يختلف التعامل مع الأطفال باختلاف حاجاتهم، فالتوجه العام يكون بدعمهم بالخطوات المختلفة من أجل الوصول إلى توازن نفسي سليم لنخبة الأطفال، وعلى اختلاف وجهات نظر المختصين، تسعى تربية "القامشلي" إلى توحيد الرؤى وتقديم الدعم النفسي لهم.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 23 نيسان وقفت عند ذلك الموضوع بطرق واتجاهات مختلفة، وتابعت مع أهل التخصص والاختصاص، وكانت البداية مع الآنسة "أفين أحمد" المرشدة النفسية في مدارس التربية، فتحدثت عن الموضوع المذكور قائلة: «الدعم النفسي أو ما يسمّى الإسعاف النفسي هو كل ما يقدمه المسعف النفسي من دعم ورعاية نفسية إلى الناجين من الحوادث والكوارث وغيرها من الأزمات، بتقديم المداخلات العلاجيّة لتخفيف الآثار النفسية للصدمات الناجمة عن تلك الحوادث، والقائمون على تقديم العلاج للأطفال هم أفراد المجتمع بجميع مكوناته واختصاصاته، من خلال تأهيلهم بدورات تدريبية خاصة بالدعم النفسي للأطفال، وأهم نقطة يجب التركيز عليها ضرورة تعبير الطفل عن مشاعره كما هي دون تدخل نهائياً، وبذلك سيجد راحة كبيرة في داخله، ولا بدّ من إعطاء الشرعية لتلك المشاعر وأخذها مأخذ الجدية والاهتمام، ويعطى للطفل الأمان والإصغاء الكامل وإشعاره بالأمان والثقة، ونظهر كل الاهتمام بما يقوله، ويجب توافر أجواء منزلية مثالية له، وأهم شيء جو الأمان والطمأنينة، وأن تقدم له أجواء ترفيهية إضافية كالرسم والألعاب والمرح بعيدة كل البعد عن مناظر ومظاهر البؤس والتوتر والحزن».

التركيز على الفعاليات والأنشطة الفنية مهمة جداً للطفل الذي لازمته أزمة نفسية، إضافة إلى زجه في الفن والتمثيل وتقمص الشخصيات الفنية وخاصة الكوميدية منها، أمّا استعمال الدمى وصنعها فذلك من الأنشطة الصحية والمهمة، وربما تكون هناك استفادة من رواية القصص وتنظيم الأحداث بطريقة هادفة

المرشد النفسي "محمّد حليم" تحدّث بدوره عن بعض عناوين الدعم النفسي للأطفال، وذلك بالقول التالي: «الأطفال في أي زمان ومكان هم المستقبل فبقدر ما يتكيفون ويعيشون في بيئة سليمة وبصحة جيدة يكون المستقبل كذلك، وكل ما يؤدي إلى صدمات لدى الإنسان بشكل عام وللطفل بشكل خاص يستدعي التدخل النفسي، لكن أثر الأزمات والصدمات الناتجة عن فعل الإنسان تكونُ أعمق أثراً، وبالتأكيد الصدمة النفسية ستترك آثاراً تسمّى آثار ما بعد الصدمة، ويكون الأطفال محظوظين إن وجدوا من يعالج تلك الآثار قبل تمكنها من شخصية الطفل لتتحول إلى أزمات نفسية دائمة، ومن أجل ذلك وإيماناً منّا بأهمية الطفل أصدرتُ كتاباً تحت عنوان "دليل تدريبي لتقديم الدعم النفسي للأطفال المصابين بصدمة نفسيّة"، وفكرة الدليل المعالجة وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، وقدمنا فصولاً عديدة ضمن الدليل تتناول جميع المواضيع والعناوين المتعلقة بالطفل، والتركيز الأكبر على الاتجاهات المتعددة لعلاج اضطرابات ما بعد الصدمة والتركيز بشكل أساسي على العلاج باللعب واللغة التعبيرية».

المدرس محمد حليم

ويضيف المرشد "حليم": «إضافة إلى ذلك قدمنا مهارات إرشادية ووسائل عليها، وهي مهارات أكاديمية تخص بشكل أساسي المرشد أو المربي مع أمثلة وتطبيقات، مع تقديم فصل كامل يتحدث عن قواعد وخطوات لتصميم جلسات وورشات تقديم الدعم النفسي للأطفال، علما أن ذوي الاحتياجات الخاصة لهم الاهتمام والرعاية الخاصة بهم والمضاعفة ضمن تلك الظروف التي تحدثنا عنها، ولذلك فإن أهداف الدعم تقوم على ثلاثة مستويات، أولها: تخفيف المعاناة النفسية والجسدية الناتجة عن الأزمة، وثانيها: العمل على تعزيز وتمكين قدرة الطفل للتأقلم مع الأوضاع الجديدة، أمّا آخر المستويات فتكون بحماية الطفل من الاضطرابات النفسية اللاحقة، علماً أن الدليل التدريبي الذي أنجزناه هو الأول من نوعه في المحافظة وقدمت لنا أموالاً كثيرة في سبيل الحصول عليه من جهات عدة، لكنه كان مهدى لأطفال "سورية" فقط، وسيكون من حصة وزارة التربية».

السيد "فيصل العلي" الموجه المختص لمادة الإرشاد النفسي قال عن الموضوع: «التركيز على الفعاليات والأنشطة الفنية مهمة جداً للطفل الذي لازمته أزمة نفسية، إضافة إلى زجه في الفن والتمثيل وتقمص الشخصيات الفنية وخاصة الكوميدية منها، أمّا استعمال الدمى وصنعها فذلك من الأنشطة الصحية والمهمة، وربما تكون هناك استفادة من رواية القصص وتنظيم الأحداث بطريقة هادفة».