ليست من الألعاب السهلة فهي تحتاج إلى تركيز ورشاقة معاً، يستطيع أن يلعب بها عدد غير محدد من الأطفال، كانت ترسم على الأرض الترابية بالماء واليوم أصبحت بالحجارة الكلسية.

مدونة وطن "eSyria" تابعت تفاصيل لعبة "الحوقة" والتقت بتاريخ 1 نيسان 2015، عدداً من الأطفال الذين يمارسون هذه اللعبة كل يوم، وكانت البداية مع الطفل "زين محمد الحايك" الذي تحدث عن قواعد اللعبة فقال: «تتألف اللعبة من ثمانية مربعات متساوية، بنظام ثلاثة اثنان واحد اثنان، وهذا الشكل يشبه الطائرة الشراعية، ويتم اللعب وفقاً لقاعدة رمي الحجرة عن بعد لتستقر في المربع الأول، فإذا تحقق هذا للاعب يبدأ اللعبة، فيقوم بالقفز عن المربع الأول ليستقر في الثاني ثم الثالث وهكذا حتى المربع الثامن، ثم يعود قفزاً ولكن بشكلٍ عكسي، وعند وصوله إلى المربع الثاني يحاول التقاط الحجرة والقفز من فوق المربع الأول، ثم يعيد الكرة ولكن هذه المرة يرمي الحجرة في المربع الثاني، فيقفز إلى الأول ثم يقفز عن الثاني إلى الثالث ويتابع اللعبة، ويعود أدراجه بعد أن يصل إلى الثامن ليلتقط الحجرة ويقفز عن الثاني إلى الأول ثم إلى الخارج، ويستمر في اللعب حتى يصل بحجرته إلى المربع الثامن وبهذا يكون قد فاز، ويجب عليه ألا ينسى تسلسل المربعات، فأي تجاوز عن رقم ما يؤدي إلى خسارته».

لا يمكن اعتبار لعبة "الحوقة" من الألعاب القديمة، لأنها لم تكن موجودة في فترات سابقة أو بعيدة، لكنها أخذت تنتشر بين أوساط الأطفال منذ مدة قريبة، كما أخذت تتطور تدريجياً مع تطور المجتمعات، فيمكن اعتبارها من الألعاب الجديدة التي نشأت من وحي الحالة، وهي كباقي الألعاب تمثل حافزاً معيناً أو ربما تفيد في تأثيرات غير مباشرة قد تظهر لاحقاً

وعن اللعبة يقول الطفل "بشير اسماعيل": «يكون القفز في المربعات الفردية على قدمٍ واحدة، وعند الوصول إلى المربعات الزوجية يقفز اللاعب بكلتا القدمين واضعاً كل واحدةٍ في مربع، ثم يقفز على قدم واحدة في المربع الفردي ثم بكلتا القدمين في المربعين الأخيرين، ثم يقفز مستديراً 180 درجة ليحول وجهته باتجاه الرجوع، وهكذا تستمر اللعبة، حتى يتعب الجميع وينصرفون إلى منازلهم أو إلى لعبة أخرى لا تتطلب مجهوداً كبيراً».

القفز بين المربعات

أما "محمد الحايك" (أكبر سناً) فتحدث عن نظامٍ آخر لـ"الحوقة" مبيناً: «أن لـ"الحوقة" شكلاً آخر كان يُلعب سابقاً، وهي ثلاثة مربعات متصلة بدائرة كبيرة، وطريقة اللعب فيها تشبه التي يلعبها الأطفال حالياً لكنها أسهل بكثير، حيث كانت ترسم بالماء حصراً لأن الأرض سابقاً لم تكن "مزفتة"، وكنا نضطر لإعادة رسمها أكثر من مرة في اليوم الوحد لأنها كانت تجف بفعل الحرارة، أما اليوم فالأطفال يرسمونها بالحجارة الكلسية كما يرسمها بعضهم بالماء، لكن الصعوبة التي تواجههم هو أن الماء يأخذ عدداً من الخطوط أثناء سكبه لذا تكون الخطوط عريضة، وفي ذلك الوقت كانت الفتيات الصغيرات يشاركننا اللعب نظراً لقلة العدد، أو بسبب الألفة التي نشأت بين تلك الأجيال، أما اليوم فالصبية يلعبونها وحدهم، بينما اتجهت الفتيات الصغيرات لألعاب أخرى».

من جانبه الباحث في مجال التراث الأدبي والاجتماعي "أحمد الحسين" يقول: «لا يمكن اعتبار لعبة "الحوقة" من الألعاب القديمة، لأنها لم تكن موجودة في فترات سابقة أو بعيدة، لكنها أخذت تنتشر بين أوساط الأطفال منذ مدة قريبة، كما أخذت تتطور تدريجياً مع تطور المجتمعات، فيمكن اعتبارها من الألعاب الجديدة التي نشأت من وحي الحالة، وهي كباقي الألعاب تمثل حافزاً معيناً أو ربما تفيد في تأثيرات غير مباشرة قد تظهر لاحقاً».

نقل الحجرة
الباحث أحمد الحسين