فقرات فنية للأطفال، وحركة كبيرة ضمن سوق الأقمشة لشراء الملابس الفلكلورية، استعداداً لاستقبال "عيد النيروز" في مدينة "القامشلي"، لتكون صورة جمال الربيع كجمال الناس في الاحتفالية.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 17 آذار 2016، رصدت حركة كثيفة جداً ضمن أسواق المدينة، وتحديداً السوق الخاص ببيع الأقمشة، وتطرقت إلى الحديث عن تلك الكثافة مع ربة المنزل "ندى سليم" القادمة من بلدة "معبدة" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 80كم، فقالت عن زيارتها: «على مدار العام بأكمله نترقب وننتظر يوم 21 آذار، فهو يوم استثنائي، ورثنا هذا الاهتمام من الآباء والأجداد، لكن للمرأة خصوصية كبيرة، واهتمامها مضاعف به، فجلّ الترتيب والاستعداد يقع عليها، ولأن اللباس الكردي الفلكلوري له تاريخ وماضٍ عريق، فلدينا رغبة بالتركيز عليه، وعرضه أمام المجتمعات كلها، ونتوافد قبل مدة من يوم الاحتفال إلى السوق من أجل شراء ما يتطلبه اللباس الفلكلوري، وبما أن مدينة "القامشلي" تتعدد فيها الأسواق، وتتوافر فيها أغلب الأنواع والأصناف من الأقمشة المطلوبة، نأتي من جميع المناطق والقرى والبلدات، منذ الصباح الباكر لإنجاز المهمة من الشراء والخياطة، ومن لها منزل في المدينة، تستقر لعدة الأيام حتى تنجز ترتيباتها الخاصة بذلك، وبالنسبة للخياطين فهم منذ اليوم الأول من شهر آذار وحتى اللحظات الأولى من "عيد النيروز" لا يستقبلون أي قطعة قماش للخياطة، إلا اللباس الخاص بالاحتفال، من شدة الإقبال على الفلكلور في ذلك اليوم».

منذ شهرين تقريباً نتدرب يومياً من أجل التحضير لعمل مسرحي عن الطفولة وما عانتها خلال السنوات الماضية، وعبر خشبة المسرح نطل لنطالب ونناشد بإعادة المحبة والسلام والأمان إلى ربوعنا، فأن نقدم رسالة إنسانية ونحن بعمر الطفولة هو شيء رائع، والأجمل أننا نتقدم للجمهور بالزي الكردي الفلكلوري

وكان للشاب "إسماعيل محمّد" حديث عن جوانب اجتماعية ترافق احتفالية 21 آذار، قال عنها: «هي فرصة مهمة جداً للتعارف الاجتماعي، فالآلاف تجمعهم ساحة خضراء للفرح والفن والرقص، والكثير من الأسر تدعو أصدقاءها وزملاءها وضيوف المدينة من خارج المحافظة لحضور احتفالية "النيروز"، والدعوات تكون منذ عدة أيام، ليعلن الضيف عن استعداده أيضاً للالتزام في ذلك اليوم، فأبناء المدينة وبكل مكوناتها يتواجدون في ساحات الاحتفال وربما في ساحة لا تكون فيها حفلة، فالغاية الخروج إلى الطبيعة وتناول الطعام، وقضاء ساعات جميلة من الهدوء وراحة البال مع أسر أخرى، فيتم التعارف، وتمتزج روح الطبيعة بجمال الإنسانية».

استعداد الأطفال

الطفلة "نجبير ماهر جودي" فرحتها كبيرة جداً هذا العام، لأنها ستطل على مسرح الفن ضمن عرض مسرحي، وقالت عن ذلك: «منذ شهرين تقريباً نتدرب يومياً من أجل التحضير لعمل مسرحي عن الطفولة وما عانتها خلال السنوات الماضية، وعبر خشبة المسرح نطل لنطالب ونناشد بإعادة المحبة والسلام والأمان إلى ربوعنا، فأن نقدم رسالة إنسانية ونحن بعمر الطفولة هو شيء رائع، والأجمل أننا نتقدم للجمهور بالزي الكردي الفلكلوري».

وكان لربة المنزل "سميرة جابر" حديث عن جوانب أخرى من الاستعداد ليوم "النيروز"، فقالت: «خروجنا إلى الطبيعة يكون منذ الساعات الأولى للصباح، فالغاية تناول وجبتي الفطور والغداء هناك، وكل ما يتعلق بذلك يتم تجهيزه مسبقاً، علماً عندما يحل ليل 21 آذار فإن أغلب الدور السكنية تشعل الشموع في منازلها وفي الشوارع وعلى الأرصفة، ومن خلال ذلك نعلن أن السلام والمحبة والوئام هي الرسالة التي نعشقها جميعاً، فصورة الشموع ومضمونها هي الأهم والأجمل، أمّا اللوحة الاجتماعية فتكون أحلى عندما تتشارك أسر عديدة في الترتيب وقضاء يوم الاحتفالية معاً، وعلى الأغلب هم جيران أو أصدقاء، وفيها تكمن السعادة الحقيقية».

.. وبدأت الحركة