تمرُّ العديد من الأسر بضائقة اقتصادية نتيجة الركود الاقتصادي وجائحة "كورونا"، لكن مبادرة متطوعي جمعية "الأسرة" الخيرية، بتوزيع المؤونة الشتوية لعشرات الأسر الفقيرة في عدّة أحياء من مدينة "القامشلي"، وفّرت عليهم مبالغ مالية وجهد تحضير تلك المؤونة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 12 تشرين الأول 2020 رصدت أجواء حملة مبادرة "المونة الشتوية" التي شملت أحياء وأسر معيّنة في مدينة "القامشلي"، والتقت "سميرة نور الدين خلف" من أهالي حي "قدور بك" التي قالت: «طوال الفترة الماضية كان تفكيري حول كيفية تجهيز (مونة) الشتاء، خاصة الضرورية منها، وهي حاجة كل أسرة، لم يكن التفكير بالجهد والتعب، فهذا الأمر اعتدتُ عليه، رغم أن عمري وصل للستين، وأصبحت بحكم الظروف معيلة أسرة، لكن شغلتني كيفية تأمين مصروف تلك المؤونة، وبلحظة فرجت عليّ وعلى أسر عديدة في الحي الذي أسكن فيه، حيث قدّمت الجمعية مؤونة الشتويّة الأساسيّة التي كنت أرغب بتأمينها، لكن من خلال هذه المبادرة المميزة التي تحصل لأول مرة معي، ووصلت المواد إلى منزلي جاهزة تماماً، دون أن أدفع أي ليرة، حتى الكميات مناسبة وتكفي لأسرة كبيرة، ويمكنني التأكيد بأنهم وفّروا أكثر من 50 ألف ليرة كقيمة لهذه المواد».

تمّ استهداف 45 أسرة حتى الآن، وقدمنا لكل أسرة 20 كغ لكل صنف، وإجمالي كل أسرة 60 كغ من المواد الثلاث، حيث وصلتهم إلى منازلهم معلبةً وجاهزةً. وضمن أهداف المبادرة ليس الجانب المادي فقط، بل الأسمى تعزيز الروابط الاجتماعيّة، والتواصل الدائم مع الأسر

"خلدون محمد سليم" من أهالي مدينة "القامشلي" بيّن رأيه بالمبادرة قائلاً: «لستُ مستفيداً من المبادرة، لكنني وجدت فيها الكثير من معاني الحب والخير والمحبة، والأهم المساعدة والتعاون بين أبناء المجتمع، ومثل هذه المبادرات في الجمعيات الخيرية دليل واضح على التفكير السليم والعمل الناجح، فالجانب الاجتماعي فيها مهم للغاية، إلى جانب الفائدة المادية، حيث وصلت المواد مجهزة كما تجهز بدقة مؤونة فصل الشتاء».

سهيل بيطار

"سهيل بيطار" المشرف على جمعية "الأسرة" الخيرية بمدينة "القامشلي"، قال عن تلك المبادرة: «تم الإعلان عن مبادرة مشتركة بيننا وبين الجمعية "السوريّة للتنمية الاجتماعيّة"، تحت عنوان "المونة الشتويّة"، في هذا الفصل تكثر المستلزمات الضرورية للأسرة، أبرزها مواد يتم تجهيزها للشتاء، ولأن كافة المواد الغذائية والتموينية بحكم الظروف ارتفعت أسعارها، كان قرار دعم الأسر بشرائها لهم، ووقع اختيارنا على المواد الضرورية التي تستهلكها الأسر في مناطقنا وهي: فليفلة حمراء (المحمرة)، باذنجان أسود (المكدوس)، وبصل يابس للتخزين، بعدها حددنا المستهدفين المستحقين، ووضعنا لهم جملة من الأسس والشروط وهي أن يكون وافداً من منطقة أخرى، وأن يكون المعيل امرأة والأطفال أيتاماً، وأسر تضمّ ذوي احتياجات الخاصة، وبعد المسح الميداني استهدفنا أحياء "قناة السويس"، "قدور بك"، الزيتونية"».

ويتابع: «تمّ استهداف 45 أسرة حتى الآن، وقدمنا لكل أسرة 20 كغ لكل صنف، وإجمالي كل أسرة 60 كغ من المواد الثلاث، حيث وصلتهم إلى منازلهم معلبةً وجاهزةً.

إيصال المواد لمنازل الأهالي

وضمن أهداف المبادرة ليس الجانب المادي فقط، بل الأسمى تعزيز الروابط الاجتماعيّة، والتواصل الدائم مع الأسر».

المحمرة من أهم مواد مبادرة "مونة الشتاء" قدمت للأسر