تعتبر من الزراعات الحديثة في منطقة "المالكية"، فعمرها لا يتعدى عشر سنوات، ولكن خصوبة أراضي المالكية والمردود المالي الجيد الذي وفرته زراعة "الكزبرة"؛ شجع المزارعين على اعتماد "الكزبرة" كمحصول أساسي، وبيعه أخضر أو يابساً.

ولمعرفة كيفية زراعة "الكزبرة" وأهميتها الاقتصادية لمزارعي المالكية "eSyria" زار حقل المزارع "حسين محمد" في "تل زيارات" الواقعة جنوب المالكية على بعد كم بتاريخ "9/6/2012" والذي قال:

هناك من يفضل بيع "الكزبرة" وهي خضراء حيث يتم حصدها في نهاية الشهر الرابع، وهي مخصصة للأغراض التجارية وأغلى من "الكزبرة " اليابسة ويتراوح سعر الكيلوغرام الواحد ما بين /46-50/ ليرة سورية

«تُعتبر "الكزبرة" من المحاصيل الحديثة الزراعة في قريتنا حيث يعود تاريخ البدء بزراعتها لأول مرة إلى عشر سنين مضت، واليوم فقد انتشرت بكثرة بسبب الطلب عليها وسعرها الجيد ونجاح تجربة زراعتها في المنطقة، خاصة أن منطقتنا تصنف من مناطق الاستقرار الأولى أي إنها من أخصب المناطق.

أزهار الكزبرة قبل النضج والحصاد

تحتاج زراعة "الكزبرة" إلى توافر جو مشمس ويجب حمايتها من الرياح القوية والصقيع، ويتم زراعتها فى أرض مسمّدة جيداً وجيدة الصرف، وتبدأ عمليات الزراعة في منطقتنا عادة في نهاية تشرين الأول، وقد كنا سابقاً نزرعها في بداية شهر كانون الأول وذلك لغزارة الأمطار وقتها التي كانت تساعد على تخليصها من الأوساخ، ولكن هذا الأمر لم يعد مهماً حالياً لتوافر الأدوية الزراعية».

أثناء جولتنا وإلى شرق القرية يقع حقل المزارع "محمود منور" يحدثنا عن محصول الكزبرة الذي قام بحصده هذا العام بالقول: «من خلال المؤشرات الأولية لعمليات حصاد "الكزبرة" التي شارفت على نهايتها– حيث تمتد عمليات حصاد "الكزبرة" من الشهر الرابع وحتى النصف الأول من السادس- ويمكن القول إن موسم هذا العام لا بأس به رغم تأثره بعض الشيء بالصقيع وقلة الأمطار.

المزارع محمود منور في حقل الكزبرة

ويتم استخدام "المحشة" بعمليات الحصاد والحصادة التي تزال مروحتها، حيث يُترك المحصول لمدة يوم في الأرض ومن ثم يتم تكويمه في كومات عن طريق عمال ليبقى مدة أسبوع كي يجف بشكل جيد».

ويضيف "منور": «بلغت إنتاجية عشرة دونمات هذا العام بحدود /5/ أكياس، والكزبرة من ناحية التكاليف مكلفة بعض الشيء حيث تبلغ تكلفة الحصاد بالحصادة بحدود 2000 ليرة سورية، وتكلفة العمال 1500 ليرة سورية يضاف إليها مبلغ /1500/ ليرة سورية من أجل رمي المحصول في الحصادة لفصل الحبوب وتكاليف إضافية متعلقة بعملية الزراعة لتبلغ تكلفة زراعة الدونم الواحد بحدود /700/ ليرة سورية، بينما يتراوح سعر كغ الكزبرة اليابسة ما بين /35-40/ ليرة سورية».

حبات الكزبرة

ويختتم "منور" بالقول: «هناك من يفضل بيع "الكزبرة" وهي خضراء حيث يتم حصدها في نهاية الشهر الرابع، وهي مخصصة للأغراض التجارية وأغلى من "الكزبرة " اليابسة ويتراوح سعر الكيلوغرام الواحد ما بين /46-50/ ليرة سورية».

ونستكمل حديثنا مع المزارع "جميل يوسف" الذي قال: «عملية زراعة "الكزبرة" تتم بحراثة الأرض مرتين بالديسك ثم بالهارو بينهما فترة أسبوع للتشميس والتهوية، ويُزرع بالدونم الواحد بحدود من /4- 4.5/ كغ من بذور "الكزبرة" على عمق بحدود /5/ سم، ويتم إضافة السماد بحسب الرغبة لكونها لا تحتاج الكثير من السماد وتسوى الأرض».

ولمعرفة ميزات "الكزبرة" كان لنا هذه الوقفة مع المهندس "جوزيف كورية" الذي قال: «"الكزبرة" نبات عشبي حولي ذو رائحة عطرية قوية يصل ارتفاعه إلى 50 سم تعرف بعدة أسماء منها " الكسبرة، تقد، تقدة، ثاو"، وتعرف علمياً باسم "Coriander sativum" من الفصيلة المظلية، ويمكن تناولها بشكلها الجاف وشكلها الأخضر وهي تُستعمل في صناعة الأدوية وحفظ الأغذية وكفاتح للشهية، وهي تلطف الأمعاء وتسكن آلام المغص واضطرابات المعدة وتهدئ الأعصاب وتستخدم كمضاد للأرق، ويمكن زراعتها بالمنزل».