باستحضار لوحاتٍ من الماضي حاول "عايش الكليب" تصوير مشهد الزواج في العقود السالفة، من خلال تجسيد الحالة ونقلها للمتلقي ببساطة شديدة، بهدف إطلاعه على طريقة حياة من سبقه من الأسلاف.

مدونة وطن "eSyria" حضرت العرض الشعبي الذي أقيم بتاريخ 10 آذار 2015، والتقت مخرج العمل "عايش حسين الكليب"، فقال: «يحكي العمل عن جزء من منظومة الفلكلور الشعبي الذي كان سائداً في وقت مضى، وهو مرحلة من الحياة اليومية تسمى "الأحجية" أو "اللغز"، وتدور هذه القصة بين العروسين، فحين يتقدم ليطلب يدها تقوم هي باختبار ذكائه وفطنته، فترسل له بيتاً من الشعر يتضمن حله إجابةً عن اللغز المضمّن فيه، وفي حال تمكن العريس من الإجابة؛ تكون العروس من نصيبه، أما في حال تعذر عليه معرفة الحل فسيخسر شريكة حياته التي أحبها، مشيراً إلى أن طرح مثل هذه المواضيع في هذه الفترة، يساهم في إعادة الألق إلى ماضي المنطقة وتراثها، كما أن إثارة مثل هذه المواضيع تخرج المتلقي من حالة الضيق إلى رحابة الموروث الشعبي وتنوعه».

إن العمل المعروض حاول دمج قيمة المسرح مع مكنونات الموروث الشعبي، وهنا تتحقق فوائد كثيرة من خلال العرض، فمن جهة يتم نقل المتلقي إلى عوالم غابت عنه أو غيبت بفعل التناقل الشفهي للموروث، ومن جهة أخرى إمتاع المتلقي من خلال تصوير مشاهد من الحياة اليومية لأجدادنا، ومنها نصل إلى دعوة صريحة للتمسك بالتراث الشعبي التراكمي، وأن نلغي الهوة بينه وبين أبناء اليوم، لتكتمل السلسة المعرفية ويتكون لدى المتلقي خلفية ثقافية عن نشأة المنطقة وتدرجها عبر التاريخ

وأوضح الممثل "أحمد علي": «أنه لعب دور شيخ القبيلة "العريس" وقام بحل اللغز الذي أرسلته إليه حبيبته، والذي ضمنته في بيتين من الشعر:

الرقصات الشعبية

"أسألك عن بنت فوق الثمانين... إن شافها العاشق يتيه بسببها

خواتها عند البشر بالملايين... ولو عمرها عشرين محد جناها"

تجسيد لعزف الربابة

وهنا قصدت العروس "القهوة العربية"، لافتاً إلى أن هذه اللوحة الفنية تدل على مدى فراسة البدوي وذكائه ونحن بدورنا نقوم بنقل هذه العادات إلى الأجيال الشابة، التي لا تعرف عنها أي شيء، كما نقوم بدورنا على حث الشباب للبحث في موروثهم الشعبي، الذي يتضمن الكثير من العبر».

وقال الكاتب والمخرج المسرحي "إسماعيل خلف" من الحضور: «إن العمل المعروض حاول دمج قيمة المسرح مع مكنونات الموروث الشعبي، وهنا تتحقق فوائد كثيرة من خلال العرض، فمن جهة يتم نقل المتلقي إلى عوالم غابت عنه أو غيبت بفعل التناقل الشفهي للموروث، ومن جهة أخرى إمتاع المتلقي من خلال تصوير مشاهد من الحياة اليومية لأجدادنا، ومنها نصل إلى دعوة صريحة للتمسك بالتراث الشعبي التراكمي، وأن نلغي الهوة بينه وبين أبناء اليوم، لتكتمل السلسة المعرفية ويتكون لدى المتلقي خلفية ثقافية عن نشأة المنطقة وتدرجها عبر التاريخ».

المخرج عايش الكليب خلال المهرجان

وأكد مدير الثقافة "عبد الوهاب الحسين": «أن الغاية من مهرجان الفنون الشعبية؛ إعادة توثيق الحالة المعرفية التراكمية لأجيال المنطقة الذين عاشوا في السابق، ونحاول من خلال العروض المنتقاة بعناية أن نكوّن رابطاً صحيحاً، بين ما كان سائداً وما يجري اليوم، إضافةً إلى إعادة إنتاج الحالة الثقافية السابقة ودمجها معرفياً مع معطيات اليوم، لتقديمها للمتلقي الشاب، وتكون النتيجة لدينا بناء جيل مثقف تراثياً، يبني معلوماته المستقبلية على تراكمات فكرية واقعية، لعل الأجيال الجديدة تضيف شيئاً مفيداً إلى ما ورثناه من الأسلاف».