كانت رفيقته التي لا يدخر سراً إلا ويبوح لها به، فهي بنظره خير من يعبر عن الحقيقة حين تُطلب، يؤمن بمقولة العالم الصيني "كمفوشيوس" الصورة تعادل ألف كلمة، لذلك كانت له الصديق الصدوق في حله وترحاله، فالصورة بالنسبة له كالمرآة تعبر عما يجول في خلد صاحبها.

المصور الضوئي "سمير حاج حسين" تحدث لموقع ehasakeh عن تجربته مع فن التصوير الضوئي فكان الحوار التالي:

يتمتع "حاج حسين" بفكر منفتح تجاه التصوير فهو يعرف تماماً الزاوية التي يلتقط منها صورته، هو فنان جميل يتمتع بروح التعاون والمشاركة، له العديد من اللقطات التي استوقفت النقاد والفنانين، هو مصور بالفطرة دأب كثيراً ليضيف على صورته حساً جميلاً يميز لقطاته عن باقي زملائه، أتوقع له مكانة كبيرة بين المصورين الضوئيين

  • في البداية كيف تعرف لنا التصوير الضوئي من منظورك الخاص؟
  • حاج حسين مع محافظ الرقة

    ** هو تخليد للحظة ما تتجلى في وقت من الأوقات أمام الفنان إلا إنها لا تنتظر، هنا يجب أن يكون الفنان متأهباً لوضعها ضمن إطار، فالتصوير الضوئي كالمرآة التي تعكس الواقع بعد أن تجمله من خلال الإضافات الحسية التي تمتلكها روح المصور.

  • برأيك هل يتقاطع الفن الضوئي مع أي نوع من العلوم كما في النحت مع الهندسة والكاريكاتير مع علم النفس؟
  • من واقع الحياة الريفية

    ** أستطيع الجزم بأن جميع الفنون تتقاطع مع بعضها بعضا، فالكل ينطلق من نقطة واحدة وهو كيف ينظر المصمم إلى هذه اللوحة أو تلك، وكل شيء من صنع الإنسان عندما تطغى عليه جمالية عالية لا نتردد أن نطلق عليه لوحة فنية، فهو يتقاطع مع الهندسة من حيث بناء الكادر والإحاطة به من كل الاتجاهات، كما يتقاطع التصوير مع فن الكاريكاتير من خلال رسم البسمة وإيصال المعني الذي قد تعجز ألف كلمة عن إيصاله.

  • الفن هو أخذ لقطة إبداعية فمن الذي يحددها الفنان نفسه أم الكاميرا ذاتها؟
  • الالوان الساخنة تمتزج بعتمة الصورة

    ** لا يمكن فصل أي منهما عن الآخر فلكل منهما دور يقوم به بحيث يكمل كل منهما الآخر، صحيح أن الفنان يقوم بكل الأعمال ابتداءً من اختيار اللقطة وحتى إظهار الصورة، ولكن ماذا يستطيع الفنان أن يصنع إذا لم تخدمه جودة الكاميرا وبالتالي جودة الصورة.

  • كيف لك أن تحدد أن هذه الصورة احترافية ولا يمكن للشخص العادي أن يلتقطها؟
  • ** تلعب الممارسة دوراً كبيراً في الاختيار والممارسة بدورها تعزز عند المصور تجربته الشخصية وتثريها، من هنا يمكن القول أن المصور الممارس وفي أغلب الأحيان لا يلتقط الصورة إلا وقد رآها من منظور احترافي بحت، هذه المقومات لا يمكن أن يتمتع بها من يقوم بالتصوير لمجرد التصوير أو حتى للتسلية.

  • هل يدخل التصوير في النقد أم أنه يقتصر على الواقعية أو أنه يذهب لتقديم الحلول وكيف؟
  • ** من ناحية دخوله للنقد فهذا الأمر يتبع المصور نفسه، فلو انطلق من أرضيه نقدية فيمكن له اقتناص بعض اللحظات التي تمكنه من الخوض في مضمار النقد، أما فيما يخص الواقعية فالصورة يمكن تسميتها بأم الواقعية، حيث انطلقت مدرسة الرسم الواقعي من تقليدها للصورة، ويمكن أن تساعد الصورة في تقديم الحلول إما من خلال رصد مواطن الخلل أو حتى من خلال المقارنة بين ما هو عصري ومتقن الصنع وبين ما هو مؤقت.

  • من الذي يحدد الآخر الصورة أم الموضوع كيف يتم ذلك ومتى؟
  • ** لكل منهما وقت معين يتجلى فيه ففي حال حدوث ظاهرة فريدة من نوعها، هنا يعمل الموضوع على صناعة الصورة، أما عندما يريد أن يصنع المصور حدثاً من لا شيء هنا تلعب الصورة دوراً كبيراً في تحديد الموضع، فمن الممكن أن تسلط الكاميرا على جمهرة بسيطة من الناس وأنت في مكان مرتفع بشكل اعتيادي، أما إذا أردت أن تخلق موضوعاً من الممكن أن تغير الزاوية التي تقف فيها.

  • معرضك الأخير ركزت فيه على البيئة التي ترعرت فيها ما سبب اللجوء لذلك؟
  • ** لا تفارق البيئة الريفية ذاكرتي ولو لثواني معدودة عندما أبدأ بالتصوير، من الممكن أن نشأتي فيها واكتساب معارفي من خلالها هو سبب جوهري، لكن من جهة أخرى تحتل البيئة الريفية في محافظة "الحسكة" حيزاً كبيراً من من المساحة الإجمالية قد تتجاوز 85%، هذا يجعل نصيبها من التنوع أوفر.

    *لست أكاديمياً في فن التصوير فبماذا يتفوق عليك الأكاديميين؟

    ** في الحقيقة لا أعلم بماذا يتفوق على من درس فن التصوير بشكل علمي، وحتى لا يكون الإنسان مغروراً بذاته فبالتأكيد هناك فروق بيني وينهم، لكنني لا أألوا جهداً في البحث والقراءة في كل ما يتعلق بفن التصوير، فأنا أتابع بشكل حديث كل التطورات من خلال جميع الوسائل الإعلامية وعلى رأسها المجلات المتخصصة.

  • هل هناك علاقة بين جودة الصورة ونوع الكاميرا وجودتها ؟
  • ** بالتأكيد هناك علاقة طردية فكلما كانت جودة الكاميرا عالية خرجت الصورة بأبها حللها، وحتى نوع الطباعة وجودة الورق وتركيبة الألوان تدخل في الجودة.

  • ما أفضل الأوقات التي تساعد على أن تكون اللقطة صحيحة فنياً؟
  • ** لكل وقت خصوصيته وجماليته ولكن وكما أسلفنا تلعب خبرة المصور دوراً مفصلياً في صحة الصورة من عدمها، أما أفضل الأوقات فأنا أحبذ عندما يدخل وقت العصر حيث تنكسر حدة أشعة الشمس، التي غالباً ما تعطي انطباعاً غير دقيق في كادر الصورة، أما أحب الأوقات إلى قلبي هو وقت الغروب خصوصاً إذا وجد في المنطقة مسطح مائي.

  • ما الفرق بين الصورة الفنية والصورة التوثيقية؟
  • ** من وجهة نظري كلاهما في زمن يصبحان للتوثيق، ففكرة الصورة جاءت أساساً للتخليد، وهي تكون فنية في اللحظة والزمن القريب الذي أخذت فيه، وما أن يبتعد بها الزمن إلى الوراء تدخل حتماً في حيز التوثيق.

  • كاميرات الديجيتال أو كما يسميها العلم "الرقمية" ماذا أضافت على فن التصوير؟
  • ** أضافت الكثير فمن الممكن أن تساعد الصورة قبل أن تغادر الموقع وتبحث عن النواقص فيها، وفي حال اكتشاف أي خلل يمكن تداركه في لحظته، كما قللت هذه الكاميرات من نفقات هذا الفن، لكنها أفقدت فن التصوير انتماءه لأشخاص يتمتعون بحس مرهف، فهي التي مكنت القاصي والداني من تشكيل الصورة بشكل يسير.

  • كيف ترى المستوى الذي وصل إليه فن التصوير الضوئي في الحسكة؟
  • ** لا يمكن وصفه بالمستوى الجيد ولا حتى بالسيئ فهو يراوح بين الاثنين، ويعود السبب إلى أن المحافظة تفتقر للأشخاص المهتمين بهذا الفن كما أن المعارض هي قليلة نوعاً ما، ولكن هناك بعض التحركات بين الحين والآخر نتمنى أن تثمر مثل نادي التصوير الضوئي في "الحسكة" وأنا عضو فيه مع سبعة من زملائي، وأتمنى أن يكون بادرة جيدة للنهوض بالواقع التصويري بالمحافظة.

    الفنان "شعلان الشيخ علي" مصور فوتوغرافي يقول: «يتمتع "حاج حسين" بفكر منفتح تجاه التصوير فهو يعرف تماماً الزاوية التي يلتقط منها صورته، هو فنان جميل يتمتع بروح التعاون والمشاركة، له العديد من اللقطات التي استوقفت النقاد والفنانين، هو مصور بالفطرة دأب كثيراً ليضيف على صورته حساً جميلاً يميز لقطاته عن باقي زملائه، أتوقع له مكانة كبيرة بين المصورين الضوئيين»

    يذكر أن الفنان "سمير حاج حسين" من مواليد "الحسكة" أجرى العديد من الدورات التدريبية داخل القطر وخارجه، وعضو الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي / فياب/، وله عدد كبير من المعارض داخل وخارج القطر لا يتسع المجال لذكرها ولكن يمكن أن نذكر بعضها:

  • المهرجان العربي الأوربي – جامعة هامبورج ألمانيا كانون الأول 2004.

  • معرض فلسطين للتصوير الفوتوغرافي قطاع النيل للقنوات المتخصصة وقناة النيــل الثقافيـــة مصــر 2002 م.

  • المعرض العالمي للتصوير الفوتوغرافي أمستردام هولندا 2000-2002-2004 م.

  • معرض تجمع فناني "الحسكة" 1999- 2000 م، والمهرجان العربي الأول والثاني عمان الأردن 2002- 2003 م.

  • معرض تجمع فناني التصوير الضوئي السوري المركز الثقافي الروسي 2000 م.

  • معرض بنيالي مدريد – اسبانيا 1999م.

  • معرض وسائط النقل سلوفاكيا حزيران 2000 م، وحاصل على العديد من شهادات التقدير عن مشاركاته.