تعتبر الينابيع التي تنتشر على كافة مساحات قرية "ملوك سراي" من أجمل صورها، وهي التي توّجت القرية لتكون محطة سياحية ومتنزهاً ترفيهياً، والأهم أنها تغذي الحياة الزراعية فيها.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 19/11/2013 تجوّلت في تلك القرية التي تبعد /16/كم عن مدينة "القامشلي"، ولأنّ التميّز يخطف الأنظار، فقد كانت ينابيعها جذّابة وأخذت الأضواء كثيراً خلال الرحلة إلى قرية "ملوك سراي"، وتوقفت المدوّنة عند عدد من أهلها لسرد الحكاية عن ظاهرة تلك الصورة الجميلة في مضاربهم، وكانت البداية مع أحد كبار السن السيّد "أحمد الأحمد" وقلّب صفحاتها بالقول التالي: «عمر هذه القرية أكثر من مئة عام، ومعروف عن عائلتي "أصفر ونجار" توجههم إلى القرية للاستثمار فيها ورسم أجمل المشاريع الزراعية فيها منذ عشرات السنين، وأهم حافز كان لديهم هو وجود هذه الينابيع الرائعة في قريتنا، والاستثمار والمشاريع كلها كانت في الجانب الزراعي وبمساعدة ومؤازرة كبيرة من خيرات الينابيع، فقد تمّ تنويع الزراعة في القرية وبزراعات نادرة جداً لا تتواجد إلا في منطقتنا كزراعة الأرز، إضافة إلى زراعة أنواع عديدة من الأشجار لمّا تتواجد إلا في قريتنا كالرمان والعنب، وكل ذلك لأن التربة مهيّأة ومناسبة لتلك الزراعات، والينابيع المتدفقة على امتداد القرية وبشكل واسع يعطي لتربة القرية رطوبة مستمرة أعطتها ذاك التميّز وتلك الأنواع المتميزة من الزراعات».

تركت القرية منذ زمن بعيد وأسكن في مدينة "القامشلي" بحكم الوظيفة، وبشكل دائم وحتّى أتغذى من هدوئها وجمالها أكون في أحضانها كل يوم عطلة، وكثيرة هي المرات التي سرت فيها وحيداً على امتدادها الطويل، وأجلس جلسات عميقة أحمل فيها القلم والورقة لأكتب، لأنها لا شك تلعب دور الملهم لأي نوع إبداعي، أمّا مرافقة العائلة فباتت طقساً لا بد منه، وأظن أن كل من زار هذه البقعة من الأرض سيعاود الكرّة وسيزورها ثانية

وتابع السيّد "أحمد الأحمد" حديثه عن جمال قريته بالينابيع فقال: «ولدت القرية على هذه الخيرات، وحتى اليوم تتغذى الأراضي وتبقى رطبة من هذه النعم، وتتغير غزارتها من فترة إلى أخرى حسب فصول السنة؛ ففي فصل الشتاء غزارة كبيرة لتلك الينابيع، والقرية مصنفة من أجمل القرى في ريف "القامشلي"، فالزيارات لا تتوقف عنها من كل الأنحاء والبقاع، ومنهم من يأتي إليها خصيصاً من خارج حدود المحافظة، وهناك تفكير جدي من البعض وخاصة من أبناء القرية للسعي والعمل لاستغلال هذه الأرض الجميلة واستغلال الينابيع لتكون القرية واحة جميلة ومنطقة سياحية بكل ما تعنيه الكلمة، فالتفكير على أن تتزين بالمقاصف والاستراحات وبعض المقاعد الجميلة لتكون منتجعاً، فهي تحمل صفاتها ومؤهّلة لتكون منتجعاً سياحياً استثنائياً».

الينابيع على امتداد القرية

العازف الموسيقي "عبد الرزاق إبراهيم" تحدّث عن زياراته المتكررة إلى القرية بالقول التالي: «في كل سنة لديّ زيارة للجلوس بشكل خاص عند نقطة معيّنة من تلك الينابيع، والزيارة غالباً ما تكون في فصل الربيع وتكون بشكل جماعي سواء مع أفراد الأسرة أم مع ضيوف حلّوا علينا من خارج المدينة، فهناك منطقة في القرية الينابيع تهدر بشكل جميل وتنحدر على الصخور وتتدفق بانسيابية جميلة، وبما أنني عازف أقوم بالعزف على هديرها، والأجمل أن البقاع الخضراء تكون متناثرة على جنبات تلك الينابيع فيكون الجلوس عليها، ويكون المرح وتناول الغداء وشرب الشاي وإقامة الدبكات وغيرها من دقائق الفرح والمتعة على صوت ومنظر الينابيع التي تبدو وكأنها مرسومة بريشة فنان».

أمّا السيّد "أسعد الخلف" فقد تحدّث عن حنينه ولهفته لزيارة قريته بشكل دائم عندما استهل حديثه بالقول التالي: «تركت القرية منذ زمن بعيد وأسكن في مدينة "القامشلي" بحكم الوظيفة، وبشكل دائم وحتّى أتغذى من هدوئها وجمالها أكون في أحضانها كل يوم عطلة، وكثيرة هي المرات التي سرت فيها وحيداً على امتدادها الطويل، وأجلس جلسات عميقة أحمل فيها القلم والورقة لأكتب، لأنها لا شك تلعب دور الملهم لأي نوع إبداعي، أمّا مرافقة العائلة فباتت طقساً لا بد منه، وأظن أن كل من زار هذه البقعة من الأرض سيعاود الكرّة وسيزورها ثانية».

أبناء القرية يجدون المتعة والهدوء على جنباتها