يمثّل سوق الخضار في مدينة "القامشلي" نقطة تلاقٍ وتواصل بين المئات يومياً، وليكون محطة اجتماعية مهمّة، يقدم مواده بأسعار تناسب الحال والواقع، ويعرض موادّ وأنواعاً كثيرة أهمها اللون الجديد: السمك.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 10 نيسان 2015، تجوّلت في السوق، ورصدت نقاط تميّزه عن غيره، وأسباب اكتسابه تلك الشهرة الكبيرة والإقبال اليومي الكثيف، وقد تحدّث عن مزايا سوق الخضار الرئيس بمدينة "القامشلي" أحد مرتاديه "خير الدين سيد فارس" الذي قال: «مذ سكنت المنطقة وأنا أتبضع من هذا السوق، ولكن قبل سنوات خمس؛ وتحديداً قبل الأزمة، لم يكن السوق يتمتع بهذه الكثافة كما هو الحال الآن، ذلك لأن المحال المتواجدة في الأحياء كانت تقدم بضائعها وموادها بسعر مقبول، حتّى ولو كان سعرها أعلى من سعر هذا السوق المركزي، لكن الفرق والتفاوت كان قليلاً نوعاً ما، أمّا اليوم وفي هذه الفترة، فهذه النقطة هي من أكثر النقاط حركة وحيوية وبيعاً وشراء على مستوى المدينة كلها، فأسعارها مناسبة ومنطقية مقارنة بمحال الأحياء، وليست هناك مبالغة في ارتفاع الأسعار، وذلك بسبب اختلاف ذهنية التجار من حيث التسوَّق والبيع على حد سواء».

كل شخص يبحث عن شراء حاجياته ومواده بسعر أقل من باقي الأماكن، حتّى لو كان الفرق قليلاً، لذلك هذا السوق هو الأرخص مطلقاً، وكل المواد الأساسيّة متوافرة وبكميات كبيرة، وكله حيوية منذ ساعات الصباح الأولى وحتى وقت متأخر من الليل، وكل ما ذكر أسباب مشجّعة لزيارته

"خليل صالح" قصد السوق من بلدة "الرميلان" كما يقصده الكثيرون من أبناء القرى والبلدات، التقته مدونة وطن لرصد رأيه بما يرى اليوم؛ يقول: «هناك منافسة من قبل بائعي السوق لبيع أكبر كميّة من موادهم خلال ساعات العمل الصباحية، وتكون فرصة للحفاظ على منطقية الربح، بخلاف البقية الباقية التي تحتكر كل شيء في سبيل الربح المبالغ فيه، إضافة إلى أن السوق تحول من بيع للخضار والفواكه إلى بيع للمواد المنزلية والفروج المجمد والسمك والتمر والمنظفات والألعاب والحلوى المغلفة وغيرها، مع الحفاظ على سمته الرئيسة الخضار والفواكه، وعملية فرض مواد جديدة لأن الإقبال كبير جداً عليه وهي فرصة لإراحة زوار السوق من البحث والتجوال، ولأنه باب من أبواب الرزق لكثير من الأسر والشباب لعرض حاجاتهم وموادهم على "بسطة" وبيعها ضمن هذا السوق الأكثر حيويةً ربما على مستوى المحافظة كلها».

كل أنواع الخضار والفواكه تفرض اسمها في السوق

أمّا "حليمة السعد" فتجد في السوق نقطة اجتماعية مهمة، وقالت: «تحصل الكثير من العلاقات الاجتماعية والتعارف بين أسر بكاملها، خاصة أن السوق يضم أبناء المدينة وزوّارها من الريف، وحتّى ضيوف المدينة ووافديها من باقي المحافظات، سواء من الذين يشترون البضائع، أو حتى من الباعة، وقد تعرف زوجي -العامل في السوق- إلى العديد منهم، وتحديداً من محافظات أخرى، وتكونت علاقات أسرية متبادلة، وباتت الزيارات للدور السكنية.

وتبقى للزاوية المخصصة لبيع السمك فرصة لجذب عشاق هذا اللون الجديد، فمنهم من يؤكد أن الزيارة بين الحين والآخر للتعرف إلى نوعية السمك ومدى جودته وشراء كميات منه، فسابقاً لم يكن هناك مكان ثابت ومحدد للسمك، ولكنه منذ ستة أشهر تقريباً بدأ يطل ويحجز مكاناً له، ويستقطب بضائعه من الفرات ودجلة والساحل السوري».

للسمك حصة كبيرة من الشراء

وكان لـ"جهاد حسن" أحد البائعين حديث عن أجواء السوق يقول فيه: «كل شخص يبحث عن شراء حاجياته ومواده بسعر أقل من باقي الأماكن، حتّى لو كان الفرق قليلاً، لذلك هذا السوق هو الأرخص مطلقاً، وكل المواد الأساسيّة متوافرة وبكميات كبيرة، وكله حيوية منذ ساعات الصباح الأولى وحتى وقت متأخر من الليل، وكل ما ذكر أسباب مشجّعة لزيارته».