على الرغم من صغر سنه وغضاضة عوده في الحياة والفن على حدٍ سواء، إلا أن أداءه وتميزه جعلاه يتجاوز ثلاثة أرباع الطريق، فقفز من حنان المنزل إلى وعورة المسرح ورهبة التلفاز.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان "غيث عبد الغني السلطان" ذي التسعة عشر ربيعاً بتاريخ 18 تشرين الثاني 2015، ليتحدث عن مشواره الفني، فقال: «أنا ابن منظمة الطلائع ففيها أبصرت أول شعاع من أضواء التمثيل، وكانت مشاركتي الأولى في المهرجان القطري لطلائع البعث؛ الذي أقيم في "دمشق" ثم في "حماة" وبعدها في "طرطوس"، كانت مشاركاتي مسرحية فقط وقد قدمت عروضاً مسرحية، منها: "الحلم"، و"لوحة"، و"كركوز وعيواظ"، بعدها شاركت في مسابقات الرواد وحصلت على وسام الرائد الطليعي عامي 2005 و2007، أما في الصف الخامس فقد اختلفت الرؤيا حيث قدمت عمل "مونودراما"، بعنوان "كلمة للكبار" استمر 12 دقيقة متواصلة، وشجعني على التمثيل المخرج "إسماعيل خلف"، وبتشجيع من الوالد ودعم الطلائع والشبيبة من خلال التكريم والأوسمة وقد أوفدت إلى "ليبيا"، بقيت هناك لمدة 15 يوماً وكانت هذه الرحلة حافزاً إضافياً لمتابعة الفن، كما شاركت مع والدي في عدد من الأعمال "من الكبار إلى الصغار وأنشودة الأصدقاء الأوفياء"».

أن "غيث" شاب ملتزم وهي أهم صفة بالفنان كما أنه يتقبل الملاحظة ويعمل بها، إضافة إلى أنه يمتلك إمكانات ومؤهلات تجعل منه فناناً جميلاً، وأذكر أنني تابعته في عدد من المشاهد بمسلسل "سعدون العواجي"، لقد تمكن من إثبات ذاته أمام نجوم كبار، ولو قيض لي أن أعمل وطلب مني أن أشرك شاب بعمره، فلن أختار غيره لكثرة الإمكانات التي يتمتع بها، وأتوقع أن "غيث" سيكون اسماً لامعاً في المستقبل القريب

«في المرحلة الإعدادية شاركت مع المخرج "عبود الأحمد" في مسرحية "المدينة التي أكلتها الفئران"، كان ذلك خلال المهرجان المسرحي الشبيبي عام 2008 في "حماة"، ثم عملت مع المخرج "إسماعيل خلف" في عرض "افتتاح الشباب المسرحي"، قدمت آنذاك عمل "فوانيس مسرحية"، وخلال هذه المدة الزمنية حصلت على عدة شهادات تقدير من منظمتي الطلائع والشبيبة، بعدها شاركت في ورشة عمل بعنوان "مسرحية المناهج" من خلال عرضين مسرحيين هما: "الأشكال الهندسية"، و"جسم الإنسان"، وآخر ما شاركت به في المسرح كان مسرحية "سيبقى النخل شامخاً"، كان ذلك عندما ما تم احتلال "العراق"، بعدها جاء عمل بعنوان "من الكبار إلى الصغار"، وأخيراً كانت محطتي في المسرح القومي في مسرحية "أنشودة الأصدقاء الأوفياء" التي كتبها وأخرجها "إسماعيل خلف"، والحقيقة إن هذه الأعمال أعطتني الكثير من الخبرة مقارنةً بعمري، خصوصاً أنني كنت أختلط بوالدي الفنان "عبد الغني السلطان" في معظم الأعمال، كما كان زملاؤه يقدمون لي النصائح دائماً».

من مسلسل بدوي

يتابع: «انعطف بي الطريق ليأخذني من ضيق خشبة المسرح إلى رحابة التلفزيون وعالمه الخاص، فكانت مشاركتي الأولى بدور "حجاب" في مسلسل "سعدون العواجي" مع الفنان الكبير "رشيد عساف" والفنانة الأردنية "عبير عيسى"، إخراج "نذير العواد"، وشارك في هذا المسلسل عدد كبير من فناني "الحسكة" من ضمنهم والدي، بعدها لعبت دور "كايد" في مسلسل "نساء من البادية" في حلقة بعنوان "الوفاء"، أديت دور البطولة إلى جانب الفنان "محمد حداقي" والفنانة الأردنية "نادية عودة"، وكل هذه المشاركات بما فيها مشاركات المسرح لم تأخذني من الدراسة، بل كان تصميمي يزداد يوماً بعد يوم؛ وكان حلمي دخول المعهد العالي للفنون المسرحية يكبر، إلا أن السفينة لم تجرِ وفق ما تشتهي رياحي، فقد حالت بيني وبينه بعد المسافة وارتفاع التكاليف، وكنت وما زلت أحلم بأن أؤدي أي دور مع الفنان "بسام كوسا"، ففي الحقيقة يعد هذا الفنان الرائع مثلي الأعلى وقدوتي في الفن».

من جانبه قال "عبد الغني السلطان" والد "غيث": «يمكن أن أقيم ولدي بداية بأنه مطيعٌ جداً، ولا يتوانى عن أي عمل خاص بالمنزل سواءً في الداخل أو الخارج، ولديه الكثيرون من الأصدقاء وهذا يدل على نجاحه اجتماعياً، أما فنياً فهو يحتاج إلى المتابعة والتمارين، ويمكن له مع بعض الجهد أن يقدم شيئاً ذا قيمة، فهو يحتاج إلى تدريب وصبر حتى تنضج خبراته وهذا الأمر يحتاج إلى صبر، وأنا بدوري لن أقف في وجه رغبته في حال تخرج في الجامعة واتجه للتمثيل؛ فالشهادة سلاح وإذا توافر الجانب الفني فلا مانع، ومن الممكن أن أؤمن له مشاركات في بعض الأعمال، لكن هذا الأمر سيكون في المستقبل وليس الآن».

من على خشبة المسرح

أما الفنان "باسل حريب" فيرى: «أن "غيث" شاب ملتزم وهي أهم صفة بالفنان كما أنه يتقبل الملاحظة ويعمل بها، إضافة إلى أنه يمتلك إمكانات ومؤهلات تجعل منه فناناً جميلاً، وأذكر أنني تابعته في عدد من المشاهد بمسلسل "سعدون العواجي"، لقد تمكن من إثبات ذاته أمام نجوم كبار، ولو قيض لي أن أعمل وطلب مني أن أشرك شاب بعمره، فلن أختار غيره لكثرة الإمكانات التي يتمتع بها، وأتوقع أن "غيث" سيكون اسماً لامعاً في المستقبل القريب».

من مدرسته الابتدائية