رسمت علاقة متينة مع المجتمع الكبير الذي تعيش فيه، وانطلقت من بوابة التعليم إلى كل أسرة في مدينة "القامشلي"، ليكون اسمها على ألسنة الأطفال الذين حرصوا على استمرار علاقتهم بها والاستفادة من خبراتها.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 11 كانون الثاني 2016، التقت الآنسة "زيبور بيدروس خور أوغان"، التي سطرت أروع معاني التميّز من خلال الحياة التربوية والتعليمية والاجتماعيّة التي بنتها في واقعها ومحيطها من خلال رسالتها التي حرصت على تأديتها بصدق وإخلاص، فمزجت الأقوال بالأفعال، وهو ما بيّنته في بداية حديثها، وأضافت: «ولدت في مدينة "القامشلي" عام 1962، لتكون سنوات دراستي جميعها مبنية على التميّز والتفوق، حتّى الوصول إلى مرحلة التدريس في مدارس المدينة، ومع حلول عام 1980 بدأت مسيرتي التدريسية في مدرسة "السلام" بعد اختبارات وامتحانات نظرية وعمليّة، لأعيش فيها بصفة معلمة للصف الأوّل مدّة زمنية وصلت إلى خمس عشرة سنة، بنيت فيها ومن خلالها جيلاً عاشقاً للعلم والمحبة والسلام والأخوة، لذلك فضّلت إدارة المدرسة أن تمنحني تدريس الصف الأول، لأنها مرحلة البناء والتأسيس، ومعهم عشت جميع تلك السنوات بالجمال والفائدة والاستفادة، لتنتقل الروابط الاجتماعية إلى أسر التلاميذ، وبات كل تلميذ قطعة مني وجزءاً من حياتي اليومية، وكان التواصل معهم يومياً، والحرص على تربيتهم وتعليمهم وتدريسهم داخل وخارج أوقات الدوام المدرسي مجاناً، وعلى الرغم من التعب والأرق في تدريس الطفولة، إلا أنني أجد كل المتعة والسعادة معهم».

على مدار السنوات الطويلة، كان للأطفال رحلات ترفيهية إلى عديد المحافظات، بهدف الاستمتاع والفائدة في أكثر من جانب، وكنتُ أكلّف بمرافقتهم والإشراف على رحلتهم بحكم الخبرة وطريقة التعامل المثالية معهم، وجميع الأنشطة والفعاليات والاحتفالات الفنية والأدبية والاجتماعيّة التي تخصص للأطفال تكون من خلالي وبإشرافي، ولدي تواصل مع جميع أمهات التلاميذ، وأتعاون معهن في سبيل حل جميع المشكلات النفسية والتربوية والاجتماعية لبراعمهن، وقد يكون لي دور في معالجة أوجاعهم وأمراضهم الجسدية، ومتابعتهم دراسياً حتى مرحلة متقدمة، ولا يتردد أي واحد منهم في الاستعانة بخبرتي في أي وقت، وفي اللحظة التي يرغب بها

وعن مشوارها في مدارس التربية تضيف: «بما أن تلاميذي من البراعم، فقد كان الحرص على جعل الشعبة الصفيّة مزينة بكل ألوان الفرح والزينة على مدار العام الدراسي، والألعاب الترفيهية والتعليمية يومياً، وحاولت أن أرسم البهجة والسعادة على وجوههم خلال ساعات الدوام، وبعد تلك السنوات الطويلة في المدرسة كانت رحلتي نحو دولة "إيطاليا" بهدف نشر رسالة الوطن في أكثر من جانب، وكان من المقرر أن يستمر بقائي لعام، واختصرتها إلى شهرين فقط، وقررت العودة من شدة الشوق والحنين إلى وطني وأطفالي في المدرسة، بعد الوصول جرى اختبار من أجل اختيار معلمة للصف الأول في مدرسة "ميسلون"، ومن بين العشرات من المعلمات المتقدمات لتلك الوظيفة حصلت على المركز الأول، لأكون معهم منذ عام 2001 مقدمة رسالتي التربوية والاجتماعية والتعليميّة والإنسانية، وهمي واهتمامي منصب على تميزهم في كل مجالات الحياة، ومجرد اللقاء بهم أبداً بنشر التعليم عليهم وبكافة جوانبه، لتكون ساعاتي كلها مهداة لهم من دون مقابل إلا كسب فرحتهم وسعادتهم، فهم بريق الفرح والأمل والرجاء عندي».

سعادتها في بيتها الثاني

وتقديراً لخبرتها وعطائها، فقد كلفت بالإشراف على أنشطة متعددة وكثيرة، حيث تابعت رحلتها بالحديث عن ذلك: «على مدار السنوات الطويلة، كان للأطفال رحلات ترفيهية إلى عديد المحافظات، بهدف الاستمتاع والفائدة في أكثر من جانب، وكنتُ أكلّف بمرافقتهم والإشراف على رحلتهم بحكم الخبرة وطريقة التعامل المثالية معهم، وجميع الأنشطة والفعاليات والاحتفالات الفنية والأدبية والاجتماعيّة التي تخصص للأطفال تكون من خلالي وبإشرافي، ولدي تواصل مع جميع أمهات التلاميذ، وأتعاون معهن في سبيل حل جميع المشكلات النفسية والتربوية والاجتماعية لبراعمهن، وقد يكون لي دور في معالجة أوجاعهم وأمراضهم الجسدية، ومتابعتهم دراسياً حتى مرحلة متقدمة، ولا يتردد أي واحد منهم في الاستعانة بخبرتي في أي وقت، وفي اللحظة التي يرغب بها».

"صفاء مرعي" والدة أحد تلاميذ الآنسة "زيبور" تقول عنها: «كان لها تأثير إيجابي كبير بحالة طفلي، وبالدرجة الأولى من الناحية الاجتماعية، وعلى الرغم من صغر عمره ينطلق إلى الحياة بثقة وتفاؤل، وكسب تعليماً مثالياً، على الرغم من المدة القصيرة التي تشرف فيها عليه، لتؤكد أنها أم حقيقية ومربية وجدانيّة، من شدة ذلك الحنان الذي تملكه وتمنحه لكل من ينهل العلم على يديها، وهو كل مدة وأخرى يطلب زيارة معلمته في منزلها، ويتواصل معها عبر الهاتف، والأجمل أن جميع تلاميذها في الشعبة لوحة جميلة من المحبة والود، تعمل على ذلك بأسلوب رائع، وتقوم بمبادرات كثيرة في سبيل ذلك، علماً أن عدداً كبيراً من الأمهات يطلبن إرسال أطفالهن إلى شعبتها بوجه خاص وحصري لما يعرفنه عنها من تفانٍ في العمل وحب للمهنة التي تعمل فيها بقلب أمّ وعقل مربية».

هذه صورة شعبتها الصفية