منذ مدة قريبة لا تتعدى سنواتها أصابع اليد الواحدة، كانت "البالة" محصورة بمحدودي الدخل، إلا أن المعادلة انقلبت اليوم، فأصبحت تشمل جميع الطبقات الاجتماعية بهدف شراء القطع الأكثر جودة، ضاربين الأعراف والتقاليد عرض الحائط.

مدونة وطن "eSyria" زارت أحد مواقع "البالات" التي انتشرت مؤخراً في الأسواق، والتقت السيدة "منى بكرو" بتاريخ 5 تشرين الثاني 2014، فقالت: «إن ارتفاع أسعار الألبسة الجاهزة في المحال التجارية؛ دفع أغلب الناس إلى التوجه لـ"البالات" لعلهم يجدون ما يدرؤون به عن أنفسهم برد الشتاء، حيث وصل سعر "البلوزة" الواحدة في المحال التجارية إلى 2500 ليرة سورية، في حين يصل سعر "البلوزة" التي تحمل ماركة تجارية عالمية إلى 5 آلاف ليرة سورية، وهذه الماركات يمكن شراؤها من "البالة" بنحو 300 ليرة سورية في أحسن الأحوال».

أن البالات حلت أكبر مشكلة خاصة باللباس بشقيه الصيفي والشتوي، وذلك من خلال ما توفره من بضائع ترضي جميع الأذواق، علاوةً على أسعارها الرخيصة وجودتها العالية، لافتاً إلى أن هذه "البالات" قد أمنت فرص عمل جديدة لكثيرين من الشباب، حيث يعمل معه في بيع الملابس المستعملة 6 أشخاص، كل واحد منهم يعيل أسرةً كاملة

وأضافت: «لدي أربعة أطفال تكلف كسوتهم الشتوية من المحال التجارية أكثر من 20 ألف ليرة سورية، بينما قمت بشراء كل مستلزماتهم من "البالة" بنحو 5 آلاف ليرة سورية، وهذا الرخص المقرون بجودة البضاعة هو المطلب الأول للزبائن، مشيرةً إلى أنها لم ترتدِ أو تشترِ مثل هذه الماركات في السابق، نظراً لغلاء أسعارها أما اليوم فكل ما تشتريه هو من هذا النوع».

إقبال الناس على الشراء

من جهته بين "عبد الرحمن شكري الملا": «أن راتبه الوظيفي لا يكفي لشراء حاجة ولدين من أبنائه الشباب بالحد الأدنى، فكيف الحال وهو أبٌ لـ12 فرداً، إضافةً إليه وزوجته، مشيراً إلى أنه تمكن من شراء كل حاجيات أولاده من "البالة" بقرابة 7 آلاف ليرة سورية، واليوم تمكن من شراء معطف له بقيمة 700 ليرة سورية، ويصل سعر هذا المعطف في المحال التجارية إلى 12 ألف ليرة سورية، لذا هو يتردد إلى هذه البالات يومياً».

بدروه قال المهندس "ياسين رمضان": «سمعت أن هذه "البالة" قد افتتحت مؤخراً فأسرعت إليها لعلي أجد ما أشتريه، وها أنا أبحث عن معطف شتوي أو "جاكيت" رسمي لعلّي أقضي به فصل الشتاء، لافتاً إلى أنه كان يشتري من قبل كل ألبسته من المحال التجارية الفخمة، أما اليوم فلا سبيل حتى إلى الدخول إليها، خصوصاً إذا ما قورن الراتب الشهري بسعر قطعةٍ واحدة من اللباس الشتوي».

تزاحم بين الزبائن

أما صاحب "البالة" "صدام العنيزي"، فيرى: «أن البالات حلت أكبر مشكلة خاصة باللباس بشقيه الصيفي والشتوي، وذلك من خلال ما توفره من بضائع ترضي جميع الأذواق، علاوةً على أسعارها الرخيصة وجودتها العالية، لافتاً إلى أن هذه "البالات" قد أمنت فرص عمل جديدة لكثيرين من الشباب، حيث يعمل معه في بيع الملابس المستعملة 6 أشخاص، كل واحد منهم يعيل أسرةً كاملة».

وأضاف: «نقوم بشراء كميات من "البالة" معبأة بأكياس ويقدر ثمنها التاجر الأصلي، ثم يتم فتح هذه البضائع أمام الناس يومياً، ويبدأ الزبائن البحث عما يناسبهم وقد يشتري الشخص أكثر من قطعة في كل مرة، وذلك بسبب رخص الأسعار مقارنةً بالألبسة الجديدة، وبعد أن يتم بيع أغلب البضاعة تبقى بعض القطع؛ التي تباع بأسعار زهيدة للغاية، قد يستفيد منها أصحاب المهن ممن تتعرض ملابسهم للاتساخ، إلا أن ممارسة هذه المهنة لا تخلو من المتاعب والرقابة المفروضة على مثل هذه البضائع، فكل المبالغ التي تصرف حتى تصل البضاعة إلي البائعين تتم إضافتها إلى سعر القطعة، وعليه يكون الخاسر الأول هو الزبون».

صدام العنيزي