حب التميّز وروح العطاء والسخاء، والبحث عن عنوان جميل وجديد في محافظته؛ جعلته اسماً متميزاً من خلال استثمار بقايا الطبيعة في مدارس التربية، فكان لوحة نادرة.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 3 أيّار 2015، زارت بلدة "عامودا" والتقت مدرّس التربية الرياضيّة "ماجد إبراهيم العلي" في مدرسة الشهيد "شيخموس عثمان" الذي أبدع بمبادرات لا مثيل لها على مستوى محافظة "الحسكة"، حيث قال: «طفولتي امتزجت مع أشخاص من أسرتي جلّ همهم التميز والعمل النموذجي والبحث عن الطيب والنافع، فكان التوجّه بذات المنحى والنهج، وحفرت اسماً ومكانة على الساحة الرياضية ومع أندية المحافظة كلاعب في الملاعب وحققت مع العديد منهم إنجازات وبطولات، وشاركتُ في مهرجانات ومسابقات ضمن فقرات الألعاب والمسرح والآيروبيك والعروض الرياضيّة على مستوى القطر.

جميع المدارس التي عمل فيها "ماجد" أبدع وقدم لها شيئاً مهماً، فهو نشيط ويحب العمل المثالي، ويخلص فيما يعمل من أجله، كما أن غرفته المدرسية الخاصة بمادة التربية الرياضية تعد نموذجية وحضارية، ونحن الآن في تواصل يومي معه لاستثمار طاقاته وإنجاز ما تبقى من هدفه المنشود

أمّا بالنسبة لدراستي فقد تخرجت في المعهد الرياضي، ومنذ أن تمّ تعييني في مدارس تربية "الحسكة" وأنا أحقق الإنجازات من خلال تلاميذي ضمن مسابقات الألعاب الرياضية على مستوى المحافظة والقطر وفي جميع الألعاب، ومشاركتي باتباع دورات في جميع الألعاب هي التي قدمت لي التميز والانتصارات، وحتّى في مجال الشعر والغناء لي مكانة ولدي الكثير من الحفلات على مستوى القطر في ذلك المجال».

جانب من غرفه الرياضة

وعن تجربته النادرة على مستوى مدارس المحافظة يتحدث ضيفنا: «أنا صديق للبيئة منذ الصغر، وعاشق للفن والأدب والرياضة؛ وهذه العناوين جمعتني مع البيئة بكل ما فيها، ومنذ عام 1993 وخلال عملي كمدرس لمادة التربية الرياضيّة أحرص على جعل الباحة والملعب الخاص برياضة التلاميذ مثالياً نظيفاً بامتياز، وهو ما يجعلني أصل إلى المدرسة قبل ساعتين من تواجد الكادر والطلاب، لم أترك بقعة من ساحة المدرسة إلا وكان لها حصة من النظافة والاهتمام، وبذلك زرعت عشقاً مضاعفاً للتلاميذ لحب الرياضة والنظافة، ومن خلال هذا العمل تحولت مدرستي إلى مركز تدريبي للمسابقات والأنشطة والألعاب على مستوى المنطقة كلها، وبعد مدة فكّرت باستثمار بقايا ونفايات ما هو موجود ضمن حرم للمدرسة للفائدة والاستفادة».

وعن تلك الفوائد من بقايا الطبيعة يقول: «بدأت جمع كل ما هو موجود ضمن باحة وساحة المدرسة وبدأت من خلالها تصنيع وإنجاز وسائل مساعدة للمدرسة والمدرّسين، فشكّلت مجسمات وألعاب جدول الضرب الخاصة بمادة الرياضيات، وعواصم العالم ومن العلب ألوان عديدة وكثيرة، ويستخدمها المدرسون في شرح الدرس، وبالنسبة لأوراق الشجر فيتم تدوين أسماء الأدباء والكتاب والشعراء عليها، أمّا العلب فكانت تلون من خلال التوالف المتعددة، وصنعت من أجل ألعاب ومسابقات للأطفال، علماً أن كل ما يرمى في الشعبة الصفية أو الباحة أبدأ جمعه وأستفيد منه لتكون رسالة إلى الطفل، حتّى الورق أصنع منه لعبة للأطفال، وقمت بجمع الزجاج المكسور وزوائد الأقمشة والخشب وأوراق الأشجار وعلب الشراب والحليب والألمنيوم، وصنعت منها عشرات وسائل الإيضاح والتوضيح للمواد والمناهج الدراسية، وذلك العمل ضمن غرفتي الخاصة بالرياضة فتحولت إلى معرض جميل واستثنائي يرتاده كل أبناء المحافظة سواء من الكادر التربوي وحتّى من الأهالي وأولياء الأمور، وبذلك زرعت في نفس الكثيرين من الطلبة وحتّى المدرسين هذا العمل النبيل، فيومياً تقدم لي تلك التوالف منهم لأصنع شيئاً مهماً، وخلال الفترة الماضية بدأ الكادر يتعاون ويصنع معي أدوات تهم الجانب التربوي ونقيم معارض».

السجادة التي تنتظر التدوين

أمّا أهم أعماله الذي يتنافس به على قائمة الكبار من خلال سجادة من الأكياس، قال عنها "ماجد": «أكياس البطاطا الخاصة بمقبلات الأطفال التي ترمى كثيراً في باحة المدرسة هي التي شجعتني على إنجاز الوسائل، ولكن من خلال تلك الأكياس كان الهدف في مجال آخر، فمنذ أشهر وأنا أقوم بجمع تلك الأكياس وأصنع منها سجّادة لأدخل وتدخل معي مديرية تربية "الحسكة" في قائمة "غينيس"، وبعد أسابيع طويلة أنجزت 48 متراً منها، وذلك بصرف أكثر من 75 ألف كيس، وتلك السجادة دخلت في أكثر من معرض فني على مستوى المحافظة، والهدف الوصول إلى 100 متر، علماً أن جميع التوالف والبقايا التي أجمعها تحولت منذ مدة إلى خارج حدود المدرسة؛ ففي الشارع والحي والسوق كلما شاهدت شيئاً حملته وأنجزت منه شيئاً للمدرسة، ولذلك يكون دوامي وعملي جلّ ساعات النهار وأحياناً في الليل، ولكن السعادة كبيرة، لأنّ النتائج عظيمة، لأنني أنثر رسالة مفادها أن طفلنا مبدع في كل مجالات الحياة».

"إلهام صورخان" مديرة تربية "الحسكة" تحدّثت عن تجربة أحد مدرسيها فقالت: «جميع المدارس التي عمل فيها "ماجد" أبدع وقدم لها شيئاً مهماً، فهو نشيط ويحب العمل المثالي، ويخلص فيما يعمل من أجله، كما أن غرفته المدرسية الخاصة بمادة التربية الرياضية تعد نموذجية وحضارية، ونحن الآن في تواصل يومي معه لاستثمار طاقاته وإنجاز ما تبقى من هدفه المنشود».

ضيوف ماجد وما يصنعه دائماً