أحب الفنان "صالح برو" المسرح منذ الصغر فحصل على المركز الأول بهذا الفن على مستوى مدارس المحافظة، ما شجع المخرجين للتعامل معه كواحد من المواهب المهمة في الساحة الفنية.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 23 حزيران 2014، التقت الفنان "صالح برو" في مدينته "القامشلي"، فتحدث عن بداياته بالقول: «عندما كنتُ تلميذاً في مدارس الحلقة الأولى أحببت المسرح، وكان لخالي المسرحي "عبد الهادي إبراهيم" دور مهم وكبير في الدعم والتشجيع فقد كنت أتابع أعماله باهتمام ودقة، ثم انضممت إلى مدرسة المتميزين بمدينتي، وبعد أن حصلت على الريادة والمركز الأول بفن المسرح على مستوى مدارس المحافظة، كان تمثيلي المحافظة على مستوى القطر في مسابقات الرواد الفنية، ولأن النجاح والتميّز في بداية المشوار يعني رحلة متميزة فقد نلت المركز الأول على مستوى القطر أيضاً وذلك في بداية التسعينيات، ثم جاء الاهتمام الأكبر بي من قبل المخرج "وليد العمر" الذي أحب موهبتي وضمني إلى فرقته المسرحية كأحد المواهب المسرحية الجديدة على الساحة».

من يتمعن في سيرته الفنية يجد الكثير من التألق والتميز والنجاح، وذلك لم ينله من فراغ بل بجهد ومتابعة، وكان حريصاً منذ البداية على التميز الفني. هو يعشق التنوع في العمل المسرحي لذلك نراه يهتم بالتمثيل والديكور والإضاءة، ويحق لنا أن نتباهى به كاسم فني مميز

ورحلة المسرح بدأت مبكراً عنده من خلال المهرجانات فقال عن ذلك: «بعد أن تبنى "العمر" موهبتي كان أوّل عرض مسرحي لي بعنوان "من المسؤول"، وكان محوره حول أهمية نظافة البيئة، ثم شاركت بعمل "مستقبل الحياة"، والعمل الأخير لي في المرحلة الابتدائية كان بعنوان "أصل الدواء"، وخلال المرحلة الإعدادية قدمنا عرضاً بعنوان "عريس بنت السلطان"، وبعد فترة "إنذار مبكر"، ومن الأعمال المهمّة التي شاركتُ فيها "سليمان الحلبي"، علماً أنّ جلّ الأعمال التي كنتُ أشارك فيها كانت أعمالاً إنسانية واجتماعية وتنظر إلى البيئة والمجتمع نظرة حب وتقدير، ومما شاركت فيه أيضاً "أوديب ملكاً"، والممتع أنني إلى جانب التمثيل كنتُ أجهز الديكور والإكسسوار المسرحي وأنا في المرحلة الإعداديّة».

في العمل المسرحي جحا والملك زعفران

وأضاف: «أثناء دراستي الثانوية بدأت المشاركة في أعمال أخرى مع المخرج "وليد العمر" وأسماء لامعة في المسرح بالمدينة، وأوّل العروض في هذه المرحلة كان "أحلام السيّد فوكت"، ونال جائزة أفضل عرض مسرحي من خلال المهرجان العمالي بـ"دمشق"، أمّا "الساعة الثامنة صباحاً" فنال جائزة أفضل نص مسرحي بذات المهرجان، أمّا "المادة الثالثة، تحقيق رباعي الأبعاد" فنالا جائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان القطر المسرحيّة، وجميع العروض التي تمّ ذكرها كانت مشاركة ضمن المهرجانات التي تقام على مستوى القطر بشكل دوري وسنوي، ثم قمنا بتأسيس أسرة مسرحية للكبار والصغار بـ"القامشلي" من خلال أبرز الأسماء المسرحية، وهم: "وليد العمر، فواز محمود، محمد العمر، أنس فرمان، حمادة السليم، غادة العمر"، وأنا معهم. ومن خلال هذه الأسرة قدمنا العمل المسرحي "جحا والملك زعفران"، وهذا العمل عرض لأكثر من مليون طفل سوري على مدى عشر سنوات في جميع أنحاء القطر، وشارك بمهرجان القلعة والوادي ومهرجان ربيع حماة، ومهرجان "الرقة"، ومهرجان طبقة المسرحي، حتّى إنه قدم في دور الأيتام ودور الكنائس في "حلب، حمص"، ولذلك أعتبره عملاً رائعاً بالنسبة لمشواري، وخلال هذه الفترة شاركنا بعمل "سليمان الحلبي" في مهرجان الشباب بالقاهرة، ونال العرض جائزة أفضل إعداد وعرض ونص مسرحي، أما "سوناتا الانتظار" في مهرجان أربد المسرحي فنال جائزة أفضل عرض أيضاً».

ثم تابع: «إضافة إلى دور التمثيل وإلى جانب الإكسسوار والديكور بدأتُ لاحقاً العمل الفني بصفة استشارة درامية مع إتقاني وعملي في أكثر من عمل مسرحي بانتقاء الموسيقا مع حركة الممثل أو كما تسمى "السينوغرافيا"، وقمتُ في الفترة الماضية باتباع دورة سيناريو بـ"دمشق"، وحصلت في نهاية الاختبارات على المركز الأوّل من بين 400 متدرب في تلك الدورة وذلك الاختصاص، وقمنا بإنجاز عمل مميز عرض في شوارع "دمشق" كان بعنوان "عنبر رقم 6"، وكان بالتعاون مع وزارة الثقافة والاتحاد الأوروبي، ونال عدة جوائز، أمّا بالنسبة للبرامج التلفزيونية فشاركت ببرنامج أنوار الغد كمستشار درامي، وكان ضمن الأفلام الوثائقية، وأنجزتُ الكثير منها للرائي، حتى بالنسبة للكليبات الغنائية فعملتُ وأنجزتُ فنياً ومن خلال الأفلام التسجيليّة الكثير منها ولأبرز النجوم العرب منهم: "راشد الماجد، محمد عبده، أصالة نصري"، وحصلت من خلال مشواري الفني على جوائز عدّة على الديكور والإضاءة والكليبات، وآخر جائزة كانت من دولة السويد لأفضل كليب سوريالي؛ وذلك ضمن مهرجان المغتربين الذي ضمّ فناني الوطن في الغربة».

المخرج "وليد العمر" تحدّث عن مزايا نجاح زميله الفنان "صالح" فقال: «من يتمعن في سيرته الفنية يجد الكثير من التألق والتميز والنجاح، وذلك لم ينله من فراغ بل بجهد ومتابعة، وكان حريصاً منذ البداية على التميز الفني. هو يعشق التنوع في العمل المسرحي لذلك نراه يهتم بالتمثيل والديكور والإضاءة، ويحق لنا أن نتباهى به كاسم فني مميز».