غمرت "فرهاد حسين ياسين" فرحة كبيرة وهو يتوّج بالثناء من مديرية تربية "الحسكة"؛ تقديراً لروح العمل الصادق والجهد الكبير الذي بذله خلال اثنين وثلاثين عاماً.

وعن تكريمه لمسيرة عمل حافلة بالصدق والتفاني؛ حدثنا "فرهاد" الذي التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 شباط 2015، في مدرسة "إبراهيم هنانو"، قائلاً: «اثنان وثلاثون عاماً وأنا موظف بصفة مستخدم، ومنذ بداية عملي كان حرصي وهدفي التميز، فمن يحب عمله لا بدّ أن يسعى للتألق فيه، والوصول إلى رضا كافة طبقات المجتمع، وتحديداً الدائرة التي أنتمي إليها في عملي، ساعات لا تعد أقضيها منهمكاً في عملي وعلى استعداد للنوم في المدرسة التي أعمل فيها إذا استدعى الأمر، وخلال مشوار عملي الطويل نلت العديد من الثناءات الشفهية والورقية من زملائي والمعنيين في مؤسستي، وهذا بالنسبة لي أكبر وسام أحمله».

اثنان وثلاثون عاماً وأنا موظف بصفة مستخدم، ومنذ بداية عملي كان حرصي وهدفي التميز، فمن يحب عمله لا بدّ أن يسعى للتألق فيه، والوصول إلى رضا كافة طبقات المجتمع، وتحديداً الدائرة التي أنتمي إليها في عملي، ساعات لا تعد أقضيها منهمكاً في عملي وعلى استعداد للنوم في المدرسة التي أعمل فيها إذا استدعى الأمر، وخلال مشوار عملي الطويل نلت العديد من الثناءات الشفهية والورقية من زملائي والمعنيين في مؤسستي، وهذا بالنسبة لي أكبر وسام أحمله

"حماد فريح" مدير مدرسة "إبراهيم هنانو" بمدينة "القامشلي"؛ الذي تابع "فرهاد" لمدة سبع سنوات، حدثنا عن بعض مزاياه بالقول: «منذ أن دخل المدرسة شعرنا كإداريين ومدرسين بلمساته على الجو العام، فالمدرسة التي تقع في حي بعيد عن مركز المدينة، وتعاني بين الحين والآخر من نقص في المياه، فكان يحضر بعد منتصف الليل لملء الخزانات بالمياه، وكان يضطر للمبيت في المدرسة دون مغادرتها، هو دائم الحركة ويتسم بالحيوية والنشاط والعمل والاهتمام بالنظافة على أكمل وجه، وفي الفترة الأخيرة يضطر للذهاب إلى دور الجيران بهدف جلب المياه نقلاً على أكتافه، وهو المريض الذي يعيش بكلية واحدة تعمل بـ60% فقط.

مدير المدرسة يمنح الثناء للسيد فرهاد

ومن شدة تعلق التلاميذ به باتوا يهتفون له "بأبي سمير العظيم"، يحضر في المدرسة في أي وقت حتّى خارج ساعات العمل الرسمي عندما يتطلب الأمر منه، وقبيل شروق الشمس يأتي يومياً إلى المدرسة لتهيئتها والحفاظ على نظافتها بطوابقها الثلاثة وحيداً ولا يعينه في عمله أي موظف آخر، ولا يمكنك رؤيته إلا متجولاً وهو يحمل بيده سلة المهملات، ولا يرضى برؤية أي قصاصة ورقية ملقاة على الأرض مهما كانت صغيرة، والأهم من ذلك وطوال فترة خدمته لم يحصل على إجازة أو إحالة مرضية، وعمره الآن يتجاوز الـ56 عاماً، وهو بكامل عطائه كنموذج رائع للموظف المثالي».

"إلهام صورخان" مديرة تربية "الحسكة" أبدت إعجابها بحالة "فرهاد" قائلة: «التربية حالة تعليمية ثقافية اجتماعية، هدفها البناء على جميع المستويات، ولكي نصل إلى هذا الهدف ننمي ظاهرة الثناء والتكريم لكوادر التربية بمختلف مسمياتها وفئاتها، وتعزيزاً لإيجابية التكريم يكون التواصل بين الدائرة والفروع والمدارس لتقييم العمل بوجه دائم، وعندما وجدنا التميز عند "فرهاد" كُرّم مادياً ومعنوياً، وقد تبين من سيرته ومن خلال العديد من الإشادات التي قدّمت عنه بأنه موظف مثالي ويملك كل مؤهلات التكريم فنال منّا ما يستحقه، ليكون عنواناً للاقتداء وحافزاً للآخرين».