القلق الامتحاني حالة نفسية وظاهرة انفعالية تنشأ نتيجة خوف الطالب من الرسوب، وسعيه لتحقيق أماني أهله، والتأثير الكبير للاحتكاك بالمقربين والأقربين؛ كلها عناوين مهمّة لمشوار الطالب في الامتحانات.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 15 أيّار 2015 تعرفت وتطرقت إلى جميع الآراء والاتجاهات الخاصة بظاهرة الخوف من الامتحان، وكانت البداية مع الشاب "سليم محمّد" الذي يعدّ نفسه لخوض امتحانات الشهادة الثانوية بفرعها العلمي بعد أيّام معدودات، وقد بدت جلياً عليه علامات التوتر والحذر وذلك من خلال حديثه التالي: «الفرع الذي أدرسه يفرض عليّ هذا القلق، فالمطلوب مني درجات عالية لتحقيق رغبة أهلي ومن ثم رغبتي وهي إحدى كليات الطب البشري أو الصيدلة، فالعام الدراسي كله كان بهذه الصورة ساعات متواصلة من الدراسة وحسابات يومية وتقديرية عن المواد والعلامات المتوقعة لها، شبه اعتكاف في المنزل ومحاولة الأهل توفير كل الأجواء الهادئة من أجلي، وبين الحين والآخر يطرقون الباب عليّ للاستفسار عن مطالبي واحتياجاتي، وكل ذلك أجده من الأمور المبالغ فيها، ولكن تفرض عليّ ويصبح لزاماً عليّ الاجتهاد والتفكير المضاعف في سبيل الحصول على العلامات العالية».

النقطة الرئيسية للقلق تكمن في أنها من العوامل الأساسية التي تعوق الأداء المعرفي، والتحصيل الدراسي بحد ذاته ظاهرة تتداخل فيها مجموعات مختلفة من المتغيرات العقلية وغير العقلية، ومتعلق بدراسة مختلف العلوم والمواد الدراسية ولذلك التفوق فيه يعني لغة الإنجاز، ولكن عندما يكون الطالب مستعداً ويتمتع بثقة عالية فالنتيجة الطيبة ستكون مصيره مع توافر أدوات ذلك وأولها دعم الأسرة بالشكل الإيجابي

من أجل تلك الحالة وغيرها بادر المدرس "محمّد حليم إسماعيل" المختص في الإرشاد النفسي إلى الحديث عن قلق الامتحانات قائلاً: «الإشكالية الرئيسية تكمن في اسم الامتحان؛ فالاسم بحد ذاته بات موروثاً ومتناقلاً بصورة تشكل الصدمة للوهلة الأولى من ذكر الامتحان، وبذلك مع حلول موسم الامتحانات يحوّل الأهل حالة المنزل إلى استنفار، وتظهر الفوبيا عند الجميع، والمطلوب أن تعمل الأسرة على خلق جو طبيعي وحالة مثالية لذلك الضيف على ابنهم الطالب، ولا بدّ من العمل على إقناع الطلاب بأن الامتحان مراجعة لما تناوله الطالب خلال عامه الدراسي فقط، والحالة غير الطبيعية في الترهيب والتخويف من الامتحان، الذي يسمى بالتعزيز السلبي، علماً أن هناك بعض الدول تلغي الرسوب من تحصيل طلابها في السنوات الأولى من دراستهم لكي تبعد عنهم هذه الحالات المتوترة، وهناك دور سلبي كبير لمن يرافق الطالب نحو المركز الامتحاني وينتظره حتى الانتهاء من تقديم مادته، لأن الطالب أيضاً يبقى في توتر وتفكير فيمن ينتظرونه خارجاً، ولذلك لا يجوز حتى للطالب أن يحتك بتلك الجمهرة أمام المركز قبيل لحظات الامتحان لأن المرج والهرج وتوقعات الأسئلة تكثر ويتشتت الممتحن، والمطلوب من الأسرة تحديداً ممارسة حياتها الطبيعيّة وخلق جو من الهدوء فقط».

المدرس محمد حليم

وتابع المدرس "آلان حسين" المختص في الإرشاد باتجاه آخر عن الموضوع ذاته، وذلك بقوله: «باعتقادي، إنّ وسائل الإعلام المتنوعة وطرحها للعديد من القضايا خلال فترة الامتحانات تؤثر في ذهنية الطالب، فكل ضيف على وسيلة إعلامية يطرح أفكاراً جديدة، وبذلك تتنوع الأفكار ويحتار معها الممتحن، إضافة إلى ذلك المدرس والأهل وحتّى المنهاج كلها عناصر رئيسية في استقرار نفسية الطالب قبيل الامتحان، فمن يكون بعيداً عن التسلسل بالنسبة للمنهاج سيتشتت حكماً، وهناك دور رئيسي للأقران والأصدقاء المقربين فلا بدّ من الاختيار المناسب لتلك النخبة من الأصدقاء، وأن يكونوا من محبي العلم والتحصيل العلمي، وهناك بعض الأسر تهدد وتتوعد ابنهم بعلامات عالية وفي حال حصول العكس فالمصير وخيم، وهذا خطأ كبير».

الدكتور "إسماعيل العمري" عميد كلية التربية يضيف إضافات أخرى من خلال التالي: «النقطة الرئيسية للقلق تكمن في أنها من العوامل الأساسية التي تعوق الأداء المعرفي، والتحصيل الدراسي بحد ذاته ظاهرة تتداخل فيها مجموعات مختلفة من المتغيرات العقلية وغير العقلية، ومتعلق بدراسة مختلف العلوم والمواد الدراسية ولذلك التفوق فيه يعني لغة الإنجاز، ولكن عندما يكون الطالب مستعداً ويتمتع بثقة عالية فالنتيجة الطيبة ستكون مصيره مع توافر أدوات ذلك وأولها دعم الأسرة بالشكل الإيجابي».