منذ عقدين من الزمن لم يتوقف عن العمل مع دخول أصناف جديدة إلى جانب الفطائر، يتنوع الإنتاج بحسب الحاجة اليومية أو الحالات الاجتماعية الطارئة، وتختلف ساعات العمل اليومية حسب الطلبات الخارجية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 تموز 2015، "عدنان الحايك" صاحب أشهر فرن للمعجنات في حي "العزيزية"، وعن عمله يقول: «عند إنشاء الفرن أي منذ عشرين عاماً؛ كانت الأعمال تقتصر على إنتاج الفطائر السريعة والخبز السميك، وبقي العمل على هذه الشاكلة حتى سنواتٍ قليلة، فقد تكيف الإنتاج مع المتغيرات التي تشهدها المنطقة، فأصبح إنتاج الخبز يقدم على إنتاج الفطائر، وذلك بهدف تأمين حاجة الناس من المادة، كما أن تغيّر نوعية الطحين في الأشهر الماضية زاد من الطلب على أفران المعجنات، التي تؤمن الرغيف بمواصفات عالية، على الرغم من أن الأفران الحجرية لها قدرة ضعيفة على الإنتاج وتلبية الحاجة، الأمر الذي زاد من ساعات العمل».

تدق ساعة العمل الساعة 6 صباحاً من كل يوم، وننتهي وقت الظهيرة في الأيام العادية، أما في حالات وجود طلبات خارجية فنستمر بالعمل حتى العصر أو المساء حسب كمية الطلبية وموعد تسلميها، وقبل الأعياد بأيام نستمر في العمل من الصباح حتى المساء لكثرة الطلبات وخاصةً الحلويات

يضيف: «تدق ساعة العمل الساعة 6 صباحاً من كل يوم، وننتهي وقت الظهيرة في الأيام العادية، أما في حالات وجود طلبات خارجية فنستمر بالعمل حتى العصر أو المساء حسب كمية الطلبية وموعد تسلميها، وقبل الأعياد بأيام نستمر في العمل من الصباح حتى المساء لكثرة الطلبات وخاصةً الحلويات».

"عدنان الحايك" يتفقد العجين

بدوره "عماد الحايك" يعمل مع والده في الفرن، ويقول: «إن رمزية الأفران الحجرية وخصوصيتها تغيرت في السنوات الماضية؛ فقد أصبحت وجهة لشرائح متنوعة من الناس، ويرجع السبب إلى تغيرات جديدة طرأت على الحالة المعاشية، إضافة إلى قدرة الأفران على مواكبة العصر وتقديم أنواع جديدة من المأكولات، كما أن التغيّر المجتمعي ساهم في اتساع مجال العمل، فبدأت هذه الأفران الصغيرة تلبية حاجات الناس في المناسبات، التي تغيرت بدورها تبعاً للوضع الاقتصادي، ففي السابق كانت المحافظة تشتهر بإقامة الولائم في المناسبات العامة، أما اليوم وبعد الارتفاع الفاحش في الأسعار، فقد توجهت شرائح مجتمعية كثيرة إلى تغيير نمط ما يتم تقديمه، فحلت الفطائر محل الولائم الضخمة، فهي توفر قدراً كبيراً من النفقات من جهة، ومن جهة أخرى تخفف عناء السيدات المهتمات بشؤون صناعة الولائم، وفي هذه الحالات يتغير وقت العمل وطبيعته، فيتم التوقف عن إنتاج المعجنات اليومية صباحاً، والبدء بتلبية الطلبات الكبيرة لتكون جاهزة وقت تقديم الوجبة، وهذه الحالة أمنت فرص عمل إضافية للكثيرين من الشباب».

أما "بشير نذير علي" يعمل في الفرن أيضاً، فيقول: «أعمل على صناعة المعجنات والخبز يومياً، وهي فرصة عمل أكسب منها لأعيل أسرتي، وتتنوع الفطائر التي ننتجها بحسب طلب الزبائن، إلا أن جودة الصناعة تبقى مرتبطة بعامل المنافسة، فقد شهدت المدينة في السنوات الأخيرة إقبالاً على افتتاح الأفران الحجرية، وذلك بسبب كثرة الطلب على هذه المأكولات، ويدخل في نطاق عملنا اليومي طهو وجبات المنازل بالفرن، وذلك في حال رغبت ربة المنزل بصناعة وجبة مميزة، إلا أن العمود الفقري لعملنا هو صناعة الفطائر؛ التي بدأ الخبز السميك يسحب البساط من تحتها، لكن لا يخفى على أحد القفزة النوعية التي شهدتها الأسعار، فقد ارتفع سعر رغيف الخبز الواحد ثلاثة أضعاف عمّا كان عليه في السابق، ومع ذلك فقد ازداد الطلب عليه أكثر».

"بشير علي" يجهز الفطائر

"علي العزو" أحد الزبائن يقول: «يعدّ فرن "الحايك" مقصداً يومياً لأغلب سكان الحي، حيث يتم الاعتماد عليه للحصول على الخبز بعد تحسين جودة الطحين المستخدم، إضافة إلى سرعته في تلبية الطلبات الخارجية الكبيرة وقت المناسبات الاجتماعية، كما يعتمد عليه طلاب المدراس أثناء توجههم الصباحي إلى المدرسة للحصول على الوجبة الصباحية من الفطائر».

"علي العزو" أحد الزبائن