وجدت "عمشة الحاسوب" نفسها وحيدة أمام واجبات والتزامات منزلها، وتصدّت وحدها لتأمين متطلبات الحياة اليومية المتعبة، لتؤكد قوتها وجبروتها في تحمّل كل ذلك.

أسرة مؤلفة من ستة أشخاص، إضافة إلى الزوج كلهم بحاجة إلى اهتمام ورعاية "عمشة محمد صالح الحاسوب"، التي تحدّثت عن الظروف التي فرضت عليها الرعاية والتربية، من خلال حديثها مع مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 24 أيلول 2016، وتقول: «قبل ثلاث سنوات كنت في قرية من قرى بلدة "تل حميس"، ومنذ ذلك الوقت وقبله بعدة سنوات، كان تأمين واجبات الأسرة عليّ فقط، بحكم إصابة زوجي بمرض الشلل الكامل، وعدم قدرته على التحرك نهائياً، كنت أعمل يومياً في الأرض الزراعية بكل ما تحتاج إليه من كفاح وجدّ ومثابرة، حتى لو كانت اليد المطلوبة هي يد الرجال، فإن يدي كانت جاهزة بكل عزيمة وإصرار؛ لأن الأسرة تتطلب مني الكثير، وقبيل فترة انهار المنزل بالكامل في القرية، فتوجهت إلى مدينة "القامشلي" لاستئجار منزل ضمن المدينة، وحافظتُ على ممارسة وتنفيذ الأعمال التي تطلب مني في الأرض والقرية إلى جانب أعمال أخرى في المدينة مهما تكن نوعية وقساوة العمل».

لدى زيارتي اليومية إلى بلدة "تل حميس"، أجدها في الأرض الزراعية قوية وصلبة وقدوة، باتت حديث الناس بشهامتها وعظمتها. أمّا في "القامشلي" فأضافت تميزاً جديداً، وهي كأنثى لا مثيل لها، لتكون قدوة في العطاء والروح والتفاني، من دون اللجوء إلى أحد من أجل الاهتمام بأسرتها الكبيرة

نظافة بلدها واجب أخلاقي قبل أي شيء، عن ذلك تضيف "عمشة": «قبل مدة طُلب عدد من العاملات للعمل في تنظيف الشوارع والأحياء، ولم أتردد بتلبية التوجه لمن قام بالدعوة، فنظافة البلد وحمل المكنسة شرف كبير لأي شخص، وأنا منهم، إضافة إلى أنه يؤمّن لي مبلغاً شهرياً من المال أستطيع من خلاله تأمين أدوية الزوج الدورية، وتوفير بعض متطلبات الأطفال، خاصة فيما يتعلق بالمدرسة؛ لأنني لا أستطيع أن أقوم بتلبيتها كلها، أمّا بعد الظهر، فالسعي يكون إلى عمل إضافي في سبيل شراء ضروريات المتطلبات المنزلية، مع منح ساعات طويلة لمساعدة الزوج والأطفال وتجهيز شرابهم وطعامهم وترتيب وتنظيف المنزل، الإرادة قوية والعزيمة باقية والإصرار سيكون دوماً لحماية المنزل وتطويره».

عمشة مع عاملات النظافة

"آزاد محمّد" الذي له معرفة بتجربة "عمشة" في الحياة، قال عنها: «لدى زيارتي اليومية إلى بلدة "تل حميس"، أجدها في الأرض الزراعية قوية وصلبة وقدوة، باتت حديث الناس بشهامتها وعظمتها. أمّا في "القامشلي" فأضافت تميزاً جديداً، وهي كأنثى لا مثيل لها، لتكون قدوة في العطاء والروح والتفاني، من دون اللجوء إلى أحد من أجل الاهتمام بأسرتها الكبيرة».