بجهدٍ دام طيلة عقود من العمل والنشاط والبحث عن التميز، كسبت محبة الآخرين واحترامهم، فكانت حاضرة مع الجميع وعلى مسافةٍ واحدة، لتترك بصماتها في كل مكان مرّت أو تمر فيه.

مدونة وطن "eSyria" زارت "تيودورة بهنان مراد" في مقر عملها بتاريخ 15 آذار 2015 لتتحدث لها عن مسيرتها فقالت: «أنا من مواليد 1963 بدأت مشواري كمعلمة وبعدها انتقلت للعمل في المسرح والفنون الشعبية في المدرسة التطبيقية، ثم سُمّيت عضواً في هيئة التدريب المركزية العليا لمنظمة الطلائع».

أنا من مواليد 1963 بدأت مشواري كمعلمة وبعدها انتقلت للعمل في المسرح والفنون الشعبية في المدرسة التطبيقية، ثم سُمّيت عضواً في هيئة التدريب المركزية العليا لمنظمة الطلائع

تتابع: «تسلمت عدداً من الجوائز؛ الأولى من وزارة البيئة نتيجة قيامي بمجموعة من المبادرات المتعلقة بالبيئة، وتأسيس مجلس مدينة من الأطفال في منطقة "رأس العين، والثانية مقدمة من وزارة الصحة لتنفيذي مبادرة لفحص القدرة البصرية للأطفال في "الحسكة"؛ قمنا من خلالها فحص 63 ألفاً و 379 طفلاً، كما أشرفت على رعاية طفلين موهوبين وأوصلتهما إلى "مسابقة الباسل للإبداع والاختراع"؛ وحصلوا على الجائزة الأولى على مستوى "سورية"، وهما "إيمان الحوشي" و "فادي يونان"، وحصلت "إيمان" على المرتبة الثانية في مسابقة الإبداع في "طوكيو"».

رشاد اليوسف

عنها قال الموجه التربوي "رشاد اليوسف": «هي شخصية ودودة ومحبة للآخرين؛ تمتلك القدرة على الانسجام مع البيئة الاجتماعية المحيطة بها، ولا تبخل عن مساعدة الآخرين أيً كان وفي أي منحى، كما أها تمتلك طاقة كبيرة ومتجددة، وهي متابعة لأدق التفاصيل في العمل، ودائمة البحث عن كل ما هو جديد؛ لتتمكن من إيجاد قيمة مضافة للعمل الذي تقوم به، يرافق ذلك حسها العالي بالمسؤولية؛ وتعاملها الأسري مع كامل طاقم العمل، وتمتلك قدرةً كبيرة على تعزيز الروح المعنوية لكل من يعمل معها، لذا يمكن القول أنها تبث الأمل والفرح أينما وجدت».

أما المعلم "محمد خلف" فيقول: «لديها مبادرات جديدة وجيدة دائماً، وغالباً ما تكون متوترة حتى ينتهي العمل الذي تقوم به؛ حرصاً منها على إنجاح كل ما تبدأه، لذلك تكون ملِحَّة في طلباتها، ومما يميزها أنها تبحث عن الأشخاص الذين لهم صلة بأي موضوع تريد أن تعمل فيه، لأنها لا تقبل بأي نقص في نشاطاتها ومبادراتها، وهذه من علامات نجاح المرء، وفي المحصلة هي شخصية طيبة وتتقبل جميع الآراء وهذا سر نجاحها».

في إحدى الندوات

مدونة وطن أرادت أن تلمس بصمات "مراد" على الأرض وبين الناس، فكان اللقاء مع "خضر السيد" ولي أمر عدد من الطلاب الذين درَّستهم "مراد" ورعتهم، يقول: «تعمل بشكل دائم على التواصل مع التلاميذ في مدارسهم، وهذه الأمور تصل إلينا من خلال أطفالنا، فلدي ثلاثة أطفال في ثلاث مدارس وهم تقريباً ينقلون لنا نشاطهم الأسبوعي، ولا يكاد تلميذ إلا يعرفها بسبب نشاطها وحبها لعملها».

الجدير بالذكر أن "تيودورة" كلفت في عام 2007 أميناً لفرع الطلائع وهي تمارس مهامها في هذا الموقع الذي لم تصل إليه سيدة قبلها.

محمد خلف