تتميز بروح المحبّة والتعاون والمواقف المثالية، وتشتهر بطبيعتها الخلابة والمناظر الجميلة، سخّر الأهالي جهداً واضحاً لتوفير مستلزمات الحياة اليومية لقريتهم منذ تأسيسها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 1 نيسان 2020 زارت قرية "طبكة" في ريف بلدة "معبدة" 100 كم عن مدينة "القامشلي"، وتعرفت على تفاصيل القرية من خلال عدد من أبنائها، منهم "صالح عبد المجيد"، الذي قال: «لها عدّة مزايا، منها أنها إحدى أقدم قرى المنطقة، وهي من أجملها، تتميز بكثرة أشجارها ووديانها وخضارها وجبالها وصخورها، إضافة إلى وجود عدد من الينابيع فيها، ومن الأمور الإيجابية التي يشيد بها الزوار وأهالي القرى المجاورة، تعاوننا على تحقيق كل ما يلزم للقرية منذ عشرات السنين، ولافتقاد القرية والقرى المجاورة إلى نقطة طبية، تعاون كافة الأهالي على تجهيز مكان خاص بنقطة طبية تتوفر فيها كافة المستلزمات، بالإضافة إلى استقدام طبيب يقيم في القرية، وتجهيز منزل وكل ما يلزمه، طبعاً هناك مطحنة في القرية تم التعاون على تأسيسها مع تأسيس القرية، خدمتنا كثيراً، وعندما تم إنشاء مخبز في قريتنا توقفت المطحنة، لدينا أيضاً مدرستان ابتدائية وإعدادية، كانت الأمور جاهزة بنسبة كبيرة لتجهيز الثانوية، لكن الحرب كانت سبباً في تأجيل إنجازها».

تبعث الراحة والهدوء في النفوس، كانت جميلة تلك الساعات في ربوعها، قطعنا مسافة طويلة، لكنها كانت تستحق، وأهلها يتميزون بالكرم والنخوة، الأهم أن كل أبناء القرية يبدون وكأنهم أسرة واحدة، وما سمعته من أمور التعاون لديهم يدعو للاعتزاز بهم أكثر، وتوفر كافة مستلزمات الحياة اليومية عندهم، دليل واضح على نهج المحبة التي رسموها لقريتهم منذ التأسيس

يتابع "صالح عبد المجيد" حديثه عن قريته: «تعدّ قريتنا من القرى الكبيرة، فيها أكثر من 700 منزل، حصلت الهجرة خلال سنوات الحرب، مع ذلك هناك حالياً أكثر من 300 أسرة في القرية، يواظبون كما اليوم الأول على كل أشكال المحبة والتعاون في الأفراح والأحزان، هناك قانون خاص بقريتنا، لا يمكن لأي شخص عدم تنفيذه، هو الالتزام بكل الأمور الإيجابية التي وضعها الأجداد والآباء ونحن نسير عليها، هناك حافلات في القرية تساهم بنقل الأهالي والتنقل بين قريتنا وبلدة "معبدة" وجميع البلدات المجاورة.

موقع القرية على الخريطة

في قريتنا شبكتا كهرباء ومياه، من يملك سيارة في القرية هي بمثابة سيارة لكل منزل وأسرة، كل حياتنا مبنية على هذه التفاصيل المميزة».

من جانبه بيّن أحد كبار السن في القرية "حسن محمد كروفر" تفاصيل أخرى متعلقة بقريته قائلاً: «عمر القرية يصل إلى 72 عاماً، أول من قدم إليها "عبد العزيز بلي"، وبنى فيها منزله، فيها مختلف مستلزمات الحياة اليوميّة، سميت بهذه التسمية، نتيجة قيام الأهالي بحفر حفرة صغيرة تشبه "طبكة" وهي تعني الشكل الدائري، ويضعون فيها حب القمح، ويأتي طير اسمه "سيسك" يشبه الحمام، يوجد بكثرة في البرية، ويأتي ليأخذ الحب من الحفرة، تشتهر القرية بتربية كافة أنواع حيوانات الرعي والطيور، وتتم الاستفادة من تربيتها ببيع مشتقاتها، بالإضافة إلى زراعة مختلف أنواع المحاصيل الشتوية والصيفيّة، بسبب طبيعتها وتربتها المثالية للزراعة، في القرية (ربعة) أي مضافة قديمة بقدم القرية، حتى الآن موجودة يومياً يوجد فيها الأهالي والزوار، نبين فيها الالتزام بكل العادات الاجتماعية الأصيلة في القرية».

صالح عبد المجيد

قام "مصطفى الأحمد" من أهالي مدينة "القامشلي" بزيارة القرية، بعدما سمع عن تفاصيل طبيعتها وناسها، وقال عن ذلك: «تبعث الراحة والهدوء في النفوس، كانت جميلة تلك الساعات في ربوعها، قطعنا مسافة طويلة، لكنها كانت تستحق، وأهلها يتميزون بالكرم والنخوة، الأهم أن كل أبناء القرية يبدون وكأنهم أسرة واحدة، وما سمعته من أمور التعاون لديهم يدعو للاعتزاز بهم أكثر، وتوفر كافة مستلزمات الحياة اليومية عندهم، دليل واضح على نهج المحبة التي رسموها لقريتهم منذ التأسيس».