ساهم بنشر الخير والكرم والمحبة بين الناس، وحلّ الكثير من المشاكل والخلافات بين الأهالي، والعشائر، وحفظ سجلات التاريخ والمقاومة البطولية للمحتل الفرنسي.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 31 تشرين الأول 2019 زارت قرية "تل موزان" الأثرية بريف بلدة "عامودا"، والتي تبعد عن مدينة "القامشلي" 20 كم، للحديث عن مسيرة الراحل "مجيد حمو مجدل بك"، وقال عن جوانب كثيرة منها حفيده المهندس "رياض بك": «جدي أسس قرية "تل موزان" أقدم قرية في المنطقة، وكان زعيم عشيرة "ملان الكردية"، حيث قام وعشيرته بمقاومة مقاومة المحتل الفرنسي بضراوة، خلال احتلاله البلد، ورفض كل الإغراءات، وتحدى كل المضايقات، واستمر في نهج الوطنية والدفاع عن بلده. وكانت عشيرته - بشهادة أبناء العشائر الباقية- نموذجاً للخير والمحبة، وحتى بعد وفاته سارت على ذات القيم التي وضعها. أنشأ مضافة كبيرة في القرية التي تعد أقدم مضافة، وهي موجودة حتى يومنا هذا، كونها وصيته وإرث مهم منه، لتبقى نموذجاً للسلام والكرم.

كل إنسان يتباهى بشخص يحمل خصاله ومواصفاته، خاصة من ناحية مقاومته الكبيرة ضد المحتل، وما يحكى عنه من كرم وشهامة ووطنية، هي قيم عظيمة، وتستحق الإشارة والإشادة، والأهم أن أهله وأبناءه يسيرون على خطاه، وحفاظهم على مضافته التاريخية رسالة جميلة وعظيمة

حياته كلها كانت متجهة لأعمال الخير ونشرها، بدءاً من أسرته، ومروراً بأبناء عشيرته وقريته، حتى بين القبائل والعشائر الأخرى، فقد ساهم بنشر رسائل المحبة والسلام بين مختلف أطياف وألوان الجزيرة السورية، وهذا ما يتناوله الناس منذ ذلك الوقت، ونسمعه اليوم في مجالسنا ومجالس غيرنا».

المهندس رياض بك

يتابع المهندس "رياض" عن جوانب أخرى في حياة جده: «كان يتحمل الأعباء المادية والجسدية والنفسية، في سبيل حل خصام أو خلاف بين الأسر، وبين العشائر، ويقطع المسافات الطويلة، وربما أكثر من مرة في سبيل إنجاز مهمة الصلح والسلام، حيث كان ينسق ويتعاون مع شيوخ العشائر الأخرى إذا دعت الحاجة، لنشر السلام بين المتخاصمين، وأكثر من ذلك، فالمضافة التي أنشأها، كانت مسرحاً لتلك الرسالة التي تبنّاها، وكانت بشكل يومي عامرة بالضيوف والزوار، سواء من مناطق بعيدة، حيث ينامون ويأكلون فيها، أو من أبناء عشيرته والقرى المجاورة، يتداولون أمور القرية.

بالإضافة إلى ما ذكرناه، فإن الراحل كان يتّجه إلى العاصمة "دمشق" من أجل الأهالي، وما يطلبونه من خدمات، وحقق خلال زياراته نتائج إيجابية مهمة للمنطقة، وسعادتنا أن اسمه يتداول بين الأهالي بكل حب واحترام، وأنّ سجله حافل بالعناوين الطيبة».

الباحث جوزيف انطي

الباحث في التاريخ "جوزيف آنطي" بيّن رأيه في شخصية الراحل "مجدل بك" فقال: «لقب بالخيمة الكبيرة، من شدة كرمه، سار على نهج والده وجده ومن سبقوه، الذين تحلّوا بذات المواصفات، وله قصص كثيرة وجميلة، في حل المشاكل العشائرية، مضافته التاريخية التي يعود وجودها لأكثر من 150 عاماً، لم تجمع الزعماء والشيوخ فقط؛ بل اجتمع فيها كل طبقات المجتمع، ومقاومته للمحتل الفرنسي، مدونة في السجلات ودفاتر التاريخ، لذلك تعرضت قريته للقصف من قبل "فرنسا" أكثر من ثلاث مرات، ما تسبب في وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة، لكن القرية بزعيمها وأهلها، رفضوا الانصياع للمحتل».

"عز الدين محمد سليمان" من أهالي ريف "القامشلي" قال عمّا سمعه عن الراحل "مجدل بك": «كل إنسان يتباهى بشخص يحمل خصاله ومواصفاته، خاصة من ناحية مقاومته الكبيرة ضد المحتل، وما يحكى عنه من كرم وشهامة ووطنية، هي قيم عظيمة، وتستحق الإشارة والإشادة، والأهم أن أهله وأبناءه يسيرون على خطاه، وحفاظهم على مضافته التاريخية رسالة جميلة وعظيمة».

يذكر أن الراحل "مجيد حمو مجدل بك" من مواليد قرية "تل الموزان" عام 1896، وتوفي فيها عام 1986.