هو من الشباب الذين حفروا طريقهم بالصخر الصلب، فمن جهة بُعد المحافظة عن مركز صناعة الفن، ومن أخرى ابتعاد الناس عن هذا الفن الجميل، لكنه وبعزيمة لا تلين حفر اسمه في ذاكرة المجتمع الجزري.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان والمخرج المسرحي "بشار الضللي"؛ ليتحدث عن مشواره الفني وكيف تعامل مع هذا العالم، فقال: «سلكت هذا الطريق الجميل المتعب الذي أستمتع بتعبه؛ بسبب عشقي اللا متناهي واللا محدود له، ويمكن القول إن بداياتي ربما بدأت حتى قبل المسرح الطليعي، إذ نشأت من خلال الألعاب التي كنت ألعبها مع أقراني على سجيتنا، فكنت أجسد الشخصيات في القصص التي كنت أسمعها من جدتي وأمي، أو التي أراها في التلفزيون، لم أعلم أنها كانت موهبة التمثيل أو أنني بدأت أخذ ذلك المنحى، وما لبثت هذه الموهبة حتى تطورت في المسرح التابع لمنظمة طلائع البعث، جاء ذلك من خلال بعض المسرحيات والسكيتشات؛ التي كنا نقدمها في المدرسة وعلى خشبة مركز الأنشطة، ولكن هذه الموهبة تأصلت وتغير مفهومي لها حين التقيت في المرحلة الإعدادية؛ الفنان والمبدع "إسماعيل خلف"، كان ذلك في دورات إعداد الممثل التي كان يقيمها في رابطة شبيبة الثورة، والتي ساهمت بشكل كبير في زيادة وعيي وفهمي لفن المسرح».

يعتبر "الضللي" من الفنانين القديرين والمميزين فهو يستطيع أن يتحكم بملامحه كيفما يشاء ومتى شاء، كما يستطيع أن يضبط نفسه مع العمل الذي يجسده، وهذه المزايا من أهم ما يجب توافرها في الفنان، لقد عملت معه في عدد غير قليل من الأعمال، ولمست فيه حب الفن وحب روح فريق العمل التي تغني النص والفكرة، هو فنان متكامل ومبدع بالفطرة، وهو يسعى خلف حلمٍ كبير أتمنى أن يحققه، فنحن نكبر بكل إنسانٍ دؤوب

يتابع: «بعدها بدأت رحلتي الفعلية حيث أسست أول فرقة مسرحية حين بدأت دراستي في معهد الكهرباء، وأقمت عملاً مسرحياً لاتحاد الطلاب؛ بعنوان "الغريب" تأليف "أيمن وداعة" وإخراجي، ثم توالت الأعمال ومنها مسرحية "الطريق إلى الهاوية" تمثيل وإخراج، ومسرحية "صقر قريش" تمثيل وإخراج، ومسرحية "انتظار" تمثيل وإخراج، ومسرحية "النقيض"، بعد هذه الأعمال التقيت المخرج "دحام السطام"؛ الذي أثر فيّ بطريقة الجو الأسري الذي كان يخلقه في الفرقة المسرحية، وكان من أعماله التي شاركت فيها مسرحية "الفارسة والشاعر"، ومسرحية "الانتظار"، ومسرحية "في عرض البحر"، ومسرحية "مرحى للشاطر"، ومسرحية "الكرة الذهبية"، وكانت من تأليفي وغنائي وتمثيلي، ومسرحية "جزيرة الكنز"، ومسرحية "الأرنب باكسيباني"».

من الأعمال التاريخية

وعن نصيب الأطفال من أعماله يضيف: «يعد مسرح الطفل من أهم المحطات في عملي الفني، فأنا أعتبر نفسي رائداً في هذا المجال إن صح التعبير، فقد شاركت في عدة أعمال مع المخرج "إسماعيل خلف" منها: "كوخ الأصدقاء، ورحلة السعادة، وأنشودة الأصدقاء الأوفياء، ونور والذئب المغرور"، كما شاركت مع المخرج "غزوان قهوجي" في مسرحية بعنوان "ساندي بيل في مدينة المستقبل"، ومع المخرج "تحسين الجهجاه" في مسرحية "غابة الموسيقا"، وأغلب هذه الأعمال كانت للمسرح القومي الذي تمكّن من النهوض مرة أخرى من كبوته، فقررت أن أكون عضواً فاعلاً فيه، ومنذ أن أسس المسرح القومي في "الحسكة"، كان لي شرف المشاركة في جميع أعماله المسرحية؛ على تعاقب مخرجيها فمن مسرحية "المنشار يعزف أحياناً"، و"المسيح بعد منتصف الليل" للمخرج "فيصل الراشد"، إلى مسرحية في "عرض البحر" للمخرج "دحام السطام"، و"عن هول ما جرى، ومكان يلائم الوجع" للمخرج "إسماعيل خلف"، وعملت مع المخرج "فراس الراشد" للمسرح العمالي في مسرحية "مشدودٌ كوتر"، ومع الفنان "عبد العبد الله" في مسرحية "أنت لست غارا"، ومؤخراً قمت بتأليف وإخراج عمل مسرحي للشبيبة بعنوان "الجدار"، إذ تطرّق العمل إلى واقعنا الذي نعيشه من خلال تسليط الضوء على الحالات السلبية فيه».

أما عن الجانب الخاص بالشاشة الصغيرة فيقول: «كانت لي العديد من المشاركات في المسلسلات التلفزيونية، وأنا أعتبرها مرحلة جديدة في حياتي الفنية، وتجربة مغايرة لما عهدته إذ زادت من ثقافتي الفنية، ومن هذه الأعمال تمثيلية "العرس الشعبي"، ومسلسل "خالد بن الوليد"، و"أسد الجزيرة"، و"سعدون العواجي"، و"هدوء نسبي"، و"القعقاع بن عمر التميمي"، و"أنا القدس"، كما شاركت في فيلم قصير بعنوان "هموم مختلفة"، وقد قمت بتصويره وإخراجه، وكان من بطولة الفنان "عبد العزيز الأملح"، واليوم أشرع في كتابة عملي المسرحي القادم، الذي أسميته "تيتانيك العرب" والذي سأرصد من خلاله؛ الأحداث التي نمر بها، وكيف وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم».

من المسرح القومي

من جهته قال الفنان "عبد الغني السلطان": «يعتبر "الضللي" من الفنانين القديرين والمميزين فهو يستطيع أن يتحكم بملامحه كيفما يشاء ومتى شاء، كما يستطيع أن يضبط نفسه مع العمل الذي يجسده، وهذه المزايا من أهم ما يجب توافرها في الفنان، لقد عملت معه في عدد غير قليل من الأعمال، ولمست فيه حب الفن وحب روح فريق العمل التي تغني النص والفكرة، هو فنان متكامل ومبدع بالفطرة، وهو يسعى خلف حلمٍ كبير أتمنى أن يحققه، فنحن نكبر بكل إنسانٍ دؤوب».

بقي أن نذكر أن الفنان "بشار الضللي" هو مغنٍّ لأغلب أغنيات المسرحيات، وموزع موسيقي، ومصنّع للأقنعة والأزياء.

هدوء نسبي