ظاهرةٌ كرويةٌ قال عنها الخبراء أنها قصة حبٍّ لا تنتهي بينه وبين القوائم الثلاثة، فهو الهداف الذي يدكُّ شباك الخصم بأسرع الطرق وأيسرها، لأنّه يلعب السهل الممتنع بغريزة فطرية، وموهبة لا تتكرر.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 9 آب 2020 تواصلت مع الكابتن "سيمون ملكي" في مكان إقامته بـ"السويد" ليحدثنا عن تجربته في الملاعب السورية والسويدية، فقال: «لم أتذكر كم كان عمري عندما لامست قدماي الكرة حيث كنت صغيراً جداً، لكن كرة القدم أذهلتني من الوهلة الأولى، وباتت ترافقني حتى في فراشي.

هداف متميز، وقليلاً ما تخطئ كرته المرمى، وجوده في الملعب يشعرك بالطمأنينة وأن هجومنا بخير، وكانت الفرق المنافسة تحسب له ألف حساب، حساسيته على الكرة لا تتكرر كثيراً مع لاعبين آخرين، ولذلك كان كل حراس المرمى يخشونه

انتظرت طويلاً حتى صرت بعمر الأشبال كي أنتسب إلى نادي "الجزيرة" في "الحسكة"، وكم كنت محظوظاً لأن من أشرف على تدريبي وعمل على تنمية موهبتي ولقنني أصول اللعبة هو صانع النجوم والمدرب الكبير "جان عبدو قلاليلي"، وكرت السبحة إلى أن وصلت لفريق الرجال، وبتُّ هداف الفريق في كل المراحل، وفي عام 1994 كنت هداف دوري الشباب للدرجة الأولى في الدوري السوري، ولن أنسى كل مدرب أشرف علي وأعطاني من خبرته وجهده من أمثال "فيصل أحمد"، "تركي ياسين"، "عبدالله حمزة"، "سمير برخو"، "سمير فاعور"، "عزرو"، "أبو كربو"، كلهم كان لهم الفضل في تنمية موهبتي وصقلها. أما اللاعبين الذين كانوا يبهروني وأعدّهم مثلاً أقتدي بهم على صعيد النادي، فكان الراحل "محمد البراك"، وعلى صعيد "سورية" الكابتن "جومرد موسى"، أما عالمياً فالبرازيلي "روماريو"».

الكابتن شكري قومي

يضيف: «بقيت في نادي "الجزيرة" حتى عام 2003، وفيه تعرضت لإصابة قاسية أبعدتني عن الملاعب فترة جيدة، ثم قررت الرحيل وخوض تجربة جديدة في "السويد"، لعبت فيها لفترة قصيرة في دوري الدرجة الرابعة، ولم تكن التجربة جيدة لأنّ اللعب بـ"السويد" يحتاج إلى تفرغ تام، ولم تكن أوضاعي مستقرة بعد، إلى أن تم افتتاح نادي "الجزيرة العائلي" في "السويد"، وهو تابع لنادينا الأم في "سورية"، وفيه مثلت النادي لاعباً من خمسة عشر عاماً لتاريخه، وشاركت بكل الدورات على مستوى "السويد"، و"أوروبا"، وهذه الدورات تقام من أجل السلام للوطن، ولها دور رياضي واجتماعي يشرف عليه أبناء الوطن المخلصين، وفيه يعرف العالم أننا طلاب سلام، ونكره الحرب، لكننا مجبرون على تحرير وطننا من الإرهاب».

أما عن مستوى الكرة السورية كما يراه "الملكي": «"سورية" خزان مواهب، وفيها لاعبون من طينة الكبار، لكن كرة القدم لم تعد تعتمد على الموهبة فقط، فباتت صناعة تلزمها عدة عوامل منها القدرة المالية والتنظيم ووجود إرادة حقيقية للنجاح والنهوض، ولكي تبني فريقاً منافساً عليك أن تنسى المجد الشخصي، وتعمل بروح الفريق الواحد، إضافة لتأهيل مدربين أكفاء مطلعين على كافة المدارس الكروية في العالم، واختيار الأنسب حسب التكوين الجسمي والعقلي للاعب السوري، فكرة القدم هي علم. وأرى إن اللبنات الأولى بدأت، ويجب الاستمرار بهذا الفكر، وقرار الاستفادة من اللاعبين المغتربين وإشراكهم في بناء كرة القدم هو قرار صائب».

مع نادي الجزيرة

يقول عنه الكابتن "شكري قومي" المدرب وعضو لجنة اللاعبين السوريين المغتربين: «"سيمون ملكي" لاعب من المهاجمين في تسعينيات القرن الماضي، والملقب بـ"روماريو الجزيرة"، ولولا الإصابة التي لحقت به كان سيصنف من أفضل لاعبي "سورية"، يتميز بالمهارة والرجولة، وهو شخص محبٌّ للأصدقاء وغيور على ناديه وصاحب مبدأ».

اما "مناضل خليل" اللاعب والرياضي، فيقول عنه: «هداف متميز، وقليلاً ما تخطئ كرته المرمى، وجوده في الملعب يشعرك بالطمأنينة وأن هجومنا بخير، وكانت الفرق المنافسة تحسب له ألف حساب، حساسيته على الكرة لا تتكرر كثيراً مع لاعبين آخرين، ولذلك كان كل حراس المرمى يخشونه».

يذكر أنّ "سيمون ملكي" من مواليد "الحسكة" عام 1976، متزوج، ولديه "مالك"، و"نوال"، يحمل شهادة دبلوم المعهد الرياضي في "الحسكة" ومقيم في "السويد " منذ عام 2003.