حوّل أغلب التجّار الأرصفة العامة الخاصة بالمرور إلى مكان لعرض موادهم وبضائعهم ومولداتهم الكهربائيّة، ليكون التنافس على احتكار الأرصفة، وتضييق الخناق على حركة المارة.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 8 آذار 2015، ومن خلال جولتها في السوق المركزي بمدينة "القامشلي" حيث الكثافة السكانية، وعدد من الشوارع والأحياء المحيطة بالسوق، تبيّن أن الأرصفة حوّلها أصحاب المحال إلى جزء من محالهم، مع أنها وجدت للمارة، وقد تحدّث عن هذه الظاهرة "سالم علي العلي" حيث يضطر والعشرات من الأشخاص في بعض المناطق للنزول إلى الشوارع الرئيسة من أجل المسير، وأضاف: «يومياً أحضر إلى السوق المركزي وأتجول في أكثر من نقطة، وأزور كل أزقة وشوارع السوق؛ فجميع أرصفتها تم إشغالها بعرض للبضائع، ونجد الكثير والعديد من المناظر المؤسفة والمواقف المزعجة، التي تصيب المواطن بالحرج وأحياناً السقوط والتزاحم من شدة احتكار تلك الأرصفة، أمّا المواقف الأشد تأثراً فهي التي تصيب المرأة من هذا التزاحم وتبني أصحاب المحال للأرصفة العامة، عدا وجود الضرير والعجوز والمريض، فنحن نحتاج إلى هذا الرصيف الذي خصص لنا ومن أجلنا، ولكن وبصراحة مطلقة نادراً ما نحصل عليه، وإن وجد فسيكون في منطقة بعيدة عن الحركة والزوّار».

جميع المحال التي تجاورني تعرض البضاعة التي في محالهم على الرصيف، وبذلك سدوا جميع المنافذ على محلي، بل إن المحل لم يكن يظهر للعيان والمارة، فكان الاضطرار إلى حجز المساحة التي تقابل الدكان من الرصيف لعرض بضاعتي، نحن على يقين بأنها ليست بحالة حضارية بل هي غير صحية، لأنها تحرم المارة من الرصيف، ولذلك يجب أن يطبق القانون على الجميع وتتساوى العدالة سواء بالعرض أو غيره

ولإحدى زائرات مدينة "القامشلي" الفتاة "أمينة محمّد عبّاس" حديث عن هذه الحالة غير الصحية من تحوّل أرصفة المارة إلى عرض للمواد الغذائيّة والتموينيّة والألعاب والهدايا، وتشير الزائرة إلى أن الظاهرة الأكثر إزعاجاً لنا كمارة هي: «أن بعض الباعة حولوا الرصيف إلى عملية شراء وبيع بضاعتهم دون أي احترام أو تقدير لمن خصص من أجله الرصيف، وبعض الباعة يتضايقون عند مرورنا وهم يقومون بعملية استلام وتسليم المواد والبضائع، وقد رصدت في بعض الأماكن والأحياء أرصفة كاملة خصصت للبضائع؛ يعني عشرات الأمتار وهبها التجار لمصلحة ممتلكاتهم الخاصة، وعلى المعنيين تطبيق القانون والنظام الواجب تطبيقه بحق المخالفين، خاصة أنّ المبالغة بدأت تزداد من قبل التجار بالبحث عن كسب كل الرصيف حتّى ولو كانت المساحة والمسافة تبعد عن محله، أمّا بالنسبة للمولدات الكهربائية التي تتوزع على الأرصفة وحتّى على جنبات الشوارع دون أي رادع أو اعتبار، إضافة إلى الضرر العام وحجز الطريق، فهناك ضرر صحي».

حجز الرصيف بعرض البضائع

وهناك من يملك محلاً تجارياً في السوق وهو "موسى العبد" ويبرر لنفسه عرض مواده وبضاعته على الرصيف، يقول: «جميع المحال التي تجاورني تعرض البضاعة التي في محالهم على الرصيف، وبذلك سدوا جميع المنافذ على محلي، بل إن المحل لم يكن يظهر للعيان والمارة، فكان الاضطرار إلى حجز المساحة التي تقابل الدكان من الرصيف لعرض بضاعتي، نحن على يقين بأنها ليست بحالة حضارية بل هي غير صحية، لأنها تحرم المارة من الرصيف، ولذلك يجب أن يطبق القانون على الجميع وتتساوى العدالة سواء بالعرض أو غيره».

المهندس "عبد المسيح ملكو" رئيس مجلس مدينة "القامشلي" وضّح هذه الظاهرة قائلاً: «إشغال الأرصفة ليست بظاهرة جديدة، بل قديمة، ولكن في هذه الفترة باتت السيطرة على الأرصفة أكثر، والسبب وجود أعداد كبيرة من الوافدين إلى مدينتنا بسبب استقرارها وأمانها، والكثيرون من ضيوفنا باتوا يمتهنون بيع بضائعهم من خلال "البسطات" وعرضها على الأرصفة، وننظر إلى الحالة على أنها إنسانية، فهو مصدر رزق لهم ولأسرتهم، وزيادة الكثافة السكانية ووجود سوق مركزي وحيد وسط المدينة خلق هذه الأزمة والتذمر من المارة، أمّا بالنسبة للمولدات الكهربائيّة فالكهرباء تغيب وتنقطع لساعات طويلة، ويضطر المواطن أن يجلب لنفسه مولدة يضعها في المكان غير المناسب ولكنه مكره على ذلك لعدم وجود المكان البديل، علماً أن من يقدم شكوى رسمية يقدم فيها انزعاجه وتضرره من "بسطة" ما تكلف لجنة لإزالتها فوراً».

المهندس عبد المسيح ملكو