تنتشر في أحياء "القامشلي" حدائق صغيرة تضفي جمالاً ورونقاً على كل حي، قامت تلك الحدائق ببساطتها على تعاون أبناء المدينة، فقدمت لوحات اجتماعية وترفيهيّة مميزة.

مدوّنة وطن "eSyria" رصدت في أكثر من حي سكني من أحياء مدينة "القامشلي" ظاهرة زراعة الأشجار التي أصبحت متنفساً للأهالي وللزوّار وبالدرجة الكبيرة للأطفال، فقامت بجولة بتاريخ 5 كانون الأوّل 2014، على عدد من الأحياء والتقت عدداً من أهالي تلك المناطق، والبداية كانت مع السيّد "أحمد نوّاف عمّي" من سكان حي "تشرين"؛ وقد تحدّث عن تلك الظاهرة، ويقول: «للون الأخضر للطبيعة من عشب وأشجار وأزهار الكثير من الفائدة في المناطق السكنية، فمن خلال زراعة العديد من الأشجار في ساحة الحي وبالتعاون بين الأهالي وصلنا اليوم إلى هذه الصورة الحضاريّة والجميلة، حتّى إن هذه المنطقة باتت ممراً للزوار والضيوف فيجدون من خلال السير بجانب تلك الأشجار الهدوء والاسترخاء والمتعة، وحرصنا على تلك الأشجار هو كالحرص على منازلنا وأطفالنا».

للون الأخضر للطبيعة من عشب وأشجار وأزهار الكثير من الفائدة في المناطق السكنية، فمن خلال زراعة العديد من الأشجار في ساحة الحي وبالتعاون بين الأهالي وصلنا اليوم إلى هذه الصورة الحضاريّة والجميلة، حتّى إن هذه المنطقة باتت ممراً للزوار والضيوف فيجدون من خلال السير بجانب تلك الأشجار الهدوء والاسترخاء والمتعة، وحرصنا على تلك الأشجار هو كالحرص على منازلنا وأطفالنا

ويتابع: «قبيل غروب الشمس وخاصة في فصلي الربيع والصيف تكون جلسات واجتماع الأهالي بجانب تلك الحدائق الصغيرة، وعند الصباح تكون النسوة حاضرات وكل منهن أمام منزلها تقوم بسقاية ونظافة جزء من الحديقة باهتمام وعناية كبيرة، أمّا أطفالنا فعند العصر يتجمهرون ويتجمعون باللعب تحت ظلالها وفيئها، ورغم الصعوبات والعوائق فإن رعاية تلك الأشجار اليوميّة واجبة وفرض على كل منزل في الحي، فحتى مع انقطاع المياه لسبب أو عطل ما فمن الواجب علينا تأمين كمية من المياه لسقايتها مهما كلفتنا تلك الكميّة، فالفائدة كبيرة والاستفادة منها يومية وكثيرة».

سعادة الأطفال تحت ظلال الأشجار

أمّا السيّد "خلدون عمر علي" وهو من كبار السن في حي "التمثال"، فقد سرد عن أهمية تلك الأشجار وخاصة لكبار السن، ويقول: «في كل يوم وقبيل رحيل الشمس بساعتين وخاصة في فصلي الصيف والربيع، فإنّ جميع كبار السن يتواجدون تحت ظل تلك الأشجار، وشبابنا يجهزون المكان لنا من خلال فرشه بالسجاد وتأمين الوسادات وجلب عدد من الكراسي، وكذلك تجهيز إبريق من الشاي، وأغلب الأحيان يتبارز اثنان ممن هم من جيلي في لعبة "الدامة"، وهذه اللعبة تعد من اختصاص كبار السن وفي جميع مناطق "القامشلي"، واللعبة تشهد تنافساً وحماساً كبيرين، حتّى إن نسبة كبيرة من الشباب تتوافد إلى المنطقة وفي نفس زمان التواجد لمشاهدة اللقاء في لعبتنا، والعديد من القضايا تنجز وتحل من خلال تواجدنا في ذلك المكان، ونحن كبار السن نحرص على أن يكون حينا مثالياً وخالياً من أي شائبة، ولذلك عندما نشعر بعلامة من علامات القلق نبادر جميعنا لحلها، وعندما نرصد علامة فرح نشارك جميعنا فيها، وتجمعنا أمام الأشجار يكون منطلقنا نحو تأدية الواجبات الاجتماعيّة، وهذه النقطة التي فرضت نفسها وهي الأشجار في الحي فهي من أهم البقاع عندنا وتغنينا عن الذهاب للحدائق والمتنزهات، وأحياناً كثيرة نجد الباعة المتجولين هنا؛ لكثرة تواجد الأطفال للعب».

السيد "زكي عبد الكريم" تحدّث عن أهمية تواجد الأشجار في حيه "الخليج"، ويقول: «انتقلت للسكن إلى هذا الحي منذ أربع سنوات، ووجدت تلك الأشجار الشاهقة الجميلة، وكانت سعادتنا كبيرة لأنها من أهم ميزات الحي، حتّى إن الأهالي اشتركوا في شراء عدد من ألعاب الأطفال لتكون ضمنها، وكل أسرة تبادر بإضفاء عمل جميل عليها، فمنهم من قام بزراعة باقات من الأزهار ضمنها، وآخر جلب عدداً من الكراسي الثابتة، وثالث قام بوضع حجر "اللوك" على أطرافها وهي أحجار للزينة، حتى إن أعداداً من الأسر تتوافد إليها من أحياء أخرى وتقضي وقتاً للترفيه بجانبها، وكأنها حديقة عامة وهي قمة السعادة لنا».