في عام 1735 من القرن الماضي وجد بعض الأشخاص من عشيرة "المعامرة" طريقهم إلى الحي، فعاثوا فيه بناءً وتشييداً، إذ لم يكن يوجد إلا مجموعة من البيوت التي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وساهمت خصوبة أرضه ومجاورته لنهر "الخابور" في جعله وجهةً لباقي أبناء العشيرة.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "حمد الشيخ علي" عضو المكتب التنفيذي لمجلس مدينة "الحسكة"، وأحد أحفاد بناة الحي؛ بتاريخ 9 أيلول 2014، ليتحدث عن بداياته، فقال: «في عام 1735 من القرن الماضي توجه أجدادنا من مناطق الريف إلى المدينة، وقتئذ لم تكن المدينة إلا مجموعة من المنازل، وعدداً لا يذكر من المحال التجارية؛ لكن الاختيار وقع على هذه المنطقة بسبب قربها من تلك الحاضرة، فكانت تعد وجهةً لسكان الريف القادمين إلى المدينة، صحيح أنها كانت قرية إلا أن كرم أهلها جعل منها مكاناً قد يقيم فيه البعض لعدة أيام، ثم تتالى قدوم الأقارب من الريف إلى هذه القرية، وأخذت الحياة فيها بالازدهار إلا أنها لم تتعدَّ حياة الريفيين، لتُعرف بعد ذلك بقرية "الخير"، وكان جل الاعتماد على الزراعة والري التقليدي لمساحاتٍ شاسعة من الأراضي، وأكثر ما كان يزرع فيها الخضراوات؛ ومن جميع الأصناف».

أن الحي لم يقم على مخطط تنظيمي بل على مخطط مدني، لكنه لا يختلف عما يخطط في مجالس المدن، ويقع الحي غرب مركز المدينة، ويضم "كلية الزراعة، المعهدين البيطري والزراعي، دائرة الصحة الحيوانية، مديرية التجارة الخارجية، فرع مؤسسة العمران، ومشتلين للأشجار المثمرة والحراجية"، وتخدم الحي شبكة طرقية، وأخرى صحية، وثالثة للإنارة والكهرباء، ويحد الحي من جهة الجنوب "نهر الخابور"، ومن الشمال المشتل الزراعي، ومن الشرق سكة القطار، ومن الغرب قرية "المجرجع"

يتابع: «بعد أن تكاثر أهل القرية وتزايدت أعدادهم، نبغ منهم بعض الرجالات، مثل: "محمد سالم الشيخ علي، صالح السالم الشيخ علي، سعود إدريس الشيخ علي، أسعد إدريس الشيخ علي، مصطفى عبد الله الشيخ علي، وعبد الله إدريس الشيخ علي"، وتمكن هؤلاء الرجال من تحويل مجريات الأحداث، بعد أن صنعوا ناعورتين لرفع المياه من نهر "الخابور"، وسقاية 10 آلاف دونم من الأراضي، وناعورة ثالثة في قرية "الغرة" التي تبعد 1 كيلو متر عن الحي، بعد هذا التاريخ ازدهرت الزراعة في المنطقة، وأصبحت مورداً رئيساً للمعيشة، وكانت زراعة الخضراوات الصيفية والشتوية تتربع على رأس الهرم، فيما تلاها زراعة الأشجار المثمرة ومحصولي القمح والقطن، وفي عام 1912 شهدت المحافظة فيضاناً عارماً لنهر "الخابور"، نتج عنه توقف النواعير عن الدوران؛ وأصدرت النواعير وقتئذ أصوات أنين تعرف محلياً باسم "العويص"، وقال الناس "عوّص الدولاب عوّص الدولاب"، ثم تطورت التسمية إلى "دولاب العويصي" عند الإشارة إلى الدولاب، ليأخذ الحي اسمه من هذه الحادثة».

النواعير أثر بعد عين

من جهته بين مختار الحي "سيد عواد السالم": «أن سكان الحي هم من عشيرةٍ واحدة هي "المعامرة"، وقد بقي الحال على ما هو عليه حتى فترةٍ قريبة، فلم يكن يقطن الحي إلا فخذ "السيالات" وفخذ "الشحاذات"، لكن ومع اتساع الرقعة الجغرافية للمدينة وارتفاع عدد السكان، وبحث الكثيرين عن مكان جيد للعيش فيه، اتجه أغلب الناس إلى هذا الحي، ليصبح اليوم عبارة عن خليط من جميع الأديان والقوميات، ولم تفارق الحي خصال المحبة والكرم الذي اشتهر به إلى هذا التاريخ، مشيراً إلى اتجاه أبناء الحي لطلب العلم بعيداً عن الزراعة؛ فكان لعدد من أبنائه المثقفين بصمة في التاريخ الحديث للمحافظة».

أما رئيس مجلس المدينة القاضي "بسام العفين"؛ فأوضح: «أن الحي لم يقم على مخطط تنظيمي بل على مخطط مدني، لكنه لا يختلف عما يخطط في مجالس المدن، ويقع الحي غرب مركز المدينة، ويضم "كلية الزراعة، المعهدين البيطري والزراعي، دائرة الصحة الحيوانية، مديرية التجارة الخارجية، فرع مؤسسة العمران، ومشتلين للأشجار المثمرة والحراجية"، وتخدم الحي شبكة طرقية، وأخرى صحية، وثالثة للإنارة والكهرباء، ويحد الحي من جهة الجنوب "نهر الخابور"، ومن الشمال المشتل الزراعي، ومن الشرق سكة القطار، ومن الغرب قرية "المجرجع"».

قناة نقل المياه
دولاب العويصي من الفضاء