لكل منطقة من مناطق سورية تراث حضاري واجتماعي معين خاص بها، وللأكراد السوريون ذخيرة فلكلورية ثرية من عادات وتقاليد وأساليب تفكير تشكل علامة متميزة على أصالة هذه المجموعة، وساعد هذا التراث الفلكلوري الكبير والمتنوع على تكوين هذه المجموعة وعلى المنطقة التي تعيش ضمنها وحافظت على تقاليده ونقلها جيلا بعد آخر.

وللاطلاع على هذه العادات التقى موقع eHasakeh بمجموعة من شرائح المجتمع وكانت محدثتنا الأولى الحاجة "شمسة علي" التي قالت: «إن الزواج "الكردي" له عاداته وتقاليده التي تمسك بها المجتمع والتي لم تتأثر بالتمدن والتطور الحضاري وخاصة في المناطق الريفية، ففي القرى وعندما لا يعرب الأبن عن رغبته في الزواج بسبب خجله وقد تجاوز العمر المعقول فإن والده ووالدته أو أحد إخوانه يفاتحونه بموضوع الزواج، أما إذا كان يرغب بفتاة معينة فإن مجموعة من أقاربه يطلق عليهم (داخوازيكه ران) أي طالبي الزواج مثل والدته أو أخواته أو قريباته يفاتحون أهل الفتاة و والدتها أولاً بموضوع رغبتهم في التقارب، وقد جرت العادة على أن الجواب لا يعطى من قبل الوالدة إنما يجب أخذ موافقة والد الفتاة والفتاة والأخوة وأبن العم الذي له الأحقية بالفتاة ويسمى "ناموزا بشتة" أي "أبن عمي ظهري" وكذلك العم، وبعد أخذ الموافقة من جميع الأطراف تذهب إحدى قريبات الفتى لأخذ الجواب بعد المدة المقررة أو تذهب إحدى قريبات الفتاة إلى أهل الفتى لتخبرهم بالنتيجة، ثم يتفق والد الفتى وإخوانه وبعض من وجهاء القرية على إتخاذ رئيس لهم قد يكون إمام الجامع للذهاب إلى بيت الفتاة ومفاتحة والدها رسميا لعقد قرانها، أما المهر فيتم الاتفاق عليه وأغلبه يقدر بعدد المثاقيل من الذهب التي قد تصل إلى مئة مثقال ومال يقدم إلى والد الفتاة من اجل شراء الملابس والأثاث وأدوات المطبخ».

لقد تزوجت منذ سبعة أعوام وفق عادات وتقاليد موروثة، فالمعروف أن المهر في مجتمعنا ذو قيمة أكبر ويقدر بعدد مثاقيل الذهب، فعند مفاتحة والدي برغبتي في الزواج من الفتاة التي إخترتها وموافقة أسرتي توجهت والدتي لمفاتحة والدتها، وبعد أخذ الموافقة ذهب والدي مع مجموعة من الرجال من أقربائي إلى أهل الفتاة لطلبها رسمياً وتم الاتفاق على المهر برضا الطرفين فالعريس مكلف بتقديم المهر وتجهيز العروس بالملابس والأثاث والقيام بجميع الاحتفالات ليلة الحنة وحفلة الزفاف

أما عن ليلة الحنة حدثتنا السيدة "فضيلة أحمد" قائلا: «إلى أنها أهم ليلة بالنسبة للعروس وآخر ليلة تقضيها في دار أبيها حيث جرت العادة أن يقوم العريس او إحدى قريباته بإرسال عدد من أكياس الحنة مع مبلغ من المال إلى العروس من أجل إقامة الاحتفال، ويتم عجن الحنة من قبل والدة الفتاة أو المرأة التي ترافقها إلى بيت العريس "باخه سور" وتوضع الحنة في كف العروس وقدميها كما يتم توزيع الحنة على بيوت القرية ليبدأ الغناء والرقص من قبل الفتيات والنساء، وبعد الانتهاء تقوم النساء والفتيات بوضع الحنة على أكفهن وأقدامهن ليشاركن فرح العروس وتستمر هذه الحفلة إلى وقت متأخر من الليل، وفي اليوم التالي تؤخذ الفتاة إلى الحمام حيث تقوم أقرب صديقة للعروس بمساعدتها في الاستحمام، أما بقية صديقاتها فيقمن بتجهيز وجبة الطعام وبعد تناول العروس الطعام تقوم صديقاتها بتجهيزها ومساعدتها في ارتداء ملابس الزفاف، و كانت العروس تنقل سابقاً إلى بيت العريس بالفرس أما اليوم فيتم نقلها بسيارة يقودها العريس للذهاب إلى البيت الجديد».

السيد عبد الرحمن محمد

وعن المراسيم حدثنا السيد "عبد الرحمن محمد" قائلاً: «كانت العادة أن تبدأ مراسيم الزواج بعد أخذ الموافقة من أهل الفتاة وبعد عقد قرانها تؤخذ الفتاة مع والدة الفتى وأخواته وكذلك والدة الفتاة إلى السوق من أجل شراء الذهب، وعادة تكون الحلي التي يتم شرائها "الحزام والكردانة والدرع والحجل وغيرها" من أجل ارتدائها على الملابس، إضافة إلى شراء الملابس والأثاث وأدوات المطبخ، أما عن ليلة الحنة فهي ضرورية حيث تقام في بيت الفتاة وللنساء فقط تعد صينية تعجن فيها الحنة وفي بعض المناطق قبل ترك الفتاة بيت والدها يقوم أحد من إخوانها وهو أكبرهم بربط حزام لها دلالة على أن للفتاة إخوانا فاذا ما تعرضت إلى إهانة أو ضرب فإن لها من يساندها.

أما العريس فيأتي مع مجموعة من الرجال والنساء ليصطحب العروس إلى بيتها الجديد وعند خروج العروس من بيت والدها ترتفع الزغاريد وهناك من يصطحب العروس إلى قاعة الاحتفال تماشيا مع التطور وهناك من يصحبها إلى البيت حيث يتم الاحتفال، وتقوم النساء من قريبات العريس بإنزالها من السيارة فيقوم والد ووالدة العريس بتقديم الهدايا لها التي تسمى "شة رمة شكاندن" ثم يبدأ الشباب والشابات بالرقص على أنغام الطبل والمزمار "ده هول و زورنا" ويمسك العريس بيد العروس ليبدأ الرقص مع المدعوين، في السابق كانت الاحتفالات تستمر لمدة ثلاثة أيام وأحياناً سبعة أيام تقدم وجبات الطعام وفي اليوم السابع تقدم الهدايا من قبل المدعوين ويسمى "هه فتانة" أي الأسبوعية، إذ ترتدي العروس الملابس المزينة بالحلي الذهبية».

طقوس الختان من العادات المتواجدة

الشاب "رودين موسى" حدثنا عن الزواج قائلاً: «لقد تزوجت منذ سبعة أعوام وفق عادات وتقاليد موروثة، فالمعروف أن المهر في مجتمعنا ذو قيمة أكبر ويقدر بعدد مثاقيل الذهب، فعند مفاتحة والدي برغبتي في الزواج من الفتاة التي إخترتها وموافقة أسرتي توجهت والدتي لمفاتحة والدتها، وبعد أخذ الموافقة ذهب والدي مع مجموعة من الرجال من أقربائي إلى أهل الفتاة لطلبها رسمياً وتم الاتفاق على المهر برضا الطرفين فالعريس مكلف بتقديم المهر وتجهيز العروس بالملابس والأثاث والقيام بجميع الاحتفالات ليلة الحنة وحفلة الزفاف».

الكاتب والباحث الاجتماعي "نوزاد عمر" سلط الضوء على هذه التقاليد في عدة كتب قائلاً: «في الولادة مثلا تبدأ الاستعدادات لمجيء الطفل بتهيئة الملابس وتدفن الصرة بصورة سرية، وحينما يولد الطفل يحرس مدة اسبوع ويوضع تحت وسادته سكيناً وإبرة كبيرة أو قشرة بصل لتطرد عنه الجن، وفي نهاية اليوم السابع يدعى الأقرباء والأصدقاء إلى احتفال يستمر الليلة بكاملها ويدعى "الملا" ليسمي الطفل مع قراءة بعض سور القرآن الكريم في آذن المولود كما فضلة العادة أن يكون اسم "محمد" جزءاً من الاسم المزدوج ويهيئ الجيران والأصدقاء الطعام لعائلة الطفل كي تستطيع الأم الانصراف إلى طفلها الوليد وتحدث هذه الاحتفالات فقط للمولود الذكر».

الكاتي والباحث نوزاد عمر

أما في عادات "الختان" يقول "عمر": «في ختان الذكور تحتفل العائلة والأقرباء بالمناسبة أما الفتيات قد يكون من المحبذ إعلان بلوغهن بوشمهن وتتولى ذلك امرأة متخصصة، ويمثل الوشم سابقا علامة صغيرة على اليد أو العنق أو الوجه أما الآن فلقد انقرضت هذه العادة الى حد كبير.

الاحتفالات تشتمل على استقبال رمضان والأعياد الدينية والمواليد وعيد "نوروز" حيث يستقبل شهر رمضان بإقامة دعوات الافطار عامة في الجوامع ويقيمها كل بيت بالتناوب واستماع تلاوة القران الكريم والأحاديث الدينية، أما في الأعياد فيتم في العيدين عيد الفطر وعيد الاضحى شراء الملابس الجديدة ولاسيما الاطفال.