أنهى الطفل "أويس محمد الحايك" مرحلةً جديدة من الفن، بعد أن قرر أن يعيد إنتاج لوحاته التي رسمها بالألوان، فقد أنجز خلال مسيرته الفنية الطفولية 55 لوحة فنية، ثم بدأ اليوم إعادة رسمها بقلم الفحم.

مدونة وطن "eSyria" التقت الطفل المبدع ذا الاثني عشر ربيعاً، بتاريخ 28 أيلول 2014، في منزله بحي "العزيزية"، ليتحدث عن سبب هذا التحول، فقال: «بدأت الرسم منذ أربع سنوات، وخلال هذه الفترة رسمت 55 لوحة فنية بمواضيع متنوعة، ضمت الطبيعة الصامتة والمناظر الطبيعية والجرار المكسورة، والفتيات اللاتي يملأن المياه من الينابيع، في البداية كانت الألوان المائية وألوان الشمع والباستيل أصدقائي المفضلين، لكنني وبعد فترة من الزمن، أي بعد أن رسمت عشرات اللوحات، انتابني مللٌ من الألوان، فقررت أن أتحول إلى الرسم بالفحم، أحببت عملية التدرج بالظل والنور، شجعني على ذلك الفنان "عيسى النهار"، الذي أقحمني بين طلاب معهد "صبري روفائيل" للفنون الشعبية، فشاهدت الطلاب وراقبت رسومهم، تعلمت منهم لكن بصمت، ونفذت هذه التجارب فوراً، كما بدأت إعادة إنتاج لوحاتي القديمة التي رسمتها بالألوان لكن هذه المرة بالفحم».

لقد نفّذ العديد من اللوحات الفنية ونوّعها، لكنه لم يخرج من وعاء الطفولة الذي يكتنفه، على الرغم من محاولاته الجليلة لمحاكاة كبار الفنانين والمبدعين، لكنني أؤمن بالمنطق الذي يقول إن الوصول المبني على المثابرة لا بد أن يتحقق، وأنا كأي أب لن أدخر جهداً في دعم ولدي وإعطائه دفعات معنوية، وذلك من خلال إبداء الرأي في لوحاته، علاوةً على تقديم كل ما يلزمه ليحقق ما يصبو إليه

يتابع: «شاركت في معرضٍ وحيد أقيم في مدرستي "الوحدة العربية" التي أدرس فيها، ثم أقمت معرضي الخاص الأول في المركز الثقافي؛ ضمنته 40 لوحةً فنية متنوعة، كما افتتحت معرضاً في أحد المساجد عرضت من خلاله صوراً للإمام "الحسين" والسيدة "زينب" رضوان الله عليهما، كما أرسلت عدداً من اللوحات إلى المعارض التي أقيمت في "الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وقد بلغني أن اللوحات عُرضت ولاقت استحسان المتلقين».

الأنثى حسب رؤيته

لكن عتب "أويس" كان أكبر من فنه؛ فهو يرى أن الاهتمام بالفن في هذه المحافظة دون المستوى الذي يطمح إليه الفنان، ففي المحافظات الأخرى -وحسب ما يرى- ترعى المواهب الصغيرة جهاتٌ كثيرة ومتنوعة، أما هنا فلا يتعدى الاهتمام جدران المنزل الذي يقطنه الفنان، لكنه مصممٌ على الوصول إلى ما يطمح إليه، ويجزم أن اسمه سيكون بين أسماء الكبار في الفترات اللاحقة.

وقالت السيدة "هناء الكبيسي" والدة "أويس": «منذ أن استشعرت بوادر الفن عند طفلي، أي من فترة تزيد على أربع سنوات، كنت الملهم الأول له والمحفّز الأقوى وكذلك كانت عائلتي، كان يفكر بعقلية الكبار ليترجمها فناً بروح الطفولة، والنتيجة كانت عشرات اللوحات، وعدداً من المعارض، وحفنة من المشاركات الفنية، كما كنت أراعي أن تتطور موهبته من خلال المناقشات التي تجري حول اللوحات التي يرسمها، وقد لفت انتباه الكثيرين من الفنانين والمتلقين، من خلال مهارة المحاكاة التي يؤسس لها في لوحاته، والتي تصل إلى القارئ ببساطة، نظراً لبساطة الفنان وقصر نظره الفني، ومما أذكره أن أحد المتابعين في المركز الثقافي بـ"الحسكة"، عرض علي أن يشارك "أويس" في معرض للأطفال يقام في "اليابان"، ولو نُفِّذ هذا المعرض لكان من أكبر الدوافع له، ومن أقوى التحولات في حياته».

تجسيد حالة مجتمعية

أما والده "محمد الحايك" فيقول: «لقد نفّذ العديد من اللوحات الفنية ونوّعها، لكنه لم يخرج من وعاء الطفولة الذي يكتنفه، على الرغم من محاولاته الجليلة لمحاكاة كبار الفنانين والمبدعين، لكنني أؤمن بالمنطق الذي يقول إن الوصول المبني على المثابرة لا بد أن يتحقق، وأنا كأي أب لن أدخر جهداً في دعم ولدي وإعطائه دفعات معنوية، وذلك من خلال إبداء الرأي في لوحاته، علاوةً على تقديم كل ما يلزمه ليحقق ما يصبو إليه».

لوحة افتراضية للصياد