إحياء للذكريات الجميلة التي قدمتها سينما "القامشلي" في الماضي البعيد، وعناوين اجتماعية وثقافيّة وتعليميّة تفرض نفسها حالياً بحضور الأفلام السينمائية بطريقة جديدة أهم عناوينها طلبة الجامعات...

مدوّنة وطن "eSyria" وقفت بتاريخ 16 شباط 2014 عند المبادرة الجديدة لإحياء سينما "القامشلي" بوسائل ووسائط فيها من المتعة والفائدة والتميّز الكثير والعديد، وللحديث عن تجربة عرض الأفلام السينمائية في المدينة التقت الطالب "محمّد سليمان"؛ يقول: «مبادرة استثنائية على مستوى المحافظة حققت نتائج قيّمة وفي غاية الأهمية، أولها وأهمها التواصل الاجتماعي، وبذات الأهمية الفائدة التعليمية التي يجنيها الطالب وخاصة الجامعي، فعرض الأفلام تكون مترجمة بلغة أخرى، وغالبية اللغات هي من مناهج الدراسة في الجامعة لطلاب اللغات، إضافة إلى الفائدة الاجتماعية؛ فالفيلم السينمائي يقدم عبراً وفوائد في غاية الأهمية في مجتمعنا».

بعد نهاية كل عرض يتم التحاور بين الطلبة في العنوان والمضمون، من كافة النواحي والجوانب الاجتماعية والتعليمية، ويكون النقاش باللغة التي عرض بها الفيلم، خاصة اللغتان الإنكليزية والفرنسية، ودائماً هناك ترقّب لجديد المركز، فالنتائج طيبة جدّاً

الطالبة "لورين عثمان" تقول عن أهمية هذه العروض: «بعد نهاية كل عرض يتم التحاور بين الطلبة في العنوان والمضمون، من كافة النواحي والجوانب الاجتماعية والتعليمية، ويكون النقاش باللغة التي عرض بها الفيلم، خاصة اللغتان الإنكليزية والفرنسية، ودائماً هناك ترقّب لجديد المركز، فالنتائج طيبة جدّاً».

محبو الأفلام السينمائية يتواجدون وخاصة الشباب

أما السيد "سالم الخالد" أحد كبار السن وهو يعيد ذكريات ماضيه الجميل مع دور السينما، فيقول عن التجربة الحالية: «هي سنوات طويلة التي حرمنا منها من عروض السينما في مدينتنا وحرمنا من كل الطقوس التي كنّا نخلقها أيام الزمن العابر عندما كنا نتواجد في تلك الدور للاستمتاع والتعارف ولأخذ العبرة والعظة من تلك الأفلام، والسعادة كانت كبيرة ونحن نعيد ذكرياتنا من خلال هذا المركز من جديد، ولكن مع شباب هذا الجيل، ومع ذلك نحن نصرّ على أن نرسم طقوس زمننا، فالشبه كبير باختلاف الجزئيات فقط من حيث تميز البناء والتقنيات والتنظيم المثالي».

وذلك المدرّس "ميلاد إسماعيل" مختص باللغة الإنكليزيّة له حديث عن لفتة مدينته ويقول: «اختيار فيلم ما يتمّ ضمن أسس وضوابط معيّنة؛ فالتركيز يكون لاختيار عنوان لمعالجة حالة اجتماعيّة معيّنة في مدينة "القامشلي" والهدف ابتعاد الشباب وأبناء المجتمع عن كل ما هو غير مرغوب كالانتقام مثلاً والتقرّب من العناوين الاجتماعية الفاضلة، وهناك ابتعاد كلي عن أفلام الرعب والخيال، وكل العروض هادفة ومعبّرة، والطالب حصّته أكبر من الفائدة لأنه يجني الفوائد الاجتماعية والثقافية والتعليميّة».

أما الآنسة "أريا محمود" مدير مركز "هانزا" – الذي يعرض الأفلام - فتحدّثت عن التوجّه إلى ثقافة ورسائل السينما في المدينة، تقول: «هدفنا بالدرجة الأولى من هذا النهج لم شمل كل عشاق السينما من كافة الأعمار والأجناس، فالسينما في المدينة غائبة نهائياً منذ عشرات السنين، والأفلام التي تعرض تستهدف جميع الأعمار بالفائدة، وبهذه العروض يكتسب الطالب مهارات متعددة أهمها مهارة الاستماع، فالعروض تكون بلغات متعددة (إنكليزية، فرنسية، تركيّة، ألمانيّة)، وهذا يدخل ضمن نشاطات الطالب العاشق لاكتساب ثقافة تعزيز مهارة السمع، والنقطة الأخرى تنمية مهارات التواصل الاجتماعي، حيث يتواجد ضمن جمهور الحضور نخبة كبيرة من الصغار وتستفيد تلك النخبة من ثقافة انتعاش الفكر للتعويد والتأقلم على هذه الأنشطة، فالاهتمام يحضر بالصغار قبل الكبار».

وتضيف: «الأفلام التي تعرض تكون قابلة للعرض ويتم اختيارها باجتماع نخبة من المهتمين والمعنيين والمختصين في المركز، ويكون التركيز على أن يجني المشاهد رموزاً يستطيع من خلالها تبادل المعارف والمهارات، وخلال فترة زمنية قصيرة من تجربتنا كانت النتائج باهرة ورائعة، علماً أننا نستعين ومن خلال صندوق الاقتراحات بآراء واقتراحات الطلبة تحديداً والمحبين عامة ليقترحوا علينا العناوين والأفلام التي يرغبون في مشاهدتها ومتابعتها».