عاهد نفسه أن يكون في خدمة الأدب والتراث، وعمل على ذلك خلال سنوات حياته، ليكون من أهم الباحثين بالتراث في محافظة "الحسكة"، مسخراً جلّ وقته في سبيل رسالته البحثية.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 30 أيار 2014، وقفت عند الباحث التراثي والتاريخي السيد "محمّد كنعو السموري" ليقلّب لنا مشواره وبداياته، بحديثه الآتي: «لا بدّ قبل الغوص في أي مجال مهما كان نوعه أن يكون هناك حب وتعلق، ولأنني أنتمي إلى منطقة الجزيرة السورية، التي يشهد لها بأنها ثريّة بعالمها الشاسع ومكتوب عنها مطوّلاً بأنها أرض للتراث والفلكلور وصاحبة تاريخ حافل وعريق، تلك هي العناوين التي شجعتني لأعمل على أن أكون باحثاً ورجلاً وفياً للماضي البعيد وتراث منطقتي العريق، إضافة إلى ذلك وجدتُ دعماً وتشجيعاً من كل المقربين والأصدقاء للعمل في هذا المجال الذي قررتُ أن أعيش معه يومياً وليكون في كل تفاصيل حياتي، علماً أن القرار كان هو التخصص في التراث اللا مادي، لأهميته وضرورة حضوره في المجتمع مثله مثل أي فن أو نوع أدبي».

السيد "محمّد السموري" شخص مثابر ومجتهد، ومنذ سنوات عديدة معتكف على موضوع التراث والثقافة، فتراه في المنابر الثقافية بشكل دائم للحديث عن الموضوع الذي تبناه، وكثيرة كانت جولاته ورحلاته في سبيل نشر تلك الثقافة، حتّى الدراسات الثقافية التي قدمها وجدت صدى طيباً وفائدة جليلة لأبناء منطقته وغيرهم ممن يريدون التعرف على التراث اللا مادي لمحافظة الحسكة وللجزيرة السورية عموماً

الحب للتراث والعمل من أجله بدأ عند "السموري" بالأفعال من خلال ما قدمه من دراسات تناولها بالحديث: «بداية الاهتمام كان بالدراسات الأنتروبولوجيّة، والتراثيـّة، ولأن إيصال الصوت يحتاج إلى عدة أمور منها الانتساب والانضمام إلى جمعيات مختصة بالتراث فكنتُ عضواً في اتحاد الكتاب العرب - جمعية البحوث والدراسات، وعضو لجنة السجل الوطني للتراث الثقافي اللا مادي في "سورية"، إضافة إلى ذلك عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب، وعضو مجلس إدارة فرع جمعية العاديات الآثارية في "الحسكة". وبدأت العمل تدويناً وكتابة عن النهج الذي اخترته من خلال عملي في مجال توثيق التراث الشعبي كخطوة البداية، ونشرت عن ذلك في مختلف الدوريات العربية، وبدأت التعريف بتراثنا من خلال الندوات العلمية التي شاركتُ فيها منها ندوة علمية حول الاتفاقات الدولية للحفاظ على التراث الثقافي اللا مادي، إضافة إلى ندوة علمية دولية حول التراث اللا مادي لمدينة "حلب" في العصور الإسلامية، وفي دولة "الإمارات" شاركتُ في ندوة حول تراثيات القهوة وأدبياتها، وندوة "الدلالات المشتركة بين التراث المادي واللا مادي - الحرف اليدوية أنموذجاً" التي نظمها المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في "دمشق"، وكانت هناك ورشة مناقشة مشروع لإحياء التراث الثقافي اللا مادي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط التي أقامتها وزارة الثقافة بـ"دمشق"».

جوزيف أنطي

لم يقتصر مشواره التراثي على الندوات فقط وإنما انتقل إلى التأليف والتدوين أيضاً، قال عن ذلك: «قبل البدء بالمؤلفات نريد الإشارة إلى أن جميع الندوات كانت بعد عام 2000، والسبب في ذلك أن مفهوم التراث الثقافي اللا مادي ظهر مع بداية التسعينيات، والعالم كله قبل ذلك كان متجهاً إلى الثقافة المادية، والتراث الثقافي اللا مادي هو الممارسات والتمثلات والتعابير والمعارف والمهارات والآلات والأدوات والأشياء الاصطناعية والفضاءات الثقافية المرتبطة بها وينتقل من جيل إلى جيل، ولذلك قدمت حول ذلك التراث دراسة بعنوان "فلسفة الصمت"، ودراسة أخرى بعنوان "ثقافة الصمت"، ودراسة تراثية أخرى عام 2003 بعنوان "تاريخ القرم سبعة"، وكتاباً مؤخراً بعنوان "التاريخ الشفهي والذاكرة الجمعية"، فضلاً عن عشرات المقالات، والمحاضرات، والبحوث والدراسات التراثية والعديد من المحاضرات الفكرية والثقافية، والندوات الإذاعية والتلفزيونية، وحتى اليوم نتابع جهدنا فيما نهجنا نهجه، فنحن مؤتمنون على ذلك ونجد فيه متعتنا وسعاتنا».

الباحث التاريخي "جوزيف أنطي" تحدّث عن مشوار زميله في التراث: «السيد "محمّد السموري" شخص مثابر ومجتهد، ومنذ سنوات عديدة معتكف على موضوع التراث والثقافة، فتراه في المنابر الثقافية بشكل دائم للحديث عن الموضوع الذي تبناه، وكثيرة كانت جولاته ورحلاته في سبيل نشر تلك الثقافة، حتّى الدراسات الثقافية التي قدمها وجدت صدى طيباً وفائدة جليلة لأبناء منطقته وغيرهم ممن يريدون التعرف على التراث اللا مادي لمحافظة الحسكة وللجزيرة السورية عموماً».