لم يتأثر كثيراً لأنه لم يعمل بشهادته، فهو يرى أن الحياة لا تتوقف؛ بانتظار أن يسعفه مؤهله العلمي، فاستبدل دراسة دبلوم التأهيل التربوي بالرفش، محاولاً فتح طريقه بطريقة أخرى.

مدونة وطن "eSyria" توقفت مع "حماد سلمان الفريح" بتاريخ 15 أيلول 2015؛ ليتحدث عن هذا التحول في حياته، فقال: «نشأت في أسرة فقيرة لأبٍ وأم يعملان لتوفير مستلزمات الحياة، فكانت الدراسة هي الأمل الوحيد الذي بنيت عليه لتغيير واقعي بيدي وصناعة مستقبلي كما أرغب، فثابرت للحصول على مؤهلٍ علمي يخولني دخول الجامعة، واخترت الأدب العربي بسبب تعلقي بهذا الاختصاص، وحبي للمطالعة والتعرف إلى أدب العالم، وتخرجت في الجامعة بدرجة جيد جداً، ثم تقدمت لدراسة الدبلوم في التأهيل التربوي، على أمل أن أتوظف بشهادتي وأكمل تحصيلي العلمي، لكن لم يحالفني الحظ ولم أتمكن من الحصول على وظيفة، في المقابل سمعت ببرنامج إزالة النفايات الصلبة فتقدمت له وعملت ضمن فريقه».

أن البرنامج حاول منذ بداياته تقديم المساعدة للفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والطلاب، وكان "حماد" من بين المتقدمين، فتم قبول طلبه على الفور لمساعدته على إتمام دراسته، ويعمل البرنامج على توفير مناخ جيد وملائم للطلاب، ليتمكنوا من متابعة تحصيلهم العلمي، واللافت أنه تقدم عدد من الطلاب والخريجين، وهم يقومون بأعمال جيدة جداً تشجع باقي العاملين على القيام بواجباتهم

يتابع: «بعد تخرجي قمت بتعليم أطفال الحي الذي أعيش فيه، لكن بأسعار رمزية انطلاقاً من إحساسي بالجميع، مع العلم أن لدي قدرة كبيرة على الإعطاء، ومع هذا تحولت للعمل مع فريق التنظيفات لكسب رزقي؛ من دون أن ألتفت إلى الوراء وسأكمل مشواري في الحياة، بانتظار أن أحصل على فرصتي، مشيراً إلى أنه يسعى حين تساعده الظروف إلى متابعة المطالعة من خلال اقتناء الوسائل التي تمكنه من التواصل والتبحّر في مجالات العلوم التي توفرها الشبكة العنكبوتية، خصوصاً بعد ارتفاع أسعار الكتب الذي منعه من اقتناء ما يريد».

ترحيل الأنقاض

من جهتها قالت زميلته بالعمل "منى العويد": «من يرى "حماد" لا يتوقع أنه من أصحاب المؤهلات العلمية، فهو متواضع لدرجة كبيرة ومجدّ في عمله، وعلى الرغم من أنه يدرس دبلوم تأهيل تربوي، تجده يحمل الرفش ويقوم بما يطلب منه من دون توانٍ أو تثاقل، وفي أوقات الراحة أو الفراغ تجده يغني الجلسات بحديثه ويطرح قضايا مهمة خصوصاً في الجانب العلمي، وهو مثال للشاب المثابر الذي يسعى لتغيير واقعه بيديه، والأهم من هذا وذاك أن الجانب الإنساني لديه بارز في جميع تصرفاته».

بدوره أكد المشرف على برنامج إزالة النفايات الصلبة "إلياس ديار بكرلي": «أن البرنامج حاول منذ بداياته تقديم المساعدة للفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والطلاب، وكان "حماد" من بين المتقدمين، فتم قبول طلبه على الفور لمساعدته على إتمام دراسته، ويعمل البرنامج على توفير مناخ جيد وملائم للطلاب، ليتمكنوا من متابعة تحصيلهم العلمي، واللافت أنه تقدم عدد من الطلاب والخريجين، وهم يقومون بأعمال جيدة جداً تشجع باقي العاملين على القيام بواجباتهم».

ترحيل القمامة
مع صفوك ومنى والياس