« الإعلام أصبح يلعب دوراً رئيسياً في تكوين الرأي العام، وتوجيه صناع القرار، فهو يعمل بمثابة المرآة العاكسة لما يجري على ارض المعركة».

هذا ما تحدث به الأستاذ "فيصل العازل" لموقع eHasakeh بتاريخ 24/2/2009 والذي أضاف: «للإعلام في الحرب على غزة دوران، الدور الأول هو دور ايجابي، ويتجلى ذلك في إعلام المقاومة وما يقوم به من خلال نقل الصورة الحقيقية، والتعبير عن الواقع، أما الدور الثاني فهو إعلام العدو، ومن يواليه، وقيامه بطمس معالم الوقائع الحقيقية، وتجاهله الحقوق الإنسانية المستلبة».

للإعلام في الحرب على غزة دوران، الدور الأول هو دور ايجابي، ويتجلى ذلك في إعلام المقاومة وما يقوم به من خلال نقل الصورة الحقيقية، والتعبير عن الواقع، أما الدور الثاني فهو إعلام العدو، ومن يواليه، وقيامه بطمس معالم الوقائع الحقيقية، وتجاهله الحقوق الإنسانية المستلبة

وعن الدعاية الإعلامية ودورها قال: «في وسط عالم ظهرت فيه ملامح صراع الحضارات وهذا على رأي البعض، وتسيطر عليه شركات متعددة الجنسيات وتزامنا مع ثورة المعلومات والتقانة اللا محدودة، وتزاوج التكنولوجيا مع الأقمار الاصطناعية، أصبح من السهل توجيه السياسات، والإيديولوجيات، وبلورة المفاهيم التي كانت سائدة في الماضي، بالإضافة إلى الدعاية السوداء، والحرب النفسية، وتزوير الوقائع، وهذا يصب في بوتقة عكس الوقائع بالشكل الذي تريده تلك الشركات، ما أدى إلى تلاشي عاملي الزمان والمكان، فأصبح بث السموم الدعائية ممكنا».

أما عما يخص الدعاية الصهيونية ومن يواليها فقد تحدث العازل قائلا: «الإعلام المعادي استخدم كل آلياته الإعلامية من اجل إقناع العالم بان العرب هم دعاة الإرهاب، وعمل على إلغاء سياسة تبصير المواطنين، وعدم بث روح التعاون والمبادرة، وتوظيف الإعلام لخدمة الجمهور الحربي، من خلال التأثير النفسي ورفع معنويات الجيش، وبالمقابل محاولة زرع الخوف في نفوس المقاومين، وذلك بإضفاء طابع عدم الشرعية لسلاح المقاومة.

بالإضافة إلى القيام بالتأثير على الرأي العام العالمي، وكسب التأييد المطلق لمؤسساته، وكما هو معروف قيام هذا الإعلام بتجنيد طواقمه الإعلامية لتبرير الحرب على الفلسطينيين، والترويج بان "إسرائيل" مستاءة من سياسة الفلسطينيين الذين يخترقون خطوط الهدنة، حيث طالبت" إسرائيل" حكومة "اولمرت" بالاستقالة، واتهمتها بالعجز عن الرد على صواريخ المقاومة، وعلى الجبهة الداخلية يقوم الإعلام الإسرائيلي بمسح أدمغة المستوطنين بذريعة أن الاعتداءات الفلسطينية تكررت كثيرا ويجب وضع حد لذلك.

والغاية من ذلك معروفة لدى الجميع وهي إسقاط حركة حماس والنجاح بالانتخابات، ومن المحاولات الدعائية الأخرى قيام الإعلام ومن يواليه بالتركيز على الصورة وتجاهل الحدث وحيثياته، لأن الصورة تزول بزوال الحدث، في المقابل وعلى الجانب الآخر تحدث السيد "عبد الله الملالي" مدير المركز الثقافي بالقامشلي بما يخص العلاقة بين الإعلام والمقاومة قائلا: «إضافة إلى ما ذكره العازل يمكن القول إن إعلام المقاومة يعتبر رافد استراتيجي للمواجهة والصمود من خلال إضفاء الشرعية على المقاومة واضهار الجرائم بصورتها الحقيقية، وهذا احدث توازنا لدى الرأي العام، فالإعلام والمقاومة صنوان ويعتبر ركيزة أساسية لثباتها من خلال إثبات تصديق الرواية الفلسطينية، ودحر الرواية المعادية والمتمثلة بإسرائيل التي بعدوانها الغاشم ضد أهلنا في غزة قد تجاوزت الفاشية والنازية فهي تثير الهلع والخوف في نفوس البشرية، ونفسها تقف دائما ضد دعواتها الكاذبة بأنها داعية للسلام والعدل العالمي».

وفي مجال آخر أضاف: «يمكن القول إن بعض المؤسسات الإعلامية تركز على الجانب العاطفي الذي يدر الدموع، على حساب الخطاب العقلاني الجاد الذي يجب التركيز فيه على مشروع خطير يهدد كيان العرب والعالم فالصراع ليس إسرائيليا فلسطينيا فقط إنما هو أعمق من ذلك، فهو صراع يهدف إلى إثبات الادعاءات السامية البعيدة كل البعد عن إسرائيل».

ويذكر أن الأستاذ "فيصل العازل" من مواليد القامشلي عام /1967/ ويحمل إجازة في اللغة العربية، وهو عضو قيادة شعبة "ريف القامشلي" للحزب، وعضو في المؤتمر القطري العاشر لحزب" البعث"، وله عدة محاضرات، من بينها: "دور الإعلام في تكوين الرأي العام"، و"اتفاقية حقوق الطفل بين النظرية والتطبيق"، و"ضرورات التغيير في الفكر والسياسة".