تعدّ إحدى أقدم وأكبر القرى في منطقة ريف "القامشلي"، تمتاز بالخدمات الرئيسية، ويعمل غالبية أبنائها في الزراعة وتربية الماشية، إلى جانب الحرص على التعليم، فساهموا بتطوّر قريتهم اقتصادياً.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 3 آب 2020 وخلال زيارتها إلى قرية "تل عودة" التي تبعد 22 كم عن مدينة "القامشلي"، حصلت من أهلها على التفاصيل المتعلقة بالقرية، فقال "صالح العاكوب": «تأسست قريتنا مع بداية التسعينيات، وبسبب وجود تل في القرية نُسبت التسمية إليه، ومنذ أن تأسست وهي تحظى بخدمات كثيرة، خاصة الرئيسيّة منها، إذ تتوفر فيها وحدة إرشادية ومحطة طوارئ للكهرباء، بالإضافة إلى وجود صرف صحي وشبكة مياه وشبكة الهاتف الثابت، والأهم أن القرية مخططة ومنظمة، وفيها شوارع فرعية ورئيسية، غالبيتها معبدة، كما أن وقوعها على الشارع الرئيسي الدولي الذي يصل "القامشلي" ببلدة "تل حميس"، منحها أهمية كبيرة وحيوية واضحة، لذلك توفرت فيها محال لبيع مختلف المواد الرئيسية والمستلزمات الضرورية، إلى جانب وجود مخبز، تلك المزايا كانت بفضل وجود مجلس بلدية فيها، وتعمل هذه المؤسسات -منذ أن أنشأت في القرية- بهمة ونشاط وحيوية، وبتعاون ملموس مع أبناء القرية، للحفاظ على الخدمات المقدمة، لذلك تحافظ على وجودها في ظل الحرب أيضاً».

من القرى الجميلة بالعمل وخيراتها وتكاتف سكانها، ونحن على تواصل دائم بالقرية، خاصة في فصل الربيع، للاستمتاع بطبيعتها، وقبل أيام كانت الزيارة للتعرف على طقوس زراعة البطيخ، فالقرية تمتاز بأمور إيجابية عديدة، والأهم أنها استطاعت أن تصمد وتحافظ على مؤسساتها وخدماتها وهوية قريتها رغم سنوات الحرب الطويلة، وما يسجل لأبناء القرية، رغم عملهم في الزراعة والماشية والأعمال الخاصة، لكن هناك الكثير من حملة الشهادات العلمية، والذين يتابعون تحصيلهم الدراسي في الجامعات، فحبهم للعلم والتعليم واضح

التربوي "أحمد عبد الله الخلف" تحدّث عن مزايا أخرى لقريته، خلال حديثه التالي: «أول أسرة دخلت القرية هي من آل "العاكوب" تحديداً أسرة الشيخ "عبد الله المنصور"، لذلك كل أبنائها من عشيرة "حرب" العربيّة، يقدر سكانها بعشرة آلاف نسمة، وإلى جانب مزايا القرية الكثيرة، فيها عدد من المدارس، ولكل مرحلة مدرسة خاصة فيها، والثانوية للذكور والإناث، وبما أن القرية تمتاز بقدمها على مستوى المنطقة، فقد حظيت بخدمات مهمة وكثيرة، فشبكة الكهرباء وصلت إليها منذ عام 1980، وتباعاً باقي الخدمات، وبالتزامن المدارس، طبعاً خلال سنوات الحرب لم يتمكن أي غريب، أو فصيل مسلح من الدخول إلى قريتنا، رغم شتى المحاولات، لأن التصدي كان من كافة أبنائها، ببطولة كبيرة باتت حديث الناس حتى يومنا هذا، هذا نموذج عن مدى التعاون والتكافل بين أهالي القرية، فهم يتشاركون في أفراحهم وأحزانهم ومناسباتهم».

موقع القرية على الخريطة

عن جانب آخر من حياتهم اليوميّة يضيف "الخلف": «الجانب الآخر والمهم حياة الزراعة والماشية، فالغالبية المطلقة تعمل في الزراعة و تربية الماشية، فهم يزرعون مختلف المحاصيل الصيفيّة والشتويّة، وهي ناجحة جداً في منطقتنا، أبرزها القمح، الشعير، العدس، الكمون، الكزبرة، والقطن، والأهالي يعتمدون على الزراعات المسقية ولا يكتفون بالزراعة البعليّة، ومن الزراعات الناجحة التي تزرع في قريتنا أيضاً، زراعة البطيخ التنوري، فتربة القرية تساعد في نجاح هذه الزراعة، بخلاف المناطق والقرى الأخرى، لذلك هي مورد رزق لكثير من الأسر، إلى جانب تربية الماشية بمختلف أنواعها، والاستفادة من لحومها وحليبها وكافة مشتقات الحليب، هذه أيضاً تعد مورد رزق رئيسي للكثير من الأسر».

"ماجد زبير" من أهالي سكان مدينة "القامشلي" يتحدث عن زيارته لقرية "تل عودة": «من القرى الجميلة بالعمل وخيراتها وتكاتف سكانها، ونحن على تواصل دائم بالقرية، خاصة في فصل الربيع، للاستمتاع بطبيعتها، وقبل أيام كانت الزيارة للتعرف على طقوس زراعة البطيخ، فالقرية تمتاز بأمور إيجابية عديدة، والأهم أنها استطاعت أن تصمد وتحافظ على مؤسساتها وخدماتها وهوية قريتها رغم سنوات الحرب الطويلة، وما يسجل لأبناء القرية، رغم عملهم في الزراعة والماشية والأعمال الخاصة، لكن هناك الكثير من حملة الشهادات العلمية، والذين يتابعون تحصيلهم الدراسي في الجامعات، فحبهم للعلم والتعليم واضح».

جانب من القرية
محصول البطيخ التنوري