دون توقف يسعى لتقوية أواصر المحبة بين لغة الضاد والناطقين بها، حتى إنه حمل همومها معه لتقاسمه همومه اليومية، لعلّه يهتدي إلى طريقة مثلى يساهم من خلالها بإعادة أم اللغات إلى مكانها الصحيح.

مدونة وطن "eSyria" التقت "محمد النامس" بتاريخ 22 شباط 2015، خلال المحاضرة التي ألقاها في صالة المعارض بثقافي "الحسكة"، والتي حملت عنوان "أسباب ضعف الطلاب في اللغة العربية" قائلاً: «يرجع ضعف التعاطي مع اللغة العربية خصوصاً في المدارس إلى عدد من العوامل التي تشترك مع بعضها بعضاً، يأتي على رأسها الجفاء الحاصل بين الطالب ولغته الأم، ومن هذه الأسباب طرائق التدريس المتبعة في المناهج الحديثة منها والقديمة، التي تحث الطالب على الحفظ غيباً دون مراعاة فهم القواعد اللغوية، أيضاً يلعب المعلم وطريقة إعداده دوراً كبيراً في القدرة على إيصال المعلومة إلى المتلقي على النحو الصائب، ثم يأتي دور طرائق التدريس التي يتبعها المعلم والتي قد تشكلُ حجاباً بينه وبين الطالب، وهو ما يحول دون وصول المعلومة بالطريقة المثلى.

ومن أهم الأمور الواجب اتباعها أن تبدأ اللغة مع بداية تلقي العلم، وتحديداً في رياض الأطفال، وفي هذه الحال يتم بناء الطفل بناءً سليماً يمكّنه من التعامل مع مفردات اللغة في الصفوف الأولى، وما يجري عليه الحال اليوم من تأخير اللغة إلى صفوف متأخرة، يتسبب في فقدان الكثير من الوقت، كما يفسح المجال أمام اللهجات المحكية لتتأصل في وجدان الأطفال، ويصعب أن يمحى تأثيرها في المدرسة بشكلٍ جذري

وهنا يجب علينا أن نعترف أولاً بعدم نجاعة ما نقوم به، وأن نبحث عن البدائل التي يمكن أن تخدم الموضوع، كما يجب أن نراعي عملية الفهم وأن نقدمها على الحفظ، لأن هذه الطريقة تضمن بقاء المعلومات مع الطالب حتى بعد إنهاء المراحل الدراسية، على عكس ما يحصل أثناء الحفظ فقط دون معرفة استخدام القواعد في حال طرأت بعض التغييرات الطفيفة على الجمل».

محمد النامس

يتابع: «ومن أهم الأمور الواجب اتباعها أن تبدأ اللغة مع بداية تلقي العلم، وتحديداً في رياض الأطفال، وفي هذه الحال يتم بناء الطفل بناءً سليماً يمكّنه من التعامل مع مفردات اللغة في الصفوف الأولى، وما يجري عليه الحال اليوم من تأخير اللغة إلى صفوف متأخرة، يتسبب في فقدان الكثير من الوقت، كما يفسح المجال أمام اللهجات المحكية لتتأصل في وجدان الأطفال، ويصعب أن يمحى تأثيرها في المدرسة بشكلٍ جذري».

وأوضحت "نورا سليمان" رئيسة دائرة الطفل في مديرية الثقافة أن: «العمل على بناء الأطفال من المراحل المبكرة يمكن أن يعطي نتائج عظيمة خصوصاً مع ما يتمتع به أطفال اليوم، ومن الضروري أن يتم التحول عما تعلمناه نحن في السنوات السابقة، لأن الهدف هو أسمى من الحفاظ على مناهج وطرائق قد لا يكون لها الأثر الكبير، بل يجب التعدي إلى ما بعد ذلك من خلال التواصل عبر القنوات المتاحة في هذه الأيام، وجعل اللغة العربية الزائر الدائم في جميع المنازل، لتطرب آذان الجميع بالمفردات الجزلة والصحيحة أينما اتجهوا، وبهذه الطريقة وغيرها يمكن أن نعيد للغة العربية مجدها الذي بدأ الأفول».

نورا سليمان

من جانبه أكد "عبد الرحمن السيد" معاون مدير الثقافة أن: «هذه النشاطات تأتي للملمة أفراد الأسرة اللغوية في المحافظة، وتحفيز الجيل الشاب على التمسك بلغته الأم، لأنها الضامن الوحيد والرابط المشترك بين كل العرب، مشيراً إلى وجوب تحويل الاحتفال بيوم اللغة العالمي إلى مهرجانٍ للاحتفال باللغة العربية، لأن هذه اللغة وعلى الرغم مما أحدثته بها اللهجات؛ إلا أنها بقيت محافظةً على نفسها لأنها نتاج أمم عريقة حفظت تاريخها وأمجادها من خلال تفردها وقوة تعبيرها ومرونتها».

محمد النامس مع مراسل المدونة