تعليم وتربية الأطفال بطريقة حديثة، وجدت نفسها في مدينة "القامشلي"، بعد قصة وفاء نادرة صاغتها العزيمة والإصرار في تحقيق تجربة مثالية من خلال روضة لتعليم الأطفال.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 6 شباط 2016، زارت روضة "ماما عبير" التعليمية في مدينة "القامشلي"؛ التي انتقلت بالتجربة التعليمية من العاصمة "دمشق"، وتحدثت مع الآنسة "جواهر علي" خريجة كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة العربية في جامعة "دمشق"، لتبين أساس الفكرة من بداياتها، فقالت: «منذ الصغر كان طموحي بناء كل ما هو جميل ومفيد للطفولة، الفكرة والطموح بقيتا في الذهن والذاكرة، وخلال السنوات الطويلة التي عشتها في "دمشق"، تعرفت إلى الراحلة "عبير خليل فلاح" خلال الدراسة الجامعيّة، لكونها كانت تدرس رياض الأطفال، ورغبنا باستثمار دراستها لأن ذلك سيحقق نتائج قيّمة، وتعاهدنا معاً على أن يكون العمل من أجل ذلك بعد التخرج مباشرة، لكنّ "عبير" وهي تترقب نتيجة التخرج فارقت الحياة، استمر عملي لتحقيق طموحنا المشترك، فتعاون معي والدها من أجل الهدف المنشود، ليكون افتتاح روضتين في "دمشق" باسم "عبير"، تستهدف الأطفال بكل ما هو نافع ومفيد، والأجمل أن الأطفال كانوا من أغلب المحافظات، ولم يكن الهدف المال بقدر ما هو تحقيق الأحلام، وإرضاء ذواتنا برسالة سامية نبيلة، وتحقيق حلم "عبير" التي نعمل على أفكارها وطموحها».

الأفكار والتجربة كانت جديدة على المنطقة، وبعد جهد ومثابرة، حققنا خطوات مهمّة، بما أن الجانب المجتمعي هو أولوية بالنسبة لنا، كوّنا معهم حلقات من العمل الجماعي، وحضروا الأنشطة الفنية والترفيهيّة، حتّى الدروس العملية التي تبني وتربي الطفل، ونستطيع القول إن نجاح التجربة في العاصمة، تحقق في منطقة "القامشلي" من الناحية التعليمية للأطفال

الرسالة التعليمية التربوية التي نقلت من "دمشق" إلى "القامشلي" تتحدث عنها "جواهر" بالقول: «منذ عامين، ونحن نعيش تلك الأجواء في مدينتنا، لتكون تجربة تعليمية نادرة، فتربية الطفل تكون بوسيلة تعليمية سواء كانت ورقية أم ملموسة مهما كانت نوع المادة "الرياضيات، اللغة الأجنبية، العلوم"، وغيرها. والتعليم يكون في ساحات جميلة ضمن المبنى التعليمي، تلك الساحات تكون حافلة بأدوات الترفية والزينة والخضار، وتقدم الدروس كلها بالطريقة العملية، فمثلاً ضمن دروس اللغة العربية يكون الدرس عن الخباز، فنجلب القمح والماء و"التنور"، وتبدأ كل امرأة بأخذ دور ما، حتى الوصول إلى رغيف الخبز، الذي يقدم للأطفال الذين يشكلون حلقة دائرية حول ورشة العمل، يطبق ذلك على جميع الدروس، كالفلاح، والحلاق، والمعلّم، وعامل النظافة، ونبيّن لهم قبل أي شيء قيمة العمل وقدسيته، والأطفال يؤدون أدوار تلك المهن بحب وعشق واحترام، هذه الطريقة نالت إعجاب وتقدير الموجهين التربويين في "دمشق"، خاصة أننا نحرص على تقسيم أماكن العمل في دارنا التربوية إلى أركان منظمة، للموسيقا ركن، وللرياضة ركن آخر، ولمادة العلوم ركن مستقل، حتّى المطبخ له ركنه الخاص به».

مدونة وطن ورسالتها النبيلة في قلب الروضة

وتختتم "جواهر" حديثها بالقول: «الأفكار والتجربة كانت جديدة على المنطقة، وبعد جهد ومثابرة، حققنا خطوات مهمّة، بما أن الجانب المجتمعي هو أولوية بالنسبة لنا، كوّنا معهم حلقات من العمل الجماعي، وحضروا الأنشطة الفنية والترفيهيّة، حتّى الدروس العملية التي تبني وتربي الطفل، ونستطيع القول إن نجاح التجربة في العاصمة، تحقق في منطقة "القامشلي" من الناحية التعليمية للأطفال».

الدكتور "سامر إبراهيم" تحدّث عن جوانب عديدة نهلها طفله من رسالة "دمشق" في "القامشلي" من خلال "روضة ماما عبير"، فأكد: «يبنون الإنسان حق التربية، والأهم من كل ذلك، أذهلنا توجههم لتحقيق حلم جميل لإنسانة فارقت الحياة "عبير"، هذه بحد ذاتها رسالة نبيلة، لقد قدم الكادر التعليمي العبرة والحرف لأطفالنا، عاشوا مع لحظات تعليميّة ترفيهيّة رائعة، وحتّى اللحظة يسيرون على طريق الإبداع والمحبة، ويتحدثون عن شريك جميل لهم في "دمشق"، يؤكدون أن أطفالاً مثلهم في العاصمة، يبحثون عن لقائهم قريباً».

جواهر تحقق حلم ابنة دمشق في القامشلي