كبقيّة المتفوّقين في الثانوية العامة حقّقت "أوجين كندو" طموحها في بلوغ هدفٍ لطالما راود هاجسها.

كان لها موقع الريادة بين قريناتها بعد أن حصلت على /267/287/ علامة في الفرع العلمي مسجلةً اسمها بين العشرة الأوائل على مستوى محافظة "الحسكة"، قابلناها في منزلها بـ"القامشلي" لتتحدث عن تجربتها بالقول: «كانت أجمل سنوات الدراسة تلك التي قضيتها مع زملاء الثانوية؛ لأنها باتت ذكرى جميلة بالنسبة لي وخاصةً أنني مُقبلة على مرحلةٍ جديدة ربما تكون الأهم في حياتي، حاولتُ جاهدةً منذ بداية العام الدراسي أن أتجنب تراكم الدروس وأتخطى صعوبة المنهاج وفق ما كان يتردد على ألسنة الطلبة ممن يكبروننا سناً؛ لذلك قمتُ بتنظيم وقتي بشكلٍ مُمنهج؛ لم أكن أبداً أتقيد بعدد ساعات الدراسة إن كان في بداية العام أو حتى فترة الامتحانات؛ لأنني أعلم جيداً بأن الساعات الكثيرة دون تركيز لا فائدة منها».

لن أنسى أبداً وقوف والدي ووالدتي إلى جانبي طوال العام الدراسي وما عانوه من قلقٍ واضطراب في فترة الامتحانات وخاصةً لحظة صدور النتائج؛ وأشكر الرب لأنني تمكّنتُ من إسعادهم ورسم البسمة على وجوههم

أما عن القلق الامتحاني فتضيف قائلةً: «كان لدي نوع من القلق في بعض الأحيان والخوف من ضياع علامةٍ هنا أو نصف علامة هناك خاصةً عندما باشرتُ بتقديم الامتحانات، ما حفّزني على الاجتهاد والإصرار على التفوق هي المنافسة الشريفة بين طلاب الثانوية والروح العالية لبلوغ أعلى المراتب العلمية من جهة؛ وما كان يزرعه فينا المُدرّسون من عزيمة واهتمام الأهل من جهةٍ أخرى، وبالنهاية يبقى لكل مجتهدٍ نصيبٌ من التفوق والنجاح».

"أوجين" مع والديها

وبشأن العلامات الثلاث التي خسرتها تابعت "أوجين" حديثها: «بصراحة كنت متوقعة ضياع علامة واحدة أو اثنين في أسوء احتمال وهي في مادة اللغة العربية لأنني أعلم سبب ضياعها؛ لكن بعد صدور النتيجة تبين لي بأنها ثلاثة علامات ليس كما توقعت؛ أما باقي المواد فكنت على يقين بحصولي على العلامة التامة منذ لحظة خروجي من قاعة الامتحان».

وختمت حديثها بالقول: «لن أنسى أبداً وقوف والدي ووالدتي إلى جانبي طوال العام الدراسي وما عانوه من قلقٍ واضطراب في فترة الامتحانات وخاصةً لحظة صدور النتائج؛ وأشكر الرب لأنني تمكّنتُ من إسعادهم ورسم البسمة على وجوههم».

وعن دور الأهل في تفوّق أبنائهم الدراسي تحدث المهندس "جورج كندو" والد الطالبة "أوجين" قائلاً: «على الأهل تقييم أداء أبنائهم منذ المرحلة الأولى من الدراسة والعمل على متابعة تحصيلهم العلمي لحظةً بلحظة؛ وأهم شرطٍ للتفوق هو تأمين الراحة النفسية والبيئة الملائمة للطالب أما الحافز والدافع للتفوق فيولد مع توفير تلك الشروط إضافةً لوجود إصرار من الطالب نفسه، منذ المرحلة الابتدائية لاحظت اهتمام "أوجين" بالمواد العلمية فعملتُ على إعطائها دروس تقوية في مادة الرياضيات ما زاد في حبها لتلك المواد؛ وما حفّزها أكثر هو حصولها على الشهادة الإعدادية بمجموع /307/ من أصل /310/ وهذا دليل على أن تفوقها لم يكن صدفة في الثانوية؛ بل نتيجة متابعة مستمرة من جانبنا وطموحٍ مشروع رسمته "أوجين" بنفسها».

بالرغم من ثقته بابنته إلا أن السيد "جورج" كان يشعر بقلقٍ في بعض الأحيان خوفاً من ضياع إحدى العلامات؛ وعن ذلك يتابع قائلاً: «كنت واثقاً من إمكانيات "أوجين" لكن تملّكني بعض الخوف والاضطراب عند تقديمها لمادة اللغة العربية بعد أن اعترفت بشكوكها تجاه إحدى الإجابات، فبقيت أفكر في الأمر حتى قبل صدور النتيجة بدقائق وبالفعل كان ظني في مكانه فقد حصلت على العلامة التامة في جميع المواد باستثناء اللغة العربية التي نقصت ثلاث علامات، وبرأي في هذه الأحوال لا بد أن يكون هناك إنصافٌ للطالب المتفوق وذلك بمراجعة ورقة الإجابة عدة مرات حتى لا يُظلم الطالب من أجل خطئٍ إملائي صغير وتضيع عليه فرحة العلامة الكاملة».

وعن دور الأم في تميّز الأبناء تحدثت المهندسة "سارة جتي" والدة "أوجين" قائلةً: «هناك دورٌ كبير للأم في إيصال أبناءها لبر الأمان؛ فهي الأكثر علاقة وتواصلاً معهم من الأب الذي يقضي جل وقته في عمله، وبالنسبة لي كانت هناك علاقة حميمة مع "أوجين" وأخواتها منذ دخولهم لدُور الحضانة، فقد كان هناك تواصل دائم مع المربيات لمعرفة كل شيء عن أطفالي بالرغم من تواجدي في وظيفتي، وفي المرحلة الابتدائية بدأت الأمور أكثر يسراً لأن التنشئة والتربية الصحيحة لا بد أن تكون منذ الصغر؛ ومع ذلك يبقى تدخل الوالدين ضرورياً أثناء بعض اللحظات المهمة مثل ما حصل لـ"أوجين" قبل الامتحانات نتيجة التوتر والضغط النفسي؛ هنا كان وجودنا إلى جانبها أمراً حتمياً لإزاحة ما كانت تعانيه من قلقٍ وارتباك تخلصت منها بفضل إرادتها وتصميمها لبلوغ هدفها المنشود».