يعتبر أن أكبر إنجاز له هو تكريم العديد من المحافظين الذين تعاقبوا على المحافظة له بصفة السائق المثالي، حيث إنه وخلال مسيرة عمله لم يقع في أي حادث مروري. وجميع أبناء المحافظة يعرف حكايته مع الأمانة ففي عام 1994 صعد معه ثلاث نساء وسقط منهم عقد من الذهب الخالص وبعد ثلاثة أيام جاءت إحدى النسوة تسأل عن العقد فقام بإعادته بكل أمانة.

عدا الكثير من القصص التي مازال يحتفظ بها في ذاكرته التي لم تشب رغم شيب شعره، ومازال يتفاخر بها فهي بنظره رأسماله الدائم.

يتميز العم "جورج" بأخلاقيات السائق المثالي حيث لا يبرح مكانه الكائن أمام الملعب البلدي ولا يقود السيارة برعونة داخل المدينة ويلتزم بحدود السرعة والاشارات المرورية ويمكن القول بأنه السائق المثالي الأول في المدينة

إنه العم "جورج سليمان منيرجي" الذي التقاه eHasakeh ليحدثنا عن بدايات عمله على تكسيه الصفراء التي كانت مصدر شهرته في المحافظة حيث قال: «أنا من مواليد "الحسكة" عام 1935 ومنذ عام 1965 أعمل على التكسي وقبل ذلك كنت أعمل في المصالح الزراعية سائقاً على الحصادات الزراعية والتركسات وبعدما تزوجت تركت العمل في المصالح الزراعية لكونه متعباً وأبعدني عن جو العائلة.

العم جورج منيرجي

وفي العام 1965 بعت كيلوغراماً من الذهب الخالص كنت قد ورثته واشتريت به تكسي من نوع شفرليه موديل 1953».

  • كيف كان العمل آنذاك في "الحسكة"؟ وما الفرق بينه وبين العمل اليوم؟
  • سيارة العم جورج

    ** في الماضي كان العمل عن طريق المكاتب التجارية حيث كنا نقف حسب الدور وننتظر إلى أن يحين دورنا وكان آنذاك تسود بين السائقين أجواء من المحبة الخالصة حيث لا مزاحمة على العمل ولا اقتتال على الدور، كما كنا نقف عند الكراجات القريبة من المحافظة لننقل الركاب إلى قراهم حسب الدور حيث إنه لم يكن يوجد في المحافظة سوى مئة سيارة.

    أما اليوم فأصبحت المزاحمة علنية بين السائقين والسبب في ذلك بسيط وهو زيادة عدد السيارات ورخص أسعارها إضافة الى امتلاك السيارات الخاصة من قبل الناس ناهيك عن انعدام وجود مكاتب التوصيلات إضافة إلى أن العديد من السيارات تقوم بطباعة كروت بأسماء سياراتهم لتوصيل الطلبات الداخلية والخارجية، كما أن العديد من العائلات اتخذت بعض السيارات الخاصة لتوصيلهم عوضاً عن التكسي الصفراء، لذا فإن العمل أصبح قليل بالنسبة للأيام الماضية لكنني لا أزال متمسكاً بعملي لأن العمل هو شرف الإنسان.

    العم جورج واستراحة من العمل

    خمس وأربعون عاماً رفض خلالها التطور ولم تغره أنواع السيارات الحديثة وموديلاتها وظل متمسكاً بسيارته التي عاشت معه معظم ذكريات حياته وأحلاها عن ذلك يقول السيد "جورج": «الحقيقة أنا لا أرفض التطور لكن لدي قناعة وحيدة وهي أن القديم هو الأصل ومن ليس له قديم ليس لديه جديد، وخلال مسيرة عملي قمت بتبديل ثلاثة سيارات وهي من نوع "شفرليه" و"دوج" و"طوزوتو" وفي الماضي لم يكن هنالك لون محدد للتكاسي ولكن بعد صدور العديد من القوانين أصبحت سيارات الأجرة بلون موحد وهو اللون الأصفر ولكنني قبل صدور هذه القوانين لم أكن أشتري سوى سيارات مصبوغة باللون الأصفر.

    العم "سليمان محمد" سائق تكسي وزميل العم "جورج" قال عنه: «يتميز العم جورج بباله الطويل وأمانته في العمل حيث إنه لا يبرح مكانه إلا عندما يأتيه الرزق كما أنه لا يزاحم أثناء العمل لأنه يعتبر أن العمل تسلية بالنسبة له كما أنه ومع كبر سنه يتميز بالنشاط والحيوية الدائمة».

    السائق "حمادة علي" سائق تكسي قال عن أخلاقيات العم "جورج" في العمل فقال: «يتميز العم "جورج" بأخلاقيات السائق المثالي حيث لا يبرح مكانه الكائن أمام الملعب البلدي ولا يقود السيارة برعونة داخل المدينة ويلتزم بحدود السرعة والاشارات المرورية ويمكن القول بأنه السائق المثالي الأول في المدينة».

    الجدير بالذكر أن العم "جورج" متزوج وله من الأولاد ثلاثة وهم "سيمون" ويمتهن النجارة و"عبد الأحد" ويعمل مهندساً في شركة المياه و"نبيل" في المغترب ولديه بنتان تعملان في سلك التعليم.