سطّر أفعالاً نبيلة، وساهم بكل إخلاص وجديّة للحفاظ على منشآت الدولة التعليمية خلال فترة الأحداث التي مرت بها منطقته، فحافظ على مدرسته على الرغم من كل الظروف التي مرت بها المنطقة.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 28 تشرين الثاني 2015، وخلال زيارتها إلى قرية "إدريسيات الخريجة" التابعة لبلدة "تل حميس"، التقت المدرّس "أحمد سالم الخضر"؛ الذي تحدث عن طفولته بالقول: «نحن من عائلة ريفيّة بسيطة، نشأنا على حب الأرض والوفاء لها مهما كانت الأسباب والصعوبات، فقد جنينا من خيراتها على مدار السنوات الطويلة والبعيدة من دون أن نعطيها شيئاً في المقابل، ولم نبتعد عن العمل بالأرض لحظة واحدة، وتزامناً مع ذلك تابعت العلم والتعلّم، وحصلت على الإجازة الجامعية التي خولتني دخول الصفوف وتربية الطلبة وتعليمهم، وعندما تسلمت إدارة مدرسة القرية، اعتبرت ذلك أمانة ثقيلة والحفاظ عليها واجباً أخلاقياً وإنسانياً، فبدأت العمل على الفور بإضفاء لمسات قد تكون غائبة بوجه جزئي عن مدارس الريف، فعملت على زراعة عشرات الغراس من الأشجار بالكامل حول المدرسة، لتتحول باحة المدرسة إلى واحة خضراء يلعب بين أغصانها الأطفال، والأهم من ذلك الحفاظ على تلك الأشجار، فكثيرة هي الفترات التي انقطعت المياه عن القرية بالكامل، ويومياً كنت أحمل الأباريق المملوءة بالمياه من منزلي وأسقي جميع الأشجار، على الرغم من بعد المسافة، ولأن الفن والإبداع من مهام التربية والتعليم كان تركيزنا على هذا الجانب كبيراً ومهماً، وقمنا بتحويل مدارسنا إلى معارض فنية من أنامل الأطفال، وبوجه دوري لننمي المواهب، وتكون مدرستنا قدوة لمدارس الريف أيضاً».

هو نموذج للموظف المثالي، ولم يبخل بكل ما يملك من حب لعمله وللمؤسسة التي يعمل فيها، وأثبت شجاعة كبيرة وتضحية تقدر له خلال فترة عصيبة على منطقته، وليكون فاعلاً ومؤثراً وإيجابياً على الرغم من المتاعب والصعوبات، فاستحق منّا الثناء والتكريم، ويعدّ نموذجاً طيباً للمحبة والتعاون والمساعدة

ومن أحداث سيرته يضيف قائلاً: «منذ ثلاث سنوات تعرضت قرية "تل حميس" لهجمات إرهابية، فرحل الكثيرون خارج المنطقة والقرية، ولأنني كنتُ مديراً للمدرسة ومن واجب الأمانة بقيت فيها، وحافظت على بقاء التلاميذ ضمنها، وبدأت البحث في جميع قرى المنطقة عن شباب جامعيين من أجل كسب خبراتهم وتعليم التلاميذ، فتحقق مطلبي وكسبت العديد منهم ومن دون مقابل، وجميع متطلبات المدرسة كنتُ أقوم بتأمينها بجهد ذاتي، فخزان المياه الخاص بالمدرسة كنت أملؤه بجلب المياه من منزلي، وفي تلك الفترة سمعت أن جميع الأجهزة التقنية والحواسيب والمدافئ ستذهب إلى مكان مجهول، فبادرت فوراً بنقلها جميعها إلى مدينة "القامشلي" ووضعها في مكان آمن تحت الخطر في مغامرة جنونية كادت تودي بحياتي، وسألت عنها من قبل جهات غير شرعية، ولم أرضخ للتهديد من أجل ذلك، وها هي الأجهزة والأدوات تعود إلى حضن المدرسة اليوم بعد عودة الأمان والاستقرار إليها، علماً أنني في الفترة التي غاب فيها الأمن، كنت أهدد يومياً بالقتل والتعذيب في سبيل متابعة عملي والحفاظ على المدرسة بكل ما فيها ومتابعة العملية التعليمية، من دون أن أكترث بالعواقب».

السيد أحمد وحب العمل اليومي

المربية "إلهام صورخان" مديرة تربية "الحسكة" تحدّثت عن الأعمال التي قدّمها أحد كوادر التربية بالقول: «هو نموذج للموظف المثالي، ولم يبخل بكل ما يملك من حب لعمله وللمؤسسة التي يعمل فيها، وأثبت شجاعة كبيرة وتضحية تقدر له خلال فترة عصيبة على منطقته، وليكون فاعلاً ومؤثراً وإيجابياً على الرغم من المتاعب والصعوبات، فاستحق منّا الثناء والتكريم، ويعدّ نموذجاً طيباً للمحبة والتعاون والمساعدة».

مدرسته تحافظ على رونقها