في الجهة الغربية الشمالية من مركز مدينة "الحسكة" نشأ هذا الحي، ليكون مثل البوابة الغربية للمدينة لكنه لم يفعل.

إنه "حي الناصرة"، الذي استمر حتى فترة قريبة بإطلالة على أراضٍ زراعية خصبة في ريف المدينة الغربي، إلا أن الزحف العمراني والهجرة المحمومة من الريف إلى مركز المدينة ساهما في اتساعه حتى شهد مخاض ولادة جديدة لأحياء أخرى ما لبثت حتى قطعت اتصاله مع الريف، ليكون على مسافة واحدة بين الأخير وبين مركز المدينة.

أن عدد قاطني الحي حسب آخر إحصاء تم إجراؤه عام 2012 بلغ 11807 نسمة، قابله عام 2011 عدد يصل إلى 9095 نسمة، في حين كان عدد سكان الحي عام 2010 قد وصل إلى 8876 نسمة

مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "طه فرحان الطه" مختار "حي الناصرة" أو "حي القصور" كما يطلق عليه بعض الأهالي، بتاريخ 16 آذار 2014 ليتحدث عن الحي وأهم ميزاته والنقاط الخدمية الموجودة فيه فقال: «بالتوازي مع تنامي المدينة العمراني بدأ الحي التشكل وتحديداً في ستينيات القرن الماضي، ثم أخذ الاتساع رويداً رويداً حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم، ويتميز هذا الحي بالانتقال البطيء إلى الحداثة العمرانية بسبب طبيعة المنازل التي شيدت فيه منذ النشأة، فقد اعتمد السكان على طراز معماري أقرب إلى الريفي، من حيث تخصيص مؤخرة الأرض لبناء عدد من الغرف وترك ما تبقى من "الحوش فاضياً" للجلوس فيه خصوصاً بعد دخول الشمس وقت الزوال بسبب حرارة الجو المرتفعة في هذه المنطقة، كما يستخدم لإقامة السهرات المسائية والتسامر حتى أوقات متأخرة».

حي الناصرة من الفضاء

"حسن منصور" من سكان الحي يقول: «أنا من ريف المحافظة الشمالية من قرية تقع على الحدود الشمالية لـ"سورية"، استوطن أهلي في حي "الناصرة" منذ أكثر من 50 عاماً، صحيح أننا لم نترك القرية نهائياً، إلا أننا انقسمنا بين متوطن في المدينة ومتنقل بينها وبين القرية، هذا الواقع فرضته بعض الأمور الحياتية علينا، على رأسها الدراسة والعمل بعد التخرج، ونحن كثيرو التنقل بين المدينة والقرية إلا أن للحي حكاياته التي لا تنسى وماضيه المرتبط بطفولتنا، فقد ترعرعنا وكبرنا مع أولاد الحي وما زالت هذه العلاقات قائمة إلا أنها تطورت وأخذت شكلاً اجتماعياً جميلاً».

أما رئيس مجلس المدينة "بسام العفين" فقد أوضح: «أن الحي شهد رعاية جيدة من قبل المجلس فقد تم تخديمه بالتوازي مع نشاطه العمراني، حيث تم استحداث بنى تحتية كاملة للحي خصوصاً أنه يضم عدداً من المرافق الخدمية المهمة، على رأسها صوامع تخزين الحبوب ومؤسسة الأعلاف، ويحد الحي من جهة الغرب سكة القطار المتجهة من الجنوب إلى الشمال، كما يحده من الشرق طريق "الحسكة – القامشلي"، ومن الجنوب شارع الوحدة العربية، أما من الشمال فيحده طريق "الحسكة – تل تمر"».

وبين مدير دائرة الإحصاء "عز الدين الناصر": «أن عدد قاطني الحي حسب آخر إحصاء تم إجراؤه عام 2012 بلغ 11807 نسمة، قابله عام 2011 عدد يصل إلى 9095 نسمة، في حين كان عدد سكان الحي عام 2010 قد وصل إلى 8876 نسمة».