بعد أن بدأ الجفاف يضرب أطنابه في أراضي "الجزيرة" السورية، كان لا بد من البحث عن مصادر بديلة لتوفير المياه في المناطق العطشى وفي مقدمتها مياه الشرب الصالحة.

مدونة وطن "eSyria" رصدت إحدى الطرق التي يعتمد عليها في هذه المنطقة؛ وهي عمليات حصاد المياه والتجهيزات الخاصة بها، والتقت السيد "جاسم محمد الظاهر" من تجمع قرى "خربة التمر" بتاريخ 9/11/2013 ليتحدث عن هذه التجربة الجديدة فقال:

بدأ العمل في المشروع في شهر أيلول من عام /2010/ ومدة المشروع /4/ سنوات، ويهدف هذا المشروع إلى زيادة تأقلم المربين والمزارعين مع ظروف الجفاف في المنطقة وتخفيف عمليات الهجرة من الريف إلى المدينة، وإيجاد سبل وتقنيات جديدة تزيد من الإنتاج وتقلل من التكاليف في ظل هذه الظروف المناخية وتخفيف الفقر الريفي في المنطقة

«تعتبر منطقة ريف "الحسكة" الجنوبي من أكثر المناطق تأثراً بالجفاف، كما أن قلة أو انعدام الموارد المائية وجفاف نهر "الخابور" فاقم من مشكلة المياه لدى السكان، وقد وصل ثمن المتر المكعب من المياه إلى /1500/ ليرة سورية، الأمر الذي جعل عملية حصاد المياه من أفضل الخيارات، ونحن الآن بانتظار هطول الأمطار لنتمكن من تخزين ما يكفينا من مياه الشرب».

عمليات الحفر.

المهندسة "نالين أسعد" المدير الحقلي لفرع مشروع الاستجابة التنموية لتخفيف الفقر الريفي وتأثير الجفاف في شمال شرق "سورية" قالت: «بدأ العمل في المشروع في شهر أيلول من عام /2010/ ومدة المشروع /4/ سنوات، ويهدف هذا المشروع إلى زيادة تأقلم المربين والمزارعين مع ظروف الجفاف في المنطقة وتخفيف عمليات الهجرة من الريف إلى المدينة، وإيجاد سبل وتقنيات جديدة تزيد من الإنتاج وتقلل من التكاليف في ظل هذه الظروف المناخية وتخفيف الفقر الريفي في المنطقة».

وتابعت المهندسة "أسعد": «جاءت الفكرة نتيجة المسوحات التي أجريت على المناطق الجنوبية في ريف "الحسكة"، وقد تبين فقر هذه المنطقة بمياه الشرب وقلة الموارد المائية المتجددة، لذا وضعت عدة استراتيجيات منها حصاد مياه الأمطار واستخدامها للحاجات البشرية وتأمين مياه الشرب للمواشي، مشيرةً إلى قيام المشروع بتحديد تجمع "خربة التمر" الذي يضم عدداً من القرى وهي: "خربة التمر والسيحة والبديع والصالحية وأبو حجر"، ودراسة المنطقة جغرافياً».

معاينة الحفر من قبل الخبير

من جهته قال خبير حصاد المياه المهندس "محمد السعيد": «بعد القيام بالكشف عن المنطقة المستهدفة تبين أن سكان الريف يستخدمون طرقاً بدائية تتمثل في إنشاء حفر سطحية على وجه الأرض، ويقومون بتغطية قعر الحفرة بمادة من البلاستيك الرخيص، وهذه الطريقة تعتبر غير فعَّالة لعدة أسباب أهمها: عدم صلاحية المياه للاستخدام البشري، وحدوث أي ثقب في البلاستيك يتسبب في خسارة كميات كبيرة من المياه، أما الإيجابية الوحيدة في هذه الطريقة فهي رخص التكلفة المادية على الفلاح أو المربي، كما أنهم لا ستفيدون من المياه إلا في "مربعانية الشتاء" التي تكون فيها الهطولات المطرية في ذروتها».

وأضاف المهندس "السعيد": «قمنا بإجراء دراسة ميدانية على مناطق الاستهداف فتبين أنها ترتفع عن مستوى البحر /290/ متراً ويصل معدل الهطول السنوي إلى /200/ملم، وبدأنا العمل مع /30/ مستفيداً وقد تم تنفيذ المشروع على مرحلتين، حيث تم تنفيذ نحو /90/ بالمئة من مشاريع حصاد المياه، كما تم البدء بتوريد مكونات المشروع للقسم الآخر، وتبلغ تكلفة المشروع الواحد لكل مربي /400/ ألف ليرة سورية، وهي تقدم للمستفيد دون مقابل ما عدا تكلفة حفر الحفرة».

صب الحفرة

وعن طريقة العمل قال خبير حصاد المياه: «يشترط في المستفيد أن تكون مساحة سطح منزله لا تقل عن /100/ متر مربع وأن تكون هذه المساحة متصلة، ويتم صب سقف بيتوني مسلح بسماكة /5/سم فوق السقف الطيني، ويقوم المشروع بتمديد أنابيب من نوع "PVC" بقطر /2/ إنش من اتجاه واحد من المنزل، ومن ثم تجميعها في أنبوب واحد ومده إلى الخزان المجهز لحصاد المياه، ويكون الخزان بطول /4/ أمتار وعرض /4/ أمتار وعمق /2/ متر، ويتم صناعة جدران الخزان من الإسمنت المسلح بسماكة /20/سم للجدران والأرضية و/10/سم للسقف، وتترك في السقف فتحة بأبعاد /50×50/سم لاستخراج المياه، ويبلغ العمر الافتراضي للخزان /50/ عاماً، ويستوعب الخزان الواحد /25/ متراً مكعباً من المياه، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى سيستفيد أصحابها مع بدء موسم هطول الأمطار».