وضمن أهداف الزيارة الذهاب إلى السوق، والالتقاء بأغلب أبناء القرية والقرى المجاورة، ومن خلاله نعيد ذكريات جميلة، وتبنى علاقات اجتماعية جديدة وكثيرة، لتتطور العلاقة الاجتماعية وتتحول إلى المنازل

الشاب "هايل ذيب الحربي" تحدّث عن بعض جوانب الفائدة للسوق، فقال عنها: «من الشباب من بدأ يؤمن مورد رزقه من السوق، من خلال مهنة البائع المتجول، فالسوق عام وشامل، ويضم أغلب المستلزمات المنزلية، سواء الخضار والفاكهة، أو الحلوى والمرطبات، حتى الملابس والأدوات الكهربائيّة موجودة فيه، وأسر كثيرة استفادت منه، وباتت توفر لها سبل العيش، وقد تحول في مدة قصيرة إلى أحد أهم وأكبر أسواق المنطقة، يتوافد إليه الناس من شتى المناطق والقرى والبلدات، حتى من مدينة "القامشلي" هناك من يأتي للاستفادة من السوق، سواء للبيع أو الشراء».

من أجواء السوق

وكان لبائعة الخضار "حميدة محمّد سالم" حديث عن ارتباطها اليومي مع سوق "قلعة الهادي" من خلال كلامها التالي: «يعرف عن المنطقة بأنها ثرية بالأنعام، وتعدّها ركناً أساسياً في حياتها اليومية، إضافة إلى ذلك هناك اهتمام كبير بالزراعة، والكثير من الأسر تهتم بزراعة الخضار حول منازلها، لذلك كان قراري في هذه الأوقات التوجه من القرية المجاورة إلى السوق، أحمل ما يتوفر معي من الخضار التي توجد في حديقة منزلنا لبيعها هنا، وخلال ساعات قليلة جداً، أبيع الخضار بأكملها، ويتم تأمين القوت اليومي للأسرة، لذلك السوق وفّر علينا الذهاب إلى بلدات أخرى مثل "الجوداية"، و"القحطانية"، وحتى الذهاب إلى "القامشلي" في سبيل ذلك، وهناك تنظيم كبير للسوق، حيث تكون كل مادة على نسق معين، فالخضار في مكان، والأدوات الكهربائية والمنزلية في مكان آخر، والمطاعم والمقاهي في مكان آخر».

أمّا "حميد علي" من أبناء مدينة "القامشلي"، فتحدث عن السوق بالقول: «بين الحين والآخر تكون لنا زيارة إلى القرية لقضاء عدد من الأيام عند الأهل والأصدقاء، وضمن أهداف الزيارة الذهاب إلى السوق، والالتقاء بأغلب أبناء القرية والقرى المجاورة، ومن خلاله نعيد ذكريات جميلة، وتبنى علاقات اجتماعية جديدة وكثيرة، لتتطور العلاقة الاجتماعية وتتحول إلى المنازل».

سوق شامل