عادت الحياة إلى بلدة "تل حميس" بعد أن ابتعد أهلها عنها، مكرهين على ذلك لأشهر طويلة، وسطّر أبناؤها مواقف نبيلة وقيم اجتماعيّة عديدة من أجل أرضهم ومنطقتهم.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 14 آذار 2016، زارت بلدة "تل حميس"؛ التي تبتعد عن مدينة "القامشلي" 40كم، فوجدت حياة جميلة وأجواء طيبة من الحركة والبيع والشراء، إضافة إلى قصص اجتماعيّة فرضها ناسها في سبيل تحدي الصعاب والعمل معاً لرسم الوجه الجميل لبلدتهم من جديد، هذه جمل قالتها لنا الحاجة "سعاد محمّد الهايل" عن عودتها وأسرتها إلى بيتها، وأضافت: «عندما خرجنا من منزلنا وبلدتنا قبل عامين، كان ترقبنا لساعة العودة، والأمل تحقق من خلال العودة قبل أسابيع، ساند الأهالي بعضهم بعضاً في سبيل رفع آثار الخراب والدمار التي خلفها الإرهاب، فليس هناك منزل إلا ويقدم المساعدة والتعاون، كلّ في مجال خبرته، الأيادي كلها متشابكة، فحملات النظافة للمنازل والشوارع قائمة، والمساهمة في تنظيف المدارس التي عادت معنا إلى الحياة، كل فرد يبحث عن حاجة جاره وابن بلدته، من يملك وسيلة نقل يخصصها للعامة، وآخر يملك بئراً للمياه يسخرها لمن يحتاج إليها، والشباب بوجه عام يقدمون حيويتهم لإعمار البيوت المتضررة، وخلال مدة قصيرة تم افتتاح المحال وتأمين مستلزمات الأهالي بأكملها، وتم تفعيل الدوائر والمؤسسات الحكومية، لتكون الفرحة عامرة في القلوب جميعها».

عندما خرجنا من منزلنا وبلدتنا قبل عامين، كان ترقبنا لساعة العودة، والأمل تحقق من خلال العودة قبل أسابيع، ساند الأهالي بعضهم بعضاً في سبيل رفع آثار الخراب والدمار التي خلفها الإرهاب، فليس هناك منزل إلا ويقدم المساعدة والتعاون، كلّ في مجال خبرته، الأيادي كلها متشابكة، فحملات النظافة للمنازل والشوارع قائمة، والمساهمة في تنظيف المدارس التي عادت معنا إلى الحياة، كل فرد يبحث عن حاجة جاره وابن بلدته، من يملك وسيلة نقل يخصصها للعامة، وآخر يملك بئراً للمياه يسخرها لمن يحتاج إليها، والشباب بوجه عام يقدمون حيويتهم لإعمار البيوت المتضررة، وخلال مدة قصيرة تم افتتاح المحال وتأمين مستلزمات الأهالي بأكملها، وتم تفعيل الدوائر والمؤسسات الحكومية، لتكون الفرحة عامرة في القلوب جميعها

المدرّس "أحمد الخضر" من ريف بلدة "تل حميس"، تحدّث عن حال الريف الذي عادت إليه نعمة الاستقرار أيضاً، يقول : «كان حرصنا بدرجة كبيرة على الدور التعليمية، والكثيرون من الشباب الجامعيين تطوّعوا للتدريس من دون مقابل، خلال وجود الغريب، وتحت ضغط الترهيب وبالخفاء، واستمرت العملية التعليمية على مدار السنوات كلها من دون انقطاع، وبعد عودة الأهالي إلى القرية بعودة الأمان، هناك بعض الأسر الثرية التي تملك مولدات كهربائية قدمت وتقدم الطاقة الكهربائية للأسر التي تريد ولا تملك ذلك، حتّى إن بعضهم يحمل كميات من المياه على ظهره لإيصالها إلى منزل بحاجة إلى الماء، أو إيصالها إلى مدرسة القرية، إضافة إلى ذلك الجميع يتعاونون في تأمين مستلزمات الحياة اليومية من خبز وخضار وأدوية وحاجات المنازل بوجه عام. كثيرة هي المرات التي أنجزت سيدة خبز التنور في منزلها وقدمته إلى من يحتاج إليه، لتكون هذه العناوين المتمثلة بالحب والمحبة والتعاون والسلام رسالتنا وغايتنا».

الاهالي يتعاونون على اصلاح المنشآت

أمّا "محمّد عبد الخوير" المشرف الإداري في المجمع التربوي في البلدة، فقد أضاف بعض الأمور الأخرى المتعقلة ببلدة "تل حميس"، وذلك من خلال كلامه التالي: «لا بدّ من الإشارة إلى أن البلدة أنشئت عام 1962 وتتبع إليها إدارياً أكثر من 130 قرية، وفيها كل الدوائر والمؤسسات، وقد دخل إليها الغرباء بتاريخ 21 شباط 2013، وتم إخراجهم منها بتاريخ 28 كانون الأول 2015، ومع عودة الأهالي كان ضرورياً التكاتف من أجل نزع الأوجاع، كل شخص بدوره ومجاله، فرصدنا حالات راقية ونبيلة وفعّالة لأبناء البلدة تجاه بلدتهم وأهلها، حتّى كوادر الدوائر والمؤسسات بادروا بمبادرات كثيرة وباجتهادات ذاتية في سبيل تفعيل تلك المؤسسات، ووجدنا في المدارس التلميذ يساند رأس الهرم في المدرسة لإنجاز أو إصلاح خلل ما، كل ذلك حبّاً بعودتهم إلى المدرسة التي اشتاقوا إليها، والآن نجد جميع الأهالي في منازلهم، وقدموا برسالتهم الاجتماعية في التعاون والإخاء راحة كبيرة لكل من سمع عن البلدة وأهلها، وفي الأيام الأولى من العودة إلى البلدة كان الموظفون يجلسون على الأرض لتسيير أمور الأهالي، ورسم حالة من الثقة والاطمئنان، إلى أن تحسنت أحوال الجميع».

عودة الهدوء الى البلدة