"صوت الجزيرة" أوّل جريدة في مدينة "القامشلي"، تميّزت بالأخبار والمواد الإعلاميّة التي كانت تنشر فيها، ولذلك كانت توزّع في كل أنحاء القطر.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 22 حزيران 2014، التقت السيّد "نور محمّد سعيد" وهو واحد من الذين كانوا يحرصون على شرائها في توقيتها ظهيرة كل يوم سبت، فقال: «تلك الجريدة كانت زادي الأسبوعي، ولم يكن لي استغناء عنها، كانت هناك مجموعة من قرّاء الصحف والمجلات وأهل الأدب يتجمهرون معاً في مكان ما في السوق، يتناولون الأحداث والقضايا الأدبية من كافة النواحي، ومن بين المواضيع التي كانت تُناقش مواد جريدة "صوت الجزيرة"، خاصة الصفحة الأدبيّة، أما العناوين والأخبار السياسيّة فلم تكن بذات الاهتمام بالنسبة للقراء، وكانت جميع الطبعات التي تصدر كل سبت تصل إلى مكتبة "نضال اللواء" حيث مكان بيعها وحيث تجمع الكتّاب والأدباء للأحاديث والمناقشات الأدبية، وفي الحقيقة إن جريدة "صوت الجزيرة"، كانت تحظى بالمتابعة والاهتمام إضافة إلى شريحة كبيرة من المهتمين والأدباء من أبناء المنطقة، وليس فقط من "القامشلي" بسبب قلة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة في تلك الفترة، ولذلك كانوا يجدون في "صوت الجزيرة" زادهم والأخبار المهمة التي تهمهم، حيث يقرؤون فيها كل ما يتعلق بظروفهم وحياتهم وتجارتهم وزراعتهم».

من خلال الكتب التي تتحدث عن الماضي البعيد لمدينة "القامشلي"، ومن خلال أحاديث الناس وخاصة كبار السن، سمعتُ وعرفتُ عن جريدة "صوت الجزيرة"، ولذلك كان الفضول كبيراً جداً لقراءة عدد من أعدادها وملاحظة الورق الذي كان يطبع فيها، والمعلومات التي كانت بداخلها، إضافة إلى مشاهدة التصميم والإخراج لتلك الجريدة، وبعد جهد وبحث وجدتُ عدداً منها عند أحد الذين يهتمون بالتاريخ في "القامشلي"، وقد أعجبني هذا الاهتمام بهذه الجريدة في ذلك الوقت نظراً لغياب التقنيات والتكنولوجيا، ولذلك نحن الشباب نطالب من يمتلك حقائق ووقائع عن مدينتنا من خلال هذه الجريدة أو غيرها بضرورة إطلاعنا عليها لنتزود بكامل المعلومات التي تخص مدينتنا في ذلك الوقت

الشاب "صالح الطيب" أضاف: «من خلال الكتب التي تتحدث عن الماضي البعيد لمدينة "القامشلي"، ومن خلال أحاديث الناس وخاصة كبار السن، سمعتُ وعرفتُ عن جريدة "صوت الجزيرة"، ولذلك كان الفضول كبيراً جداً لقراءة عدد من أعدادها وملاحظة الورق الذي كان يطبع فيها، والمعلومات التي كانت بداخلها، إضافة إلى مشاهدة التصميم والإخراج لتلك الجريدة، وبعد جهد وبحث وجدتُ عدداً منها عند أحد الذين يهتمون بالتاريخ في "القامشلي"، وقد أعجبني هذا الاهتمام بهذه الجريدة في ذلك الوقت نظراً لغياب التقنيات والتكنولوجيا، ولذلك نحن الشباب نطالب من يمتلك حقائق ووقائع عن مدينتنا من خلال هذه الجريدة أو غيرها بضرورة إطلاعنا عليها لنتزود بكامل المعلومات التي تخص مدينتنا في ذلك الوقت».

العدد 255 من الجريدة

الكاتب "أنيس حنا مديواية" أحد كتاب التاريخ والتدوين في مدينة "القامشلي"، وقد كان معتمداً ووكيلاً لصوت الجزيرة، تحدّث لنا عن بعض تفاصيلها وخصوصيتها، فقال: «نشرت أوّل عدد لها في نهاية الأربعينيات، وذلك بمبادرة من صاحبها السيد "عبد الحليم طيّارة"، وكان من أبناء مدينة "حمص" وقبل طبع الجريدة كان يملك مطبعة، وحوّلها إلى دار طباعة ونشر لتلك الجريدة، ومع بداية كل أسبوع كانت تطبع مرّة واحدة، وأحياناً حين تكون المواد والأخبار قليلة كانت تطبع عدداً كل أسبوعين، وجميع الأعداد كانت توزع في جميع محافظات القطر من خلال سيارة مدنية. كانت موادها متنوعة بدءاً من الأخبار السياسية إلى الاقتصادية إلى المنوعات وصولاً إلى الثقافية، والصفحة الأخيرة كانت أغلبها للإعلانات ودعايات بيع العقارات والنعوات. أما إخراجها فكان عبارة عن أربع صفحات طول كل صفحة 60سم، وعرضها 40سم، وكان لونها مائلاً إلى الأصفر الفاتح، وكان السيد "خير خضر" هو من يقوم بإيصال الجريدة إلى عدد من المشتركين وجلب مستحقاتها، وكان سعرها زهيداً جداً لا يتعدى الليرة الواحدة، وفي منتصف الخمسينيات صدر آخر عدد رقمه 350، وأغلقت بعد ذلك لتكون ذكرى من ذكريات "القامشلي" الجميلة».

السيد أنيس مديواية