من "الحسكة" وعلى استحياء بدأ مسيرته الفنية، وما لبث حتى انفلت من عقاله ليتسع نشاطه بخطى متسارعة وحثيثة، فأصبح رقماً صعباً في معادلة الفن الشعبي.

مدونة وطن "eSyria" ومن خلال متابعتها للشباب الناجحين والمبدعين خارج حدود الوطن، تواصلت مع الفنان "عمر حسن البكر" عبر موقع التواصل الاجتماعي، بتاريخ 20 حزيران 2014، ليتحدث عن مسيرته الفنية فقال: «أنا من مواليد مدينة "الحسكة" 1974، نشأت في عائلة فقيرة ومحافظة، درست وتنقلت بين المدارس وانتهى بي المطاف في الثانوية الفنية الزراعية، حيث كنت وزملائي الجيل الأول الذي نشأت عليه الثانوية، وفي الثانوية تم تسميتي كأحد أعضاء قيادة الوحدة، الأمر الذي مكنني من معرفة جميع النشاطات الفنية التي يتم التحضير لها، ومع إنهائي للثانوية الفنية حصلت على مرتبة متقدمة لكنني لم ألتحق بالجامعة بسبب ظروفي الاقتصادية، ثم انتقلت إلى تأدية الواجب المقدس وعدت إلى محافظتي عام 1996، وهنا بدأت الحياة تعتركني إلى أن قررت أن أغني في أحد الأعراس».

وصلتني عدة دعوات للغناء في دول الخليج العربي، حيث أحييت العديد من الحفلات في كل من: "الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والكويت، وسلطنة عمان"، إلى أن استقر بي المطاف في دولة "الإمارات العربية"

ويتابع: «على الرغم من معارضة والدي الشديدة للغناء وضعت خطوتي الأولى في هذا العالم، وكان ذلك عندما كنت مدعواً لحضور عرس أحد أقاربي، فقام أحد الأشخاص وطلب مني أن أغني لكني كنت أرفض؛ خشية أن يسمع والدي، إلا أنني لم أجد بداً من قبول الطلب نزولاً عند الإلحاح الذي أبداه الشخص، وهنا كانت بدايتي الفنية، فقد أعجب صاحب الفرقة الموسيقية بأدائي وطلب مني على الفور أن أنضم إلى فرقته الموسيقية، وكان الرفض هو أول ما تبادر إلى ذهني، إلا أن الفنان "حميد العبد" صاحب فرقة "ربوع الجزيرة" لم يتركني، وقد كان يتعامل وقتها مع كبار النجوم الشعبيين في المحافظة، الأمر الذي جعلني أعيد التفكير قبل أن أتخذ قراراً، وبعد فترة وجيزة التقينا في عرس آخر وغنيت وقتها في العرس كضيف شرف؛ وهنا لم يفارقني "العبد"، وأكد لي أنه سيتحدث مع والدي وسيحاول إقناعه بشتى السبل، عندها أعطيته الموافقة وكان هذا عام 1997، ومن هنا انطلقت وكانت بداياتي، فعملت على تحسين وتطوير الحفلات إلى أن برزت في الساحة، ثم أخذت التدرج حتى وصلت إلى الصدارة في مدينة "الحسكة" يقابلني الفنان "عمر سليمان" في مدينة "راس العين" والفنان "عدنان الجبوري" في مدينة "القامشلي"».

مع أصدقائه

يضيف "البكر": «في هذه الأثناء تم إقامة برنامج "نجوم الجزيرة" على خشبة المركز الثقافي في "الحسكة"، أحرزت وقتها المركز الأول، واستمر عملي مع فرقة "ربوع الجزيرة" لمدة 12 عاماً، تنقلت أثناءها بين جميع المحافظات، وبدأت العروض تنهال علي من كل مكان، خصوصاً إلى الخارج لكن والدي وبعد أن اقتنع بالغناء رفض فكرة السفر نهائياً، فبقيت في "الحسكة" وغنيت للطلائع وعملت مع كبار الشعراء والملحنين في المدينة أمثال: "حسين يونس، وعيد العبدالله، وعبد الرحمن الأحمد، وسليمان رحيل، وخضر العبدالله، وفرج الغبين"، وفي عام 2007 انتقل والدي إلى رحمة الله فقررت السفر، وكانت محطتي الأولى في "دمشق" فكنت ممثلاً لمحافظتي وسفيراً لنقل تراثنا إليها، وسجلت وقتها خمسة كليبات على القنوات الفضائية، ومنها: "يا خالة، واحترم نفسك" للشاعر "خضر العبدالله"، و"التاجر" للشاعر "سليمان رحيل"، و"ضاع الوفا" للشاعر "فرج الغبين"، و"يا شكاك" للشاعر "محمود الحربي"».

أما عن سفره إلى خارج القطر فيقول: «وصلتني عدة دعوات للغناء في دول الخليج العربي، حيث أحييت العديد من الحفلات في كل من: "الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والكويت، وسلطنة عمان"، إلى أن استقر بي المطاف في دولة "الإمارات العربية"».

عمر البكر البرازيلي.

بدوره بيّن مدير فرقة "ربوع الجزيرة" الفنان "حميد العبد" أن: «"البكر" من الأصوات والخامات الجميلة، والذي ساهم في إيصاله إلى الساحة الفنية ما يمتلكه من مقومات ومؤهلات صوتية، وأجاد الغناء الشعبي بكل أشكاله علاوة على كونه مجيداً للفن السماعي، إذ إنه يغني وبإجادة تامة للفنانين الكبار أمثال: "كاظم الساهر، وسعد البياتي" ولآخرين من عمالقة الفن، الأمر الذي جعل منه رقماً محورياً في المعادلة الفنية على مستوى المحافظة».