كان سوقاً منظماً ومرتباً حسب أنواع الخضار والفواكه، يضم عربات خشبية مقابل بعضها ومساحة بينها لتجوال الناس، وقسم آخر للجلود والسمن والصوف.

مدوّنة وطن "eSyria" التقت الكاتب "أنيس حنا مديوايه" - أحد كتّاب التاريخ في مدينة "القامشلي"، وذلك بتاريخ 22 حزيران 2014، الذي تحدث عن تفاصيل سوق "الخضار" في المدينة تاريخياً، ويقول: «تمّ إنشاء السوق مع ولادة المدينة مع نهاية العشرينيات، وذلك عند نهاية شارع "الحمام" باتجاه السوق المركزي وقبل مبنى البلدية، مقابل المصرف الصناعي، وهو الآن يحل محل سوق "الصاغة والذهب" تماماً، وكان يوجد في السوق إلى جانب بضاعة الخضار والفواكه على بعد مسافة قصيرة جداً نقطة لبيع الجلود والسمنة العربية والصوف والقطن ما أدى إلى الإقبال الكبير على السوق، وظلّ الحال على وضعه حتّى منتصف الثلاثينيات حيث انتقل سوق الخضار والفواكه إلى "العرصة" وهو مكانه الحالي، وقد تحوّل السوق لبيع الذهب والجواهر منذ ذلك الوقت وحتى اليوم، وأوّل من بنى حانوتاً ترابياً لبيع الذهب فيه كان السيد "سليمان سيمو"».

عمري الآن أكثر من 75 عاماً، وفي الثلاثينيات كان هناك سوق للخضار والفواكه بجانب المخفر قديماً أي مع نشوء المدينة، كنتُ بائعاً على عربة خشبية أحمل عليها وفي كل يوم نوعاً من أنواع الخضار، وأكثر ما كنتُ أبيعه الخضراوات التي كانت تزرع في منطقة "القامشلي" من البندورة والخيار والباذنجان الأسود وغيرها، والسوق كان يحتل مكانة ثلاثة شوارع فرعية تقريباً والعربات الخشبية هي التي كانت موجودة فقط، وكانت على الجانبين وتقابل بعضها بعضاً

أمّا السيّد "محمّد نوري" الذي تحدث عن علاقته مع السوق فيقول: «منذ أكثر من ستين عاماً كانت لي زيارات وجولات شبه يوميّة إلى السوق المذكور من أجل بيع حبّات الحمص الساخنة للباعة وللزوّار، كنتُ أتجول في مساحة السوق كلّه، وهي بالأساس لم تكن كبيرة، ومع ذلك كان الإقبال كبيراً جداً عليه على اعتبار أنه كان السوق الوحيد لبيع الخضار والفواكه في المدينة، وكان يوم السبت يمثل ذروة للكثافة والإقبال حيث يقصده الزوار في بداية الأسبوع للحصول على حاجياتهم الأسبوعية وخاصة من أبناء الريف، وحينها كانت المحلات الخاصة شبه نادرة والأسواق الجوّالة غير معروفة؛ لذلك كان هذا السوق من أهم وأكثر الأسواق حركة وإقبالاً».

محلات لبيع الصاغة تحل محل سوق الخضار

السيّد "خليل محمود" أحد الباعة في الماضي البعيد ضمن أسوار سوق "الخضار" القديم، يتحدّث عن ذكرياته وبعض من تفاصيل السوق ويقول: «عمري الآن أكثر من 75 عاماً، وفي الثلاثينيات كان هناك سوق للخضار والفواكه بجانب المخفر قديماً أي مع نشوء المدينة، كنتُ بائعاً على عربة خشبية أحمل عليها وفي كل يوم نوعاً من أنواع الخضار، وأكثر ما كنتُ أبيعه الخضراوات التي كانت تزرع في منطقة "القامشلي" من البندورة والخيار والباذنجان الأسود وغيرها، والسوق كان يحتل مكانة ثلاثة شوارع فرعية تقريباً والعربات الخشبية هي التي كانت موجودة فقط، وكانت على الجانبين وتقابل بعضها بعضاً».

ويضيف: «كان السوق منظماً ومرتباً كثيراً حيث لا تتوقف الحركة أثناء تجوال الأهالي في كافة أرجاء السوق، وكل قسم أو منطقة من العربات كانت مخصصة لبيع نوع ما من الخضار أو الفواكهة، فقسم لبيع البندورة والخيار وقسم آخر لبيع الكوسا والباذنجان، والطرف الآخر لبيع التفاح والبرتقال، وبهذه الطريقة كان يتم التوزيع والتقسيم، ومن شدّة تقسيمه وتنظيمه كان يعد من أجمل الأسواق وعلى مستوى المنطقة كاملة، وحتّى اليوم هناك من يتحدّث عن تنسيقه وترتيبه، وفي كل الأيام كان هناك بيع وشراء، والذروة كانت يوم السبت وبنسبة أقل يوم الخميس، أمّا يوم الجمعة ومن لم ينفق بضاعته فكان يبقى حتّى الظهر فقط، وباقي الأيام كان البيع حتى المغرب ولعدد كبير من الباعة».

السيد أنيس مديوايه