على الرغم من الحداثة التي وصلت إليها صناعة الألبسة الجاهزة، تبقى للصناعة اليدوية عموماً وحياكة الصوف خصوصاً نكهته الخاصة.

مدونة وطن "eSyria" رصدت واقع هذه الحرفة والتقت السيدة "ميادة الحايك" لتحدثنا عن طرق العمل فقالت: «في البداية لم أكن أعمل بهذا المجال ولكن الحكاية بدأت عندما طلبت منا المدرسة أن نقوم بحياكة قطعة من الصوف لوضعها في المعرض المدرسي للأعمال اليدوية، فلجأت إلى والدتي التي كانت تعمل في هذه الحرفة منذ وقت طويل، وتعلمت منها كيفية العمل وبدأت الحياكة منذ ذلك الحين ولهذا التاريخ، وبدأت تطوير نفسي من خلال العمل على حياكة كل الأصناف حتى أصبحت اليوم متمكنة من هذه الحرفة بشكلٍ كامل».

لقد عملت في هذه الحرفة من دافع حبي لها الأمر الذي سهّل إتقانها بشكل كبير، فكنت من بين المتميزات في المحافظة، فقد شاركت في معرض للصناعات اليدوية في "مدرسة الأمل"، كما لاقت منسوجاتي رواجاً واسعاً، وصلت إلى "لبنان" وإلى محافظة "حلب" ناهيك عن السمعة التي حققتها في محافظة "الحسكة"، وأنا أسعى إلى توسيع العمل وتطويره إذا سنحت الفرصة

وتابعت "الحايك": «تعتمد هذه الحرفة على الدقة العالية في العمل كما أنها تحتاج إلى الصبر؛ فالقطعة الواحدة قد تأخذ ساعاتٍ طويلة أو أياماً حتى تنجز بشكلٍ كامل، ولا يتوقف العمل على حياكة الصوف فقط، بل يتعداه إلى حياكة ملابس وشالات وأنواع أخرى من الملابس تناسب جميع الفصول، صحيح أن الحياكة بدأت على شكل هواية إلا أنها أصبحت اليوم باباً من أبواب الرزق الذي أقتات منه وأساعد رب الأسرة في الإنفاق على المنزل».

بعض الصناعات اليدوية

وعن أنواع الخيوط المستخدمة وطرق الاستخدام قالت "الحايك": «يتم العمل بعدد من الخيوط منها خيط "الحرير" ويستخدم في صناعة أغطية الطاولات وأجهزة التلفاز واللحف الصغيرة ومفارش العروس والوسائد، أما الخيط الثاني فهو "الصوف" ويعد الأكثر شيوعاً نظراً لسهولة العمل به ولملاءمته للبيئة التي نعيش فيها، ونصنع منه "بلوزات وشالات وجوارب وطواقي ولفحات"، ومن الخيوط الصوفية خيط "الريش" وهو خيط له وبر من قصب يستخدم في صناعة ملابس الفتيات وصغار السن، وتدخل في هذه الحرفة أيضاً خياطة الخرز الذي يدخل في مجالات واسعة أهمها ملابس العروس وفساتين السهرات، وخيوط "التنتنة" التي تستخدم في صناعة الأمور الكمالية من أغطية وشراشف وبعض المناظر التي توضع لتزيين المنزل، وأخيراً خيوط "الكيتون" وأغلب الأحيان تستخدم على ماكينات "التريكو" لذا قلما تتم صناعتها يدوياً».

وأوضحت "الحايك": «أن الحياكة تتم بواسطة سنارة واحدة، وتعتبر هذه الطريقة مرغوبة من قبل الزبائن، مشيرةً إلى أنها تعمل حسب الطلب حيث تقوم بأخذ قياسات الزبائن بواسطة الخيط الذي تصنع منه قطعة الملابس لضمان عدم الاختلاف في المقاسات، كما أنها تقوم بابتكار بعض التصاميم من وحي الخيال أو أنها تقوم بتقليد التصاميم الموجودة في الأسواق إذا كانت تروق للزبونة، مشيرةً إلى أنها تقوم بالعمل صيفاً على صناعة الألبسة الشتوية لتأمين أكبر عدد من القطع للمحال التجارية التي تعاملت معهم منذ /15/ عاماً، أي بعد إتقانها لحرفة الحياكة مباشرةً».

صناعة الشال النسائي

واختتمت "الحايك" حديثها عن مهنتها: «لقد عملت في هذه الحرفة من دافع حبي لها الأمر الذي سهّل إتقانها بشكل كبير، فكنت من بين المتميزات في المحافظة، فقد شاركت في معرض للصناعات اليدوية في "مدرسة الأمل"، كما لاقت منسوجاتي رواجاً واسعاً، وصلت إلى "لبنان" وإلى محافظة "حلب" ناهيك عن السمعة التي حققتها في محافظة "الحسكة"، وأنا أسعى إلى توسيع العمل وتطويره إذا سنحت الفرصة».

رئيسة الاتحاد النسائي في "الحسكة" السيدة "غادة السعيد" قالت: «يقدم الاتحاد النسائي للعاملات في مجال حياكة الصوف عدداً من الخدمات، مثل تعلمهن بعض النواقص من خلال إقامة دورات تقوية، كما يقوم الاتحاد بإقامة معارض خاصة بالصناعات اليدوية وتقوم الحرفيات بعرض مبيعاتهن في المعرض الذي قد يكون خطوة أولية في طريق تسويق البضائع، وفي حالات أخرى يقوم الاتحاد النسائي بالتسويق المباشر للمنسوجات الأمر الذي يدخل في تحسين الحالة الاقتصادية للحرفيات».

ميادة الحايك